دعا وزير التنمية الاجتماعية الأردني المهندس وجيه عزايزه إلى التحرك السريع من قبل المانحين لدعم موازنة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، كما هي مقررة وعدم الانتظار إلى نهاية السنة المالية. وقال المهندس وجيه عزايزه، في كلمته الافتتاحية لاجتماعات اللجنة الاستشارية لوكالة"الأونروا" الاثنين بمنطقة البحر الميت (45 كم غرب عمان)، "إن استمرار تقديم الخدمات للاجئين الفلسطينيين وفقا للمعايير الدولية والمحددة من شأنه أن يبعث الطمأنينة لديهم".
ونبه عزايزه إلى أنه في ظل تعثر جهود السلام فإن أي تراجع في الخدمات التي تقدمها الوكالة للاجئين الفلسطينيين سيؤثر سلبا على أوضاعهم ويشكل مبعثا للقلق لدى الدول المضيفة.
وأشار إلى أن الأردن يستضيف أكبر عدد من اللاجئين الفلسطينيين إلا أن حصتها من ميزانية "الأونروا" أقل مما هو مطلوب، معربا عن القلق إزاء هذه الأوضاع وضرورة الحفاظ على التمويل اللازم للوكالة ولا سيما أن الأوضاع المالية للدول المضيفة للاجئين لاتحتمل المزيد من الأعباء الملقاة عليها بهذا الصدد.
وبدوره ، قال المفوض العام لوكالة "الأونروا" فيليبو جراندي إن عدم إحراز تقدم على صعيد البحث عن السلام أدى إلى حاجة أكثر حدة لإغاثة اللاجئين الذين يعيشون تحت إحتلال دائم التوسع في الضفة الغربية وحصار لم ينفك عن غزة"، مشيرا إلى أن هناك تدهورا للحقوق وللظروف المعيشية للاجئين في البلدان المضيفة الأخرى وأن التطورات المختلفة عملت على زيادة الإحساس بالضعف الذي يميز حياة اللاجئين.
وتابع " علينا جميعا أن نتذكر أن مسألة اللاجئين لايمكن أن تنتهي إلا عندما يتم الاتفاق على حل سياسي عادل ودائم بين الأطراف "، مشيرا إلى أنه على الرغم من أن الاهتمام قد انصب على أوضاع أخرى، فلا شيء يقلل من مركزية وضرورة إيجاد وسيلة للمضي قدما بعملية السلام بما في ذلك إيجاد حل لمسألة اللاجئين.
وأكد جراندي، أنه في ظل هذه البيئة المتقلبة فإن التزام "الأونروا" بحماية ودعم اللاجئين ضروري أكثر من أي وقت مضي وأن يظل غير منقوص، وقال" في هذا السياق الإقليمي .. فإننا نركز مجددا على الشباب من اللاجئين.. ونبحث عن سبل لتعزيز نوعية حياتهم وفرص الحياة المتاحة لهم من خلال برامجنا .
ونبه المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" فيليبو جراندي إلى أن احتياجات اللاجئين للإسكان والبنية التحتية الأساسية تتجاوز كثيرا ما تستطيع "الأونروا" والوكالات الدولية تلبيته في إطار القيود التي يفرضها الحصار على غزة من جميع الجهات وفي الضفة الغربية بما فيها القدسالشرقية، مشيرا إلى أن "الأونروا" قلقة حيال تزايد الاتجاهات في عمليات هدم المنازل والأصول المجتمعية إضافة إلى عمليات الإخلاء ورفض منح تصاريح البناء للفلسطينيين وفي الوقت نفسه فإن المستوطنات الإسرائيلية تتوسع بشكل لا هوادة فيه فوق الأراضي الفلسطينية، بما في ذلك محيط القدسالشرقية .
وقال جراندي، إن اللاجئين الفلسطينيين في سوريا تمتعوا ولفترة طويلة بمجموعة مثالية من الحقوق الاجتماعية والاقتصادية ولكن "الأونروا" حاليا تشعر بالأسى بسبب استمرار العنف وانعدام الأمن"، مشيرا إلى أن العنف يجعل كافة المدنيين عرضة للمخاطر في كافة أرجاء سوريا بمن فيهم اللاجئين الفلسطينيين وذلك على نحو ما أبرزته الأحداث في مخيم "اليرموك" خلال شهر يوليو الماضي واللاذقية في أغسطس المنقضى مما أدى إلى حدوث وفيات وإصابات وتشريد في أوساط اللاجئين.
وتابع جراندي " إننا نشعر بالقلق جراء احتمالية أن تتدهور الأوضاع أكثر"، مؤكدا ضرورة وقف كافة أعمال العنف في سوريا وباحترام قدسية الحياة البشرية تمهيدا لإحلال السلام وتأهيل الإنسان السوري ومن ثم إعادة إعمار ما تم هدمه .
وأشار إلى أن الصراع في سوريا واسع وعنيف ومن الصعب الوصول إلى أرقام محددة ولكن حسب تقديرات الوكالة فان حوالي 300 ألف لاجئ فلسطيني قد تضرروا من جراء الصراع وهذا الرقم مرشح للازدياد، مؤكدا أن مسئوليتهم تقع على الجميع وعلى جميع الأطراف المتصارعة أن تحترم المدنيين .
وأعرب جراندي عن شكره للأردن والدول المضيفة الأخرى للدور الحاسم الذي تلعبه في دعم اللاجئين الفلسطينيين والسوريين .
وكان المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" فيليبو جراندي قد عرض في مؤتمر صحفي عقده على هامش الاجتماعات بحضور مديري العمليات للوكالة في سوريا مايكل كنزلي وقطاع غزه بوب تيرنز عددا من القضايا الهامة المتعلقة بطبيعة عمل الوكالة والأنشطة والبرامج التي تقدمها للاجئين الفلسطينيين في مناطق عملياتها الخمسة والتحديات التي تواجهها والأوضاع المالية للوكالة وخطط التعامل مع صعوبات العجز المالي المتراكم عليها.
وتناقش إجتماعات اللجنة الاستشارية للأونروا "على مدى يومين آخر مستجدات عمل الوكالة وإستراتيجيتها لجمع التبرعات وبرنامج إصلاحاتها إضافة إلى متابعة توصيات اللجنة الاستشارية السابقة إلى جانب عدد من القضايا الهامة المتعلقة بطبيعة عمل الوكالة والأنشطة والبرامج التي تقدمها للاجئين الفلسطينيين في مناطق عملياتها الخمسة والتحديات التي تواجهها ، كما سيتم بحث الأوضاع المالية للأونروا وخطط التعامل مع صعوبات العجز المالي المتراكم عليها.
يشار إلى أن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" التي تواجه عجزا في ميزانيتها بلغ السنة الماضية 63 مليون دولار، تقدم خدماتها في مجالات الصحة والتعليم والإغاثة الاجتماعية لنحو خمسة ملايين لاجئ فلسطيني يقيمون في مناطق العمليات الخمس وهى الأردن(الذي يضم مليوني لاجىء) وسوريا ولبنان والضفة الغربية وقطاع غزة . مواد متعلقة: 1. "الاونروا" تسعى لجمع 117 مليون دولار إضافية 2. اضراب موظفو "الاونروا" في الأردن للمطالبة بتحسين اوضاعهم المعيشية