كشف الباحث الأمني محمد السريعي أنه تلقى خلال العام الماضي 278 طلبا من شباب سعوديين تعرضوا للابتزاز من فتيات من إحدى دول شمال أفريقيا تورطوا في محادثات غير شرعية معهن، وبعد فترة تم تهديدهم بمقاطع تم تسجيلها لهم، ومطالباتهم بدفع مبالغ كبيرة، أو نشر المقاطع على صفحاتهم الشخصية على الموقع الاجتماعي. وقال إن "الابتزاز من القضايا التي شهدت انتشارا واسعا في الفترة الأخيرة بسبب تطور التقنية، والشباب أكثر ضحايا هذه الجريمة التي تبدأ شرارتها من موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، وتتم عادة ببرنامج المحادثة "سكاي بي"، وفقا ل"الوطن". وأشار السريعي إلى أن "المبتزات يركزن في تهديدهن على نشر المقطع لدى الأصدقاء والأقارب الذين يكونون على صلة مباشرة بالضحية، والذي يضطر إلى تحويل كل ما يطلب منه من مال لمنع أو إخفاء الفضيحة التي يمكن أن تسبب له مشكلات في مجتمعه". وقال الاختصاصي الاجتماعي أحمد السعد إن "قضايا الابتزاز بدأت في الانتشار سواء للرجال أو للنساء، بسبب كثرة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي من قبل جميع الفئات، دون قيود، وهو ما يدفع بعض ضعاف النفوس إلى استغلال هذه التقنية لسلب أموال الناس". وأضاف السعد أن "هناك قصة حقيقية حصلت لأحد الشبان حضرتها أنا شخصيا، حيث تعرف الشاب على فتاة عن طريق موقع "فيسبوك" وبدأت رسائل الترحيب والتعارف بينهما، ومن ثم طلبت الفتاة حساب الشاب على برنامج سكاي بي متعللة أن التواصل بالصوت والصورة أفضل، وفعلا انتقل الاثنان إلى المحادثات المرئية، وأغرت الفتاة الشاب وادعت أنها معجبة به، وتطور الأمر إلى أفعال غير أخلاقية بينهما، ومن ثم انقطعت المحادثة، وبعد فترة وصل إلى الشاب مقطع يظهر فيه بصورة خارجة، وبعد الصدمة حظر الشاب الفتاة وأغلق صفحته، متوقعا أن الموضوع انتهى. وتابع، "لكن اتضح أن الفتاة سرقت صورا من حسابه الشخصي، وأنشأت حسابا جديدا باسمه، وبصورته، وأضافت الأشخاص القريبين منه، وتواصلت مع أحدهم، وأرسلت له مقطع الفيديو، وطلبت منه أن يتواصل مع الشاب، ويطلب منه إزالة الحظر وإلا سترسل المقطع لجميع أصدقائه، وتواصل الصديق مع صديقه، وأبلغه بالأمر، حينها أدرك الشاب أن المشكلة كبيرة، فأزال الحظر وتحدث مع الفتاة، فطلبت منه 5 آلاف ريال مقابل مسح الفيديو، فحول الشاب المبلغ، وتبين أن صاحب الحساب رجل من إحدى دول شمال أفريقيا، وبعد فترة طلبت الفتاة 3 آلاف ريال أخرى، وعندما رفض هددته مجددا، واستمرت القصة ثلاثة أسابيع حول فيها الشاب 10 آلاف ريال، ثم اختفت، ولكن الشاب ظل في كابوس مرعب، وفكر في إنهاء حياته". وأشار الاختصاصي الاجتماعي إلى أن "الشاب الخليجي والسعودي خاصة مطمع لبعض المبتزات، لأنهما من مجتمعات محافظة، والقدرة المادية أهم دوافع الابتزاز، لأن غاية هؤلاء الفتيات الحصول على المال".