حذر المفوض العام لوكالة الأممالمتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأنروا" فيليب جراندي، من مغبة استمرار انخراط بعض المجموعات الفلسطينية في الصراع الحالي في دمشق. وقال المفوض العام لوكالة الأممالمتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين – في مؤتمر صحفي عقده الاثنين 11 مارس بمقر الأممالمتحدة، إن "هناك بعض المجموعات الفلسطينية المسلحة التي انحازت إلي جانب النظام السوري ضد جماعات المعارضة المسلحة، وهو ما قد يؤدي إلى إحداث فوضى عارمة إزاء تواجد اللاجئيين الفلسطينيين في سوريا مستقبلا، وربما يستدعي ذلك الانحياز حدوث عمليات انتقامية من جانب الطرف الآخر في الصراع". وتابع فيليب جراندي قائلا "في واقع الأمر إن أعداد اللاجئيين الفلسطينيين الذين أعلنوا انحيازهم الي أحد طرفي الصراع يعد ضئيلا للغاية بالنسبة لغالبية اللاجئيين الفلسطينيين المقيمين في سوريا والبالغ عددهم نحو 530 ألف شخص يعيشون غالبيتهم في معسكر اليرموك بأحد ضواحي العاصمة دمشق". وأكد المفوض العام لوكالة الأممالمتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" علي ضرورة التوصل الي حل سياسي للصراع الدائر حاليا في سوريا،وقال "إن البديل لذلك سيون ثمنه غاليا بالنسبة للاجئيين الفلسطينيين في سوريا". وناشد فيليب جراندي، الحكومة الأردنية باعتماد "نهج انساني ازاء تدفق اللاجئيين الفلسطينيين الفارين من الصراع الي داخل الحدود الأردنية،مؤكدا رفضه لسياسة غلق الأبواب أمام اللاجئيين الفلسطينيين. وتابع: " إنني أعترف بالصعوبات التي تواجهها الحكومة الأردنية والتي استدعت اتخاذها قرارا بعدم السماح بدخول مزيد من اللاجئيين الفلسطينيين إلي أراضيها.فالأردن ليست دولة غنية،وهي بالفعل استقبلت عددا ضخما من اللاجئيين الفلسطينيين، فضلاً عن أنها لديها مئات الآلاف من اللاجئيين السوريين، إلي جانب اللاجئيين العراقيين، ولذلك فإن الضغوط تزداد عليها". وردا علي سؤال بشأن عدم تمكن اللاجئيين الفلسطينيين الفارين من الصراع في سوريا، إلى التوجه الى أراضيهم في الضفة الغربية وقطاع غزة، قال المفوض العام لوكالة الأممالمتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" فيليب جراندي :إن ذلك سيكون جزءا من قضايا الوضع النهائي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي. ودعا جراندي مجددا السلطات الإسرائيلية إلى ضرورة رفع الحصار علي قطاع غزة، مشيرا إلى أهمية السماح بعودة التجارة البينية بين قطاع غزة وإسرائيل والضفة الغربية من أجل مساعدة اقتصاد غزة وشعبها علي تقليل اعتمادهم علي المساعدات الإنسانية. وجدد فيليب جراندي إطلاق نداء إنساني لصالح اللاجئيين الفلسطينيين .. مشيرا إلى أن هناك عجزا في ميزانية أونروا العام الحالي يصل الي 67 مليون دولار. وفيما يتعلق باستقبال لبنان لأعداد متزايدة من اللاجئيين الفلسطينيين نتيجة للأزمة السورية،قال المفوض العام لوكالة الأممالمتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في مؤتمر صحفي عقده اليوم بمقر الأممالمتحدة،إن "لبنان ليست الخيار ألأفضل للاجئيين الفلسطينيين. وأشار الى وجود أكثر من 32 لاجئاً فلسطينياً فر الى لبنان في العامين الأخيرين نتيجة للصراع الدائر بين الحكومة والمعارضة في سوريا ، لافتاً الي أن العقود الماضية شهدت سنوات صعبة للاجئيين الفلسطينيين في لبنان "وهم لا يريدون أن يتورطوا في الصراع الدائر حاليا". وردا علي سؤال بشأن الفتوي التي أصدرها مفتي سوريا مؤخرا بضرورة الدفاع عن النظام السوري وتداعيتها علي مستقبل اللاجئيين الفلسطينيين هناك،رفض المفوض العام لوكالة الأممالمتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" التعليق علي الفتوي، واكتفى بالقول "إن ما يهم المواطن السوري واللاجئ الفلسطيني في الوقت الحالي هو تأمين حياته وتأمين لقمة العيش له ولأطفاله".