فى أول حوار بعد عودته لحقيبة السياحة ■ نناقش مع مجلس الوزراء توفير مكتب سياحى لدى سفارات مصر حول العالم يؤمن وزير السياحة هشام زعزوع أن ال 90 يوما القادمة هى فترة تحد له، وخلال الأيام القليلة القادمة سيكشف عن مدى قدرته على تحمل مسئولية عودة السياحة المصرية لمكانتها المناسبة. ■ كيف ترى الضريبة التى أقرها الرئيس السيسى على تذاكر الطيران وهل ستؤثر على حركة السياحة؟ لن تؤثر إطلاقا على حركة السياحة الوافدة إلى مصر، خاصة أن هذه الزيادة تطبق على التذاكر الدولية، التى يبدأ خط سيرها من مصر فقط، أى أن حركة السياحة الوافدة إلى مصر لن تطبق عليها هذه الزيادة، وكذلك لن تطبق على المسافرين الذين تبدأ رحلاتهم من خارج مصر، ولا الرحلات الداخلية، كما أن زيادة الضريبة المفروضة على تذاكر الطيران «طفيفة»، فزادت الضريبة على تذاكر الدرجة السياحية50 جنيها فقط، وعلى الدرجة الأولى 100 جنيه. ■ ما حقيقة مشاركة الرئيس السيسى فى الحملة الترويجية للسياحة المصرية؟ لدينا حملة رسمية، سيشارك فيها معظم المصريين، وعلى رأسهم الرئيس عبدالفتاح السيسى تحت شعار «هى دى مصر»، ستكون عبارة عن «هاشتاج» يربط صور أجمل الأماكن السياحية المصرية على وسائل الاتصال كافة، والسوشيال ميديا، خاصة فى ظل وجود 3 مليارات شخص يتعاملون مع الإنترنت، بينهم 900 مليون يستخدمونه فى اختيار مقاصدهم السياحية، وهناك 48 مليون مصرى يستخدمون الانترنت ولو استطعنا استغلال نصف مليون منهم فى عملية التسويق سنحقق نتائج مبهرة. ■ هل انتهت الوزارة من الأجندة التى سيتم تقديمها لمجلس النواب القادم؟ الرئيس عبدالفتاح السيسى طلب برنامج الحكومة، كل فى قطاعه، ونقوم حاليا بالانتهاء من هذا البرنامج، الذى يتضمن خطط قصيرة ومتوسطة وطويلة الأجل، وسنستعين بمنظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة لتحديث الدراسة التى قمنا بإعدادها عام 2008، لتصبح سارية حتى 2030 بدلا من 2020. ■ هل من الطبيعى أن تستعين الوزارة بمنظمة السياحة العالمية لتطوير السياحة المصرية؟ لا، لكن ما حدث من قبل أثناء إعداد الدراسة فى عام 2008، حيث كانت منظمة السياحة العالمية طرفًا آنذاك، ألزمنا عند تحديثها وجود لجنة من طرفين، الأول وزارة السياحة المصرية، والثانى منظمة السياحة العالمية، ونقوم بمراجعة التحديث فى ضوء المتغيرات الدولية. ■ بالنسبة للخطة قصيرة ومتوسطة الأجل ماذا عنهما؟ الخطة قصيرة ومتوسطة الأجل سيتم تقديمها للحكومة، بناءً على تكليف رئيس الجمهورية لقطاع السياحة بذلك، وسيشكلها ثلاثة محاور أساسية، هى كيفية استعادة حركة السياحة لمصر من خلال حزم تشجيعية، وبرامج وأفكار مبتكرة، وتقدمنا للرئيس عبدالفتاح السيسى بهذه الملامح وأقرها فعليا، وسيتم تحديدها فى شكل برنامج، سيعرض على مجلس الوزراء للبدء رسميا فى تنفيذه، كما سنستفيد بالحملة التسويقية التى أعلن عنها الوزير السابق خالد رامى، لرفع معدلات السياحة الوافدة إلى 20% سنويا خلال الخمس سنوات المقبلة، بما يعادل 11 مليون سائح بنهاية العام الجارى. ■ هل هناك نية لتوفير سياحة شبابية؟ أكيد، وتم مناقشة الأمر مع خالد عبدالعزيز وزير الشباب، ونعكف الآن على إعداد برامج مشتركة بين الوزارتين لتنشيط السياحة الشبابية فى الجامعات والمدارس، بالإضافة لعناصر أخرى تفيد السياحة، أهمها برامج توعية سيتم تنفيذها من خلال جامعة حلون، كما سنتعاون مع عدد من الوجوه المعروفة كالدكتور زاهى حواس، ونقوم حاليا بالإعداد الفعلى للأجندة السياحية التى تتضمن فعاليات فنية عالمية، أولها حفل للفرقة العالمية «yani» الذى يقام تحت سفح الهرم فى 30 أكتوبر الجارى. ■ ما الآلية التى ستتبعها الوزارة مع تحذيرات السفر التى أقرها بعض الدول على مصر بعد ثورة يناير؟ تحذيرات السفر كانت رد فعل طبيعى من الدول المصدرة للسياحة خوفا على رعاياها، وشهدت مصر فى السنوات الماضية العديد من الوقفات الاحتجاجية والتفجيرات، كل هذا كان له دور قوى فى خلق مبررات لدى بعض الدول لتحذيراتها بالسفر إلى مصر، ونعتمد حاليا على تصحيح المفاهيم وتغيير صيغة التحذيرات، وبدأنا بالفعل بالحديث مع سفراء تلك الدول بالقاهرة، تمهيدا للسفر، ومخاطبة المسئولين لتخفيف منع الحظر، وكانت السفارة البريطانية بالقاهرة أولى السفارات التى استجابت لوزارة السياحة، وأبلغنا السفير البريطانى فى القاهرة جون كاسن رسميًا بتغيير صيغة تحذيرات السفر إلى مصر، لتصبح أقل حدة وعلى نحو إيجابى يسهم فى تغيير الصورة الذهنية إلى حد ما. ■ دائما ما يواجه المجلس الأعلى للسياحة الأزمات ولم يقدم شيئا للسياحة على أرض الواقع حتى الآن فما الجديد الذى سيقدمه؟ تقدمنا بطلب للرئيس عبدالفتاح السيسى لتفعيل دور المجلس، فالمجلس من قبل كان برئاسة رئيس الجمهورية ثم فوض رئيس الوزراء بعد ذلك لرئاسته، وللأسف لم يجتمع هذا المجلس منذ عام 2005، ويضم مسئولين من كبار الدولة والوزراء والقطاع الخاص، ويتم طرح المشكلات واتخاذ القرارات اللازمة، ولكن عدم وجود أمانة عامة للمجلس لمتابعة تنفيذ هذه القرارات لن يفيد. ونستعد حاليا لإعادة تشكيل المجلس متضمنا أمانة فنية، وسنفرق بين مستويات الموضوعات التى سيتم عرضها على المجلس ووجود حلول لها، وتتضمن المشكلات المتعلقة والمترابطة بالوزارات المعنية، وعلى المستوى الاستراتيجى لابد من عرضها على المجلس فى وجود رئيس الجمهورية، وأعتقد أن المجلس لن يكتمل قبل بداية العام المقبل. ■ ما خطط النهوض بسياحة السفارى ولماذا تم إصدار قرار بوقفها مؤقتا؟ أزمة سياحة السفارى بعد الثورة تتلخص فى عدم الالتزام بتعليمات الدولة، وهذا ينعكس بالسلب على تأمين الأفواج السياحية، ورغم مميزاتها إلا أنها الأخطر فى هذا التوقيت، فعملية تأمين الأفواج السياحية فى الغالب تكون مجرد «حبر على ورق»، لا يلتزم بها المرشد السياحى، أو السائق ولا تشمل التأمين المطلوب، وقد تتسبب تلك الأخطاء فى حوادث كارثية، ستقلل من فرص تعافى السياحة، خاصة فى تلك المرحلة التى تحارب فيها مصر الإرهاب. لذلك لابد من إخطار وزارة السياحة بتوفير تأمين كامل للأفواج السياحية بمشاركة القوات المسلحة، بما فيها تأمين الطرق والرحلات الداخلية للسياح، حتى لا يتكرر ما حدث فى الواحات، وقرار وقف سياحة السفارى فى الوقت الحالى ربما يكون فى مصلحة الجميع. ■ 5 سنوات ونحن نتحدث عن «رحلة العائلة المقدسة» فهل من جديد، وما سبب تأخير تنفيذ الملف؟ رحلة العائلة المقدسة ملف مهم، ولم أطلع على سبب توقف هذا الملف خلال الأشهر السابقة، هو ملف جاذب للسياحة، وسيكون له دور قوى مع الدول التى تهتم بهذا الشأن. ■ المكاتب السياحية الخارجية التى تم إغلاقها هل أثرت بالسلب على حركة السياحة المصرية؟ المشكلة فى غلق بعض المكاتب هى اتساع النطاق الجغرافى الذى تقوم المكاتب بالإشراف عليه، ولذلك لم يكن هناك عدم تركيز، وقرار غلق بعض المكاتب السياحية فى الخارج ليس خاطئًا، ولكن رسالة الرئيس بترشيد النفقات بنسبة لا تقل عن 20٪ إلى 25٪، هو السبب فى إغلاق بعض من تلك المكاتب، ولو أتيح لنا فتح مكاتب لنا فى السفارات بالخارج سيكون له مردود قوى وسيوفر لنا نسب الإيجار وخلافه، وهذا ما تتم مناقشة حاليًا مع مجلس الوزراء. ■ ما رأيك فى «طرق الأبواب» أو القوافل التى تجوب بعض الدول؟ «البعيد عن العين بعيد عن القلب» هذا المثل الشعبى يلخص ما نصبو إليه، ووزارة السياحة وهيئة التنشيط هم عيون مصر السياحية فى الخارج، وتواجدنا باختلاف الطرق مهم جدا، لذلك لابد أن نكون دائما أمام أعين الغرب والشرق، حتى نتمكن من إعادة حركة السياحة مرة أخرى، خاصة أن الحركة تحظى بشعبية قوية وتواجد على أرض الواقع، وفى النهاية تواجد مصر فى المجتمع الدولى يجعلنا على قائمة الوجهات السياحية للاجانب، وخلال الفترة القادمة سيكون هناك عملية تكثيف لهذا العمل، لكن بطريقة تتضمن ترشيد النفقات قدر الإمكان، ■ متى تهتم الوزارة بالسياحة الثقافية، خاصة أنها الأهم للسائح العربى؟ السياحة ليست أهرامات أو شواطئ لكنها خدمة مميزة، وطرق ممهدة، ومطارات على أعلى مستوى، وثقافة شعب، وكوزارة سياحة نستغل جهود الدولة لتحسين ما سبق، وهناك خطوات إيجابية عديدة تتم فى هذا الاتجاه. والسياحة المصرية تفتقد سياحة المدن، والمراكز الترفيهية، والمولات الخاصة بالماركات العالمية، وهذا ما ينقصنا تحديدًا بالأقصر وأسوان، بالرغم من كونهما أحد أهم المدن السياحية فى العالم، كل هذا يمثل عائقاً أساسياً لقدوم السائح لمصر، خاصة السائح العربى الذى يهتم جدًا بالسياحة الثقافية، لكن لا بد أن نقدم لهم وسائل استمتاع إضافية، فقبل الثورة كان السائح العربى يأتى لمصر لمشاهدة مسرحيات عادل إمام وسعيد صالح وبعض الفنانين، وسنرتب لقاء خاصاً مع وزير الثقافة سوف نناقش سويًا طرقاً جديدة، وبرامج ثقافية لصالح السائح العربى. ■ هل توصلتم لحلول مع وزير النقل بخصوص أزمة المراكب العائمة؟ التقيت وزير النقل سعد الجيوشى، لمناقشة أزمة تراخيص الفنادق العائمة، وبحث حلول جديدة للوصول إلى اتفاق نهائى، يحقق هدف هيئة النقل النهرى، لتأكيد سلامة الفنادق العائمة، دون تعطيل حركتها، وتم تحديد لجنة للتوصل إلى اتفاق نهائى يضمن سلامة الفنادق العائمة، وقريبا سيكون هناك كل الحلول التى ترضى الجميع. ■ مشكلةً مصر سياحيا كيف تجدها؟ لدينا مشكلة حقيقية فى توصيل المعلومة المستهدفة إلى الخارج، ومجال التسويق بشكل عام ضعيف، على كل المستويات خاصة السياحية، وتحديدًا بعد ثورة يناير، التى أعقبتها أزمات عديدة فى القطاع السياحى، والأزمة الأكثر فى هذا التوقيت هى هيئة الاستعلامات المصرية، التى تم اختصار دورها فى مخاطبة المصريين فقط، دون قيامها بدورها الأساسى لمخاطبة الدول الأجنبية، وتوصيل صورة مصر بشكل أفضل، لذلك تقوم هيئة التنشيط السياحى بدور بديل، لكنها لا تستطيع لقلة إمكاناتها وتحديد نطاق ومجال عملها، وللاسف لدينا أزمات واقعية لا تساعد على الانتشار والتسويق، أهمها جهل استخدام الانترنت والسوشيال ميديا تسويقيًا، فى ظل اعتبارها الوسائل الأسرع فى توصيل المعلومات.