عرض بالأوبرا والكورال يتكلمون بالموبايل وكل واحد لابس بدلة شكل وبيلعبوا كاندى كراش.. أين تقاليد الأوبرا؟ ■ فرقة مترو المدينة اعتذرت لمواطنة مصرية عن الإساءة وأنها غير مقصودة نشرت فى الأسبوع الماضى مهزلة عرض مسرحية «هشك بشك»، لفرقة مترو المدينة اللبنانية، التى وافقت السيدة إيناس عبدالدايم على عرضها على مسرح الأوبرا بالإسكندرية الذى يحمل اسم سيد درويش وما لهذا الاسم من تاريخ وعراقة. وتساءلت فى العدد الماضى لماذا توافق إيناس على عرض تلك المسرحية التى تهزأ من نسائنا وتظهرهن - فى عشرينيات القرن الماضى - كالساقطات واستخدمت صورة الملك الراحل فاروق ليكون بوستر العرض الأصلى فى بيروت وهو مرتديا حلقًا وماكياج وفى شكل الغانيات. كان السؤال لماذا لم تعترض رئيس أوبرا مصر - فاهمين أوبرا مصر- على ذلك العرض المهين فى بيروت ثم كيف تسمح لنفسها بعرضه فى مصر مع تغيير الاسم دون المحتوى وطالبنا برد منها أو من وزير الثقافة الجديد حلمى النمنم ولكن كالعادة المصرية العريقة لما تيجى موجة طنش وأهو كلام جرايد. ونحن فى مصر أكثر من ننسى لكن تقريبا رد الفعل الوحيد الذى وصلنى من المحيطين بمدير العلاقات العامة بأوبرا إسكندرية والتى أكدت للغالبية أننى أى شهيرة لم أحضر العرض أصلا فكيف أتحدث عنه لأنها تعرف كل صحفيى الإسكندرية ونسيت السيدة أو ربما تناست أنى لست مثل البعض الذين يتسولون أو ترسل هى لهم الدعوات حتى يكتبوا عن عروض الأوبرا وها هو رقم كرسى العرض والتاريخ لو تحب تراجع نفسها وطنطنت بكلام فارغ من عينة كلمت مدير الفجر وأكد وشجب، عيب هذا النوع من الكلام والرد وإذا كانت محدودة القراءة ولا تعرف عمن تتحدث تضع لسانها فى فمها. ثانيا واللى يغيظ إن إحدى المصريات المحترمات كانت قد أرسلت لفرقة مترو المدينة تبدى استياءها من العرض وإهانة ملك مصر والسودان ونساءها بهذا العرض المخزى والغريب ان الفرقة ردت عليها بكل احترام تعتذر عن الإساءة وأنهم لم يكونوا يقصدون ذلك وأنه تم وضع الملك على غلاف البوستر كتحية له وللحقبة الذهبية فى مصر بغض النظر عن الرد غير المقنع لكن الناس ردت واحترمت مواطنة مصرية غيورة على اسم وطنها وتاريخه على عكس مؤقت مسئولة الأوبرا الأولى التى توافق على تقديم العرض بمصر بل وتحضره دون ذرة اعتراض. هذا هو الفرق بيننا وبينهم أقصد أصحاب الكراسى فى مصر، وبالطبع البعض يرفض ما قامت به إيناس عبدالدايم لكن طالما لم يتم أى إجراء معها والكل فى الدولة راض خلاص هنحب مصر أكتر منهم والأغرب إن العرض الواحد بالمسرح إيجاره (50) ألف جنيه لكن السيدة إيناس أهدت لهم المسرح شفتم الحنية! وطبعا الغالبية عارفة السبب. ■ إهداء لإيناس عبدالدايم: فرقة كنوز على المسرح بالموبايل وكل واحدة بدلة وفستان شكل!!! وبمناسبة الأوبرا والإسكندرية وإن الشخص يذهب فى أبهى حلة والكلام القديم دا، وأن الفنانين والكورال يكونوا ملتزمين بزى معين ولا يتحدث بعضهم إلى الآخر وتكون لهم وقفة واحدة أو جلوس متساو.. هذا الكلام كان زمان والدليل يا سيدة إيناس وهذا إهداء بالصور لعرض - كان الخميس الماضى بأوبرا إسكندرية- لفرقة «كنوز»، بنت من الكورال ماسكة الموبايل يا سيدة إيناس-أيونّ ماسكة الموبايل- تتكلم فيه على المسرح وبتلعب فى شعرها والبنات على المسرح بيتكلموا مع بعض وأخرى واضعة قدما فوق أخرى وفستانها فوق الركبة، وكل واحد فى الفرقة يرتدى بدلة وكرافتة على خلاف الآخر. أين تقاليد المسرح يا سيدة عبدالدايم؟ والبنات بتتكلم فى الموبايل وتضحك وبيلعبوا كاندى كراش والغريب أنه برعايتك وهذه عينة من الصور يا ريت تبصى عليها. وأعود وأكرر يا سيدة إيناس أين تقاليد المسرح؟ ■ كيف نحارب الفكر المتأسلم وتذكرة الأوبرا ليست فى متناول المواطن البسيط والأهم سيدتى أن فرقة مثل «مترو المدينة» التى لم تدفع مليما واحدا لانهم ضيوف على سيادتك والأوبرا فى حين أننا المواطنون العاديون نجد أن سعر التذاكر مبالغ فيه وليس فى متناول المواطن البسيط الذى لا يستطيع هو وأفراد أسرته الذهاب للأوبرا. والمواطن العادى المهتم بالفن الرفيع لا يريد أن يتسول ثمن التذكرة مثل بعض علية القوم.. هو فقط يا سيدة إيناس يريد سعرًا مناسبًا للتذكرة حتى يتسنى لمحدود الدخل الدخول، فكيف يصل الفن الراقى للمواطن العادى ونساهم فى النهوض بالفكر ونطالب بدعوات التنوير ومحاربة الفكر المتطرف بالفنون الرفيعة والأوبرا أسعار تذاكرها بهذا الشكل المبالغ فيه، غير أن تذاكرها تذهب مجاملة للأثرياء أحيانا. وكيف والأوبرا مدعومة من الدولة ولا تستهدف ربحًا ماديًا هه؟ حد يرد وكيف أنها تعمل على تفريخ واكتشاف المواهب فى كافة المجالات الإبداعية لماذا يا سادة غالبية الحفلات يكون البلكون فيها خاليًا لماذا لا يتم عمل سعر مخفض لمحبى الفن للموظفين ومتوسطى الدخل بدلا من أن تكون الكراسى خاوية؟ ففى أوروبا تخفض التذاكر بالأوبرا تحت سن العشرين وفوق سن الستين ويكون عندهم (أبونيه) أو اشتراك شهرى يتيح تخفيضًا لمحبى ما يقدم من فن على مسارح الدولة، كيف نحارب التيار المتأسلم الذى يغزو عقول الناس كيف نحارب بضاعة السبكى فى الأغانى الهابطة التى ضيعت جيلا؟ لا أحد يلوم على محافظ إسكندرية، هذه امكانياته وهذه حدوده والذين أضاعوه هم مستشارين والمحيطين به، كان ممكن يكون مشروع محافظ ناجح لولا من حوله وعدم سماعه للنصائح.