الغارات الروسية تهدد "مصر".. ومخاوف من "جيش حر" على الحدود

تظهر مخاوف من انعكاسات الغارات الروسية ضد معاقل تنظيم "داعش" الإرهابي فى سوريا، على المحيط الإقليمي وخاصة مصر وتونس، حيث أعلنت السلطات التونسية، انتقال مئات المقاتلين التونسيين في صفوف تنظيم «داعش» في سورية إلى الأراضي الليبية منذ بدء الضربات الجوية الروسية هناك، وهو ما يهدد حدود كلا من مصر وتونس معا، ويعيد للأذهان مشروع ما كان يسمى ب "الجيش المصري الحر"، الذى خطط إرهابيو ليبيا لتشكيله على حدود مصر الغربية، برعاية أيمن الظواهرى زعيم تنظيم القاعدة.


واستطلعت الفجر آراء عدد من الخبراء، حيث قال السفير نبيل بدر خبير الشئون العربية والعلاقات الدولية، وسفير مصر الأسبق لدى سوريا، إن الجماعات الإرهابية فى سوريا، بالفعل على صلة بمجموعات ليبيا، حيث يتم تهريب الإرهابيين بين البلدين، عن طريق البحر المتوسط، أو من خلال الأراضي التركية أو الفلسطينية عبر الأنفاق، كما ترتبط الجماعات المتشددة فى غرب ليبيا، على حدود تونس، بتنظيم القاعدة فى المغرب الإسلامى، مشيرا إلى أن الأسماء تختلف لكن الفكر واحد، والهدف الذى يجتمعون عليه هو إسقاط وتفكيك الدول والجيوش العربية.
وأضاف "بدر" أن السلطات التونسية كانت قد اتهمت تنظيم «أنصار الشريعة» السلفي الجهادي المحظور باغتيال المعارض اليساري شكري بلعيد والنائب القومي محمد البراهمي في 2013.

وتابع :إن تلك الكيانات أعلنت مبايعتها لما يسمى"داعش"، من أجل الحصول على التمويل والتسليح، وهو ما يؤكد وجود ارتباط بينهما، مشددا على ضرورة اليقظة فى حماية الحدود الغربية، منعا لتسلل هذه العناصر.

ومن جانبه أكد نبيل نعيم القيادى المنشق عن تنظيم القاعدة على مدي خطورة هروب الجهاديين من سوريا؛ بسبب الضربات التي وجهتها روسيا لمعاقلهم، مما يهدد بانتقالهم إلى ليبيا، موضحا أن الخطورة موجودة من قبل، لكن الخطر ليس بالغا؛ لأن عددهم لا زال محدود جداً، ولكن استمرار خروجهم إلي ليبيا سيشكل خطورة كبيرة بدون شك، خاصة وأن الجماعات في ليبيا مدعمه، وتسيطر على بعض آبار البترول.

وأضاف "نعيم" إن هذا يمكن أن يكون نواة لتشكيل جيش حر، رغم إن المليشيات لم تتجمع بشكل كبير وكافٍ لتشكيل هذا الجيش، كما إن مصر تدعم الجيش الليبي، الذى يستطيع أن يصد هذه الجماعات، وسيكون حائط الصد لهجماتهم المحتملة.

وتابع: إن سوريا أصبحت أفغانستان منذ 4 سنوات، لكن الجماعات التي بها لن تنتصر علي النظام، مشيرا إلى أن أردوغان سيكون له دور في تسهيل عملية الهروب، وذلك لأن أمريكا تريد أن تفشل ضربات روسيا، لذلك ستسهل هروب المقاتلين من سوريا.

وفى سياق متصل قال اللواء نبيل ابو النجا الخبير الإستراتيجي إن التدخل الروسي في سوريا، سوف يتسبب فى أن يرحل شعبها من بلده، ويتجهوا إلي دول أخرى، موضحا أن هذا الخطر سينعكس على الدول المحيطة والقريبة منها.

وأشار "أبو النجا" إلى أن هناك مستنقعات للإرهاب جاهزة في ليبيا بالفعل، في "بورده ومصراته والفتايح ودرنة "، لافتا إلى أن تلك البؤر الأربعة هى معسكرات تدريبية، وهناك عده عناصر إرهابية "كالسرطان" المنتشر في الدول العربية، لذلك هذه الفئات لكي تهرب من الموت في سوريا، ستتجه إلي حدود الدول الأخرى، وهنا تكمن خطورة الموقف.

وتوقع الخبير الإستراتيجى أن العراق ستستقبل كثير من الجهاديين، إما عند طريق جبل سويدار لينضموا إلي داعش و أبو بكر البغدادي، أو يتحركوا إلى الشاطئ الليبي إن لم يكن هناك سيطرة بحرية، وبالتالي سيؤدي هذا إلي زيادة أعدادهم، مشددا على أن مصر محتفظة بتأمين حدودها، فلن يستطيعوا أن يدخلوا ؛ لأن الحدود الغربية مع ليبيا مؤمنة.

وتابع: لهذه الأسباب لابد أن نستعد لأى أخطار، بجمع أكبر قدر من المعلومات، ومراقبه الحدود، وأهم عنصر لابد من توافره في حرب العصابات هو " قاعدة البيانات"، بأن يكون لدينا عناصر مخابرات مستيقظة، وعملاء يعملون داخل الأراضي الليبية؛ لأن جمع المعلومات هي أولي الخطوات التي لابد من إتباعها في حرب الإرهاب والعصابات.