تمثل قضية الترامادول، كارثة صحية واجتماعية، ذات أبعاد خطيرة تنجرف بمستقبل هذا الوطن في تلك المراحل العصيبة التي يمر بها إلى طريق مسدود، لأنه أخطر العقاقير، ويتم تداوله بطريقة عشوائية وبحرية غريبة في السوق المصرية من جانب بعض الصيدليات وآخرين رغم خطورته التي تتمثل في قدرته على إحداث الإدمان مع تعاطي الجرعات الكبيرة حيث. ومن المعروف طبيًا أن خلايا المخ تفرز طبيعيًا مادة الأندروفين التي تشبه الأفيونات في خواصها حتي تساعد الإنسان على تحمل الآلام العادية وهو ما يحول الترامادول بينها وبين الخلايا الحسيه في الجسد، لأنه يقلل من إفراز المخ لهذه المادة ويجعله يعتمد تدريجيًا على الأفيونات الخارجية مما يمثل خطورة كبيرة على المتعاطي ليس لتأثيره فقط ولكن لأن ذلك العقار عند استخدامه بشكل كبير، يؤدي إلى التعود على تناوله ويجعل المريض في حاجة إلى زيادة الجرعة بشكل مستمر للحصول على التأثير المطلوب، وهنا مكمن الخطورة لكونه قد يؤدي إلى الإدمان مما ينتج عنه دمار جسد المتعاطي كليًا.
استخدام عقار الترامدول "طبيًا"
يستخدم " الترامدول" كمسكن للآلام الشديدة والحادة التي تعقب العمليات الجراحية والإصابة بالأمراض المزمنة لكنه، يؤدي مع تعاطي الجرعات الكبيرة إلى الإدمان في حالة تعاطيه لفترة طويلة فيعاني من الهذيان والميل للقيء والإسهال وصعوبات في التنفس إلى جانب الهلوسة في حالة التوقف عنه ولذلك لا يسمح للصيدلي بصرفه إلا من خلال روشتة طبية معتمدة لكن بعض الصيدليات تتغاضى عن هذه الاشتراطات وتقوم ببيعه لغير المرضى كما انتشر تداوله والاتجار في الأصناف المستوردة منه.
ويتناول البعض جرعات من عقار " الترامدول" لعلاج بعض المشاكل الجنسية لديهم لكن الأمر ما لبث أن انتشار بين الشباب وأصبح بالظاهرة بالمدن والقري وتحول إلى تجارة مربحة.
انتشار الترامدول وأماكن توزيعه
وقد انتشرت تلك المواد المخدرة إلى أوائل عام 2015 حيث تم تهريب أن 25 مليون قرص دخلت إلى مصر خلال خلال هذا العام بطرق مختلفة عبر هذه المنافذ وقال التقرير أن ما تم ضبطه يمثل 15% من إجمالي ما تم تهريبه إلى الشباب داخل مصر.
ليس ذلك فقط ولكن نجد أن 80% من العقاقير المخدرة يتم تهريبها عن طريق الحدود الغربية مع ليبيا سواء عبر منفذ السلوم أو عبر الدروب البرية المجهولة عن طريق مهربين محترفين يستخدموا الجمال والحمير في عمليات التهريب ويقوم التجار بشرائها من ليبيا التي لا يحظر القانون تداولها في الأسواق هناك من تجار يستوردونها من الهند والصين خصيصًا لهم، ويقومون بتهريبها إلى مصر لتصل جميع المحافظات بالإضافة إلى أن 20% من كمية هذه العقاقير تدخل مصر عن طريق المنافذ الأخرى مثل ميناء القاهرة الجوي وميناء الإسكندرية البحري وبورسعيد البحري قادمة من ليبيا والهند والصين أيضًا.
أماكن أنتشاره فى القاهرة يوجد منافذ متخصصة لبيع تلك العقاقير تسمى (بالدواليب)، يُديرها أشخاص ضخام الجثة، قسمات وجوههم لا تخلو من إصابة عميقة، يعترضون طريقك لمعرفة من أنت، وسبب دخولك لهذا الزقاق أو تلك الحارة، وهي منافذ البيع لتلك العقاقير والتي أنتشرت في القاهرة بشكل يجب أن يثير الفزع لدى الجهات المعنية والقيادات الأمنية فعلى مقربة من الجيارة في منطقة زينهم، وبالتحديد في منطقة المقابر أمام ساحة مسجد علي زين العابدين تقبع بورصة البرشام بشارع سيدي حسن الأنور.
تلك المناطق تعد "بورصة البرشام"، حيث يجتمع الباعة والمدمنون وسط زائري المقابر والمتسولين ومجاذيب الصوفية لتبادل عمليات البيع والشراء لأقراص الأدوية المدرجة في جدول المخدرات مثل "أبو صليبة والترامادول والترامال" وغيرها وتكون عمليات البيع مساء الثلاثاء من كل أسبوع، حيث تقام حضرة صوفية يختلط فيها كل شئ ويتم خلالها التسليم والاستلام، حيث يقف المتعاطون في طابور لشراء تلك العقاقير، بحسب ما أكده أهالي تلك المنطقة مضيفين أن الشرطة لم تدخل منطقة الجيارة منذ عام تقريبًا، منذ أن حاول بعض تجار المخدرات، التصدي والاعتداء على ضابط المباحث طارق الوتيدي رئيس مباحث قسم مصر القديمة. وانتشرت أيضًا منطقة المدبح بالسيدة زينب بكثرة تلك الدولايب وخاصة خلف مسجد علي زين العابدين القريب من مستشفى سرطان الأطفال.
منطقة "المعتمدية" التي تقع خلف منطقة أرض اللواء والتى تنتشر فيها أيضًا تلك (الدواليب)، ففي شارع السوق بأرض اللواء يوجد هناك منفذًا لبيع تلك العقاقير بأحد الصيدليات المشبوهة.
ليس ذلك فقط ولكن يمكنك شراء تلك العقاقير من ميدان لبنان، ففى الميدان تحديدًا خلف مطعم شهير يوجد بجوار القهوه شارع يوجد فيه دولاب ليس لبيع الترامدول فقط ولكن لبيع الحشيش أيضًا.
وتظل منطقة "المعتمدية" التي تقع خلف منطقة أرض اللواء أكبر مناطق المحافظة لتخزين المواد المخدرة لتلك العقاقير، فقد تحولت المنطقة إلى إمبراطوريات صغيرة لتجارة المخدرات، والتي تعتبر وكرًا نموذجيًّا للتعاطي بعد الشراء بعيدًا عن أعين رجال مكافحة المخدرات أو الحكومة، كما يقولون، نظرًا لطبيعة المنطقة الزراعية وسهولة الاختباء بين الزراعات للتعاطي.
أما محافظة القليوبية فقد تعددت فيها أيضًا أماكن انتشار تلك العقاقير، ففي دائرة القناطر يوجد بها أكثر من منفذ لبيع تلك العقاقير والتي أنتشرت تحديدًا فى منطقة أبو الغيط والخرقانية وشلقان منطقة الرملة وميت عاصم، وعزبة الحرس الوطني خلف وأبور الثلج.
وينتشر ذلك العقار بعزبة رستم ببهتيم في الفترة الأخيرة، بشارع الكابلات في مركز بهتيم ليس فقط وفي عزبة عثمان ومنطاي وأم بيومي، وفي سوق الخضار.
و تشتهر امرأة تدعى "أم عبير" بعزبة رستم ببهتيم، كما يعد من أشهر التجار بها: محمد الأسود، وحماشة، وإبراهيم بلو، والقطاوي، والشقيان، وإسلام أتاري بشارع الكابلات وعزبة عثمان ومنطاي وأم بيومي.
وفي سوق المؤسسة تنتشر تجاره تلك العقاقير بعد صلاة العصر أمام أكشاك سوق الخضار، أما دائرة القناطر ففيها منطقة أبو الغيط والخرقانية وشلقان.
وشبين القناطر بجميع قراها تعتبر مقرًّا أساسيًّا لتجار المخدرات وخاصة الزهويين، وفي مركز طوخ وكفرمنصور من أشهر التجار بها محمد وشقيقه رواش وأمهما، ويهربون إلى المقابر حينما تداهم الأجهزة الأمنية المنطقة، كما يوجد كل من ياسر وجمال والحاجة وفاء وأوشة، كما توجد العريضة وكوم الأطرون والعمار وبلتان وزاوية بلتان، وخاصة عند محطة بلتان يتم البيع في عز الظهر.
وتُعد بندر بنها من أشهر المناطق، فتوجد منطقة الرملة، وميت عاصم، وعزبة الحرس الوطني خلف وأبور الثلج، وعزبة السوق، وكفر الجزار، وروره، ودملو، وكفر باطا.