دعت جامعة هاميلتون الكندية، دول الغرب وحكومة الولاياتالمتحدةالأمريكية إلى التعلم من التجربة المصرية في التعامل مع أزمة اللاجئيين السوريين. وكانت الجامعة قد نشرت عبر موقعها تحقيقًا ميدانيًا حول تجربة العيش كلاجئ بين أحضان القاهرة. وذكر التحقيق أنه في مواجهة كارثة إنسانية بحجم كارثة اللاجئين السورين فإن الحديث عن الأموال أو المصالح يبدو حديثًا وضيعًا للغاية، أما ذلك النداء الإنساني، فبعيدًا عن لغة المادة أو لغة العواطف فإن التعامل مع اللاجئين السورين على مستوى العالم، لم يكن بالمستوى المطلوب باستثناء مصر، والتي بدأ تدفق اللاجئين إليها في وقت مبكر من عام 2011، وعلى الفور أعلنت مصر عن حصولهم على صفة اللاجئين ودون انتطار لأي تحرك من المجتمع الدولي، وذلك على الرغم من السياسية المصرية الصارمة في كل ما يتعلق بالهجرة إليها. وتابع التحقيق: ولكن في العقود القليلة الماضية، نجحت مصر في توفير السلامة لمئات الآلاف من طالبي اللجوء، ولكن مصر ظلت على نفس الدرجة من التشدد فيما يتعلق بقوانين الحصول على جنسيتها، مصر بها الآن قرابة 130 ألف لاجئ سوري، ويمكن تلخيص حياتهم في مصر بأنها "حياة آمنة" بعيدًا عن التهديد المستمر بالموت والدمار، كما في سوريا التي مزقتها الحرب، وبالطبع فإن عوامل مثل الدين والثقافة واللغة يجعل التقارب والانصهار بين السوريين والمصرين أسهل وأبسط. وأوضح التحقيق أنه على الرغم من أن مصر اعتبرتهم "لاجئيين" إلا أن السوريون يعيشون في فراغ قانوني في مصر خاصة وأن عدد قليل جدًا منهم يحمل أوراق إثبات هوية رسمية خاصة وأن بداية قدوم اللاجئيين السورين إلى مصر كان في فترة عانت فيها مصر من الفوضى السياسية والاقتصادية. وأشارت الصحيفة إلى أنه مع ذلك، فقد قام الكثير من الاجئين في مصر بعمل نتائج مبهرة في سوق العمل المصري، فغالبيتهم تلقوا تعليمًا عاليًا مع أخلاقيات جيدة للغاية، وأصبحوا بالفعل منافسين للعمال المصريين، كما قام العديد من السوريين بأنشاء أنشطة تجارية صغيرة سرعان ما تحولت إلى أسماء ناجحة في مجالات المفروشات والأطعمة وغيرها من الأنشطة الناجحة رغم الظروف الاقتصادية الصعبة في مصر. ويضيف التقرير أنه من خلال سؤاله لأحد أصحاب المطاعم السورية الناجحة جدًا في القاهرة، حول كيفية نجاحه في فترة وجيزة؟ ليكتشف المراسل أن كل بداية المطعم كانت في دكان صغير في أحد الأحياء الشعبية، ثم قرر هو وكل العمال - غالبيتهم من اللاجئين - المشاركة بأسهم كل حسب استطاعته لتوسيع النشاط، وبالفعل تحقق له ما أراد ونجحوا في افتتاح مطعم أنيق بأحد الأحياء الراقية وسرعان ما بدأت العجلة في الدوران وأصبح هو المحل الأشهر في المنطقة.