الرئيس السيسي يوجه بالتحقيق في مخالفات انتخابات مجلس النواب    الاثنين 17 نوفمبر 2025.. أسعار الأسماك في سوق العبور للجملة اليوم    مصر وتشاد تبحثان سبل تعزيز التعاون في مجالات الكهرباء    وزير الخارجية يبحث سبل دعم جهود الوصول لتسوية شاملة للأزمة السودانية    إعلام فرنسي عن الرئيس الأوكراني: كييف ستطلب الحصول على 100 طائرة مقاتلة فرنسية من طراز "رافال"    الأهلي يستعيد قوته الضاربة الأربعاء استعدادًا لشبيبة القبائل    معتدل الحرارة نهارا مائل للبرودة ليلا.. الأرصاد تكشف تفاصيل حالة الطقس    اندلاع حريق بمكتب بريد في الشيخ زايد بسبب ماس كهربائي    سيارة مجهولة تدهس مزارع بالبساتين    القضاء على عصابة سرقة المواطنين بالإكراه بسوهاج.. وإصابة ضابط شرطة    اليوم... العرض العالمي الأول ل "ثريا حبي" ضمن المسابقة الرسمية في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي    انطلاق جائزة القراءة الكبرى لمكتبة الإسكندرية    ضبط شبكة بث تلفزيوني بدون ترخيص بالدقهلية    البوكليت للإعدادية، تعليم بني سويف تستعد لامتحانات الفصل الدراسي الأول    هيئة البث الاسرائيلية: 100 من مقاتلي الحركة المحاصرين بأنفاق رفح يرفضون الاستسلام    فى ودية كاب فيردى .. عمر مرموش يقود التشكيل المتوقع لمنتخب مصر الليلة    التأمين الصحي: إضافة 25 نوعا حديثا من أدوية السرطان لبروتوكولات العلاج المجانية    جاتزو بعد السقوط أمام النرويج: انهيار إيطاليا مقلق    رئيس مصلحة الجمارك: منظومة «ACI» تخفض زمن الإفراج الجمركي جوًا وتقلل تكاليف الاستيراد والتصدير    «التضامن» تقر توفيق أوضاع 3 جمعيات في محافظتي القاهرة والمنيا    الصحة تطلق برنامج «قادة الأزمات والكوارث» بالتعاون مع الأكاديمية الوطنية للتدريب    وزارة العمل: تحرير 437 محضر حد أدنى للأجور    الجيش السودانى يستعيد السيطرة على مدينة بارا بولاية شمال كردفان    الاثنين 17 نوفمبر 2025.. نشرة أسعار الحديد والأسمنت بالمصانع المحلية اليوم    ضبط 137 ألف مخالفة مرورية متنوعة خلال 24 ساعة    أزواج وقتلة.. سيدة الإسكندرية تنهي حياة شريك حياتها داخل غرفة النوم.. عروس كفر الشيخ من شهر العسل إلى المشرحة.. الإدمان والشك يقودان أسرة للمجهول بالدقهلية.. وخبراء: هذه الجرائم تحتاج إلى معالجة شاملة    توفير 1000حاوية مجهزة خصيصا لجمع المخلفات بسيناء    مدرب نيجيريا يتهم الكونغو الديمقراطية بأستخدام «السحر» خلال ركلات الترجيح    موعد شهر رمضان 2026 فلكيًا .. تفاصيل    أمير سعيود يغيب عن مواجهة منتخب مصر الثاني    جامعة حلوان تنظم ورش فنية دامجة لاكتشاف مواهب الطلاب من ذوي الهمم    أسعار الذهب في مصر اليوم الإثنين 17 نوفمبر 2025    أبو الغيط: القمة الصينية العربية الثانية علامة فارقة في الشراكة الاستراتيجية مع الصين    كلية دار العلوم تنظم ندوة بعنوان: "المتحف المصري الكبير: الخطاب والمخاطِب"    توم كروز يتسلم جائزة الأوسكار الفخرية بخطاب مؤثر (فيديو)    نجمات فضلن الهدوء على الزفة: زيجات سرية بعيدا عن الأضواء    وزير الري يتابع تنفيذ مشروع إنشاء قاعدة معرفية للمنشآت الهيدروليكية فى مصر    دار الإفتاء: فوائد البنوك "حلال" ولا علاقة بها بالربا    وزارة العمل تعلن عن فرص عمل جديدة بقطاع الإنشاءات والبناء بالأردن..اعرف التفاصيل    وزير الصحة يشهد الاجتماع الأول للجنة العليا للمسئولية الطبية وسلامة المريض.. ما نتائجه؟    جامعة الإسكندرية توقع بروتوكول تعاون لتجهيز وحدة رعاية مركزة بمستشفى المواساة الجامعي    التخصيب المتعدد الأبوى.. برازيلية تلد توأما من أبوين مختلفين    لمواجهة الصعوبة في النوم.. الموسيقى المثالية للتغلب على الأرق    مسؤول بحرس الحدود يشيد باعتقال مهاجرين في كارولينا الشمالية رغم اعتراضات محلية    لكل من يحرص على المواظبة على أداء صلاة الفجر.. إليك بعض النصائح    بعد صلاة الفجر.. كلمات تفتح لك أبواب الرحمة والسكينة    أحمد سعد: الأطباء أوصوا ببقائي 5 أيام في المستشفى.. أنا دكتور نفسي وسأخرج خلال يومين    رئيس شعبة الذهب: البنك المركزي اشترى 1.8مليون طن في 2025    ياسمينا العبد: شخصيتي في ميدتيرم هي الأصعب.. مركبة من عدة شخصيات في آن واحد    حركة القطارات| 45 دقيقة تأخير بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الاثنين 17 نوفمبر 2025    الفجر 4:52 مواقيت الصلاه اليوم الإثنين 17نوفمبر 2025 فى محافظة المنيا    #جزيرة_الوراق تتصدر مع تحوّلها لثكنة عسكرية .. ودعوات للتصدي بالثبات في الأرض    تريزيجيه: فضلت منتخب مصر على أستون فيلا.. والقرار أنهى رحلتي في إنجلترا    الدفاع الجوي الروسي يسقط 31 مسيرة أوكرانية خلال ساعات    عاجل- الفصائل الفلسطينية تؤكد شروطها تجاه أي قوة دولية محتملة في قطاع غزة    أوروبا تعلن أوائل المتأهلين إلى مونديال 2026 وتكشف ملامح الملحق الأوروبي    مروة صبري تعتذر ل دينا الشربيني: "أنا غلطت وحقك عليا.. بحبك"    أحمد صالح: محمد صبري كان موهوبًا ويرفض المجاملة والواسطة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



منال لاشين تكتب: أربع أزمات نسائية فى حكومة شريف
نشر في الفجر يوم 26 - 09 - 2015

■ استبعاد سها سليمان من وزارة «المشروعات الصغيرة» لإبعاد لوبى منير فخرى
■ إنقاذ وزارة الصناعة والتجارة من أيدى عبلة عبد اللطيف فى الربع ساعة الأخيرة من تشكيل الحكومة
■ سحر نصر وزيرة مالية سوزان مبارك تقتنص وزارة التعاون الدولى من منصة المجلس الاستشارى التابع للرئيس
■ إبعاد ليلى إسكندر بعد تراجع نفوذها الدولى فى قضية «الفحم»
من باب الانتماء النوعى فإن اختيار أى امرأة فى أى منصب يحظى تلقائية بمساندة وفرحة بقية بنات جنسها، ولكن هذه الفكرة أو الروح ربما تؤدى أحيانا إلى تجاهل معيار الاختيار والعدالة أو حقوق نساء أخيريات فى هذه المناصب،
فى الغالب نفرح لأن الرئيس أو رئيس الحكومة اختار سيدة لأننا ندرك أن وصول النساء للمناصب صعب ونادر، ولذلك تعودنا أن نحمد ربنا أنهم افتكرونا واختاروا منا كام امرأة فى الحكومة.
وخرقا لهذه القاعدة فإننى أتناول أزمات النساء فى الحكومة الجديدة بعين مجردة من مساندة بنات جنسى
الأزمات الخاصة بمن دخلن الوزارة ومن خرجن منها ومن استبعدن من الترشيح، لأن اختيار الوزيرات خضع لنفس معيار اختيار الرجال، بصراحة الاختيارات كانت عشوائية وبدون كتالوج، مطلوب كوتة نساء فى هذه المرة ثلاث بدلا من خمس فى حكومة محلب، ولسد عجز كوتة الأقباط أو تمثيلهم فمن الأفضل أن تكون بين السيدات قبطية، هذه الخلطة لاتختلف كثيرا عن خلطة مبارك لتعيين النساء فى مجلس الشعب قبل ثورة 25 يناير، تعيين ب(روحين) لسد خانة المطالبات بالحقوق واختيارات سد خانة.
1
أزمة عبلة
كادت وزارة الصناعة والتجارة تذهب للدكتورة عبلة عبداللطيف رئيس المجلس الاستشارى الاقتصادى التابع لرئيس الجمهورية، كان اسم عبلة مطروحا بقوة، وكانت عبلة قد أثارت بعض الأزمات مع وزراء المجموعة الاقتصادية خلال حكومة محلب، فقد غضب بعض الوزراء من تصريحاتها الاعلامية ضد سياساتهم أو بالأحرى أدائهم، ولذلك فإن اختيار عبلة مع استمرار أعمدة المجموعة الاقتصادية كان سيخلق حالة من عدم التنسيق بين المجموعة، ولكن أشهر مشاكل أو أزمات الدكتورة عبلة كانت مع وزير الإسكان مصطفى مدبولى حول مشروع الالف مصنع، وأدت هذه الأزمة إلى هبوط أسهم الدكتورة لدى الكثير من الوزراء، وزاد التوتر المكتوم بين الدكتورة عبلة وبين أعضاء فى الحكومة ومعظم هؤلاء الوزراء لايزالون فى مناصبهم.
الدكتورة عبلة بدأت العمل الحكومى من خلال دعم الصادرات فى عهد وزير التجارة والصناعة المهندس رشيد محمد رشيد، وتركت وزارة الصناعة ولم تعد إليها إلا من خلال وزير الصناعة السابق منير فخرى عبدالنور، ثم انتقلت بعد ذلك لرئاسة المجلس الاستشارى الاقتصادى التابع للرئيس، وقد كان الاختيار مفاجئا وغير مرض للبعض فمصر بها خبرات اقتصادية أفضل من الدكتورة عبلة، وبالمناسبة فى مجال الاقتصاد لدينا خبيرات فى الاقتصاد على مستوى رفيع جدا. ولكن ما تحتاج الدكتورة عبلة إلى مواجهته أو الإجابة عنه هو التساؤل الذى يثار فى دوائر الاقتصاد حول وجود علاقات عمل سابقة بينها وبين واحد من أكبر رجال الأعمال، لأن هذا التساؤل تضخم إلى تساؤلات حول الربط بين هذه العلاقة وبين بعض آراء وتوجهات الدكتورة عبلة.
ومن باب الإخلاص لبنات جنسى أتمنى أن تنفى الدكتورة عبلة علنا أنها كانت تعمل مستشارة لرجل الاعمال جلال الزوربا حتى تقطع الألسنة والشبهات، ولكى تستمر آراؤها فى المجلس الاقتصادى بعيدة عن أى ظنون.
2
صدمة سحر
ولكن خروج عبلة من بورصة الترشيحات الوزارية لم يحرم المجلس الاقتصادى الاستشارى من التمثيل فى الحكومة الجديدة، فقد تم اختيار عضوة المجلس الدكتورة سحر نصر وزيرة للتعاون الدولى خلفا للدكتورة نجلاء الأهوانى، وبعد إعلان اختيار سحر تم الترويج أو التسويق السياسى لها بخبراتها الدولية لأنها عملت فى البنك الدولى، وسحر خريجة اقتصاد وعلوم سياسية وتقوم بالتدريس فى الجامعة الأمريكية، وبدأت رحلتها مع البنك الدولى بمكتب القاهرة ثم تدرجت فى المناصب حتى وصلت إلى منصب إقليمى فى البنك.
وخلال رحلتها فى البنك وطدت الدكتورة سحر علاقاتها بالكثير من أهل السلطة والنخبة فضلا عن تعاملها المباشر مع الحكومات المصرية بحكم عملها فى البنك، واستطاعت الدكتورة سحر نصر أن تتقرب من سوزان مبارك وعينت عضوا بالمجلس القومى للمرأة وكانت أقرب إلى وزيرة المالية لأنها كانت المسئولة المالية فى المجلس القومى للمرأة، وقد أعجبت بها سوزان لأنها استطاعت توفير تمويل من البنك الدولى لمشروعات المرأة، وبالطبع لم تكن سوزان تفتقر إلى التمويل المحلى، ولكن التمويل الدولى هو شهادة دولية لمشروعاتها، وأعجبت سوزان بنشاط سحر وقدرتها على التواصل مع المجمتع الدولى، وعلاقة سحر بسوزان فى حد ذاتها لا تعد جريمة وعضويتها للمجلس القومى للمرأة أيام سوزان ليست تهمة، ولكنها مؤشر سياسى سلبى خاصة أن الدكتورة سحر كانت من المقربات جدا من سوزان فى العامين الأخيرين قبل ثورة 25 يناير، وبالمثل فإن عمل سحر فى البنك الدولى لا يقابل لدى المواطن العادى أو رجل الشارع بعين الرضا، فأحد أسباب رفض الشارع للدكتور يوسف بطرس غالى هو عمله فى صندوق النقد، والدكتور يوسف عبقرى بالفعل، ولكن ظلت سنوات عمله فى صندوق النقد مؤشرا سياسيا سلبيا.
وعندما تم اختيار الدكتورة سحر نصر فى المجلس الاستشارى الاقتصادى التابع للرئيس السيسى أثيرت قضيتا علاقتها بسوزان مبارك، وعملها فى البنك الدولى ولكن سحر أعلنت استقالتها من البنك للتفرغ للمجلس الاستشارى.
المثير أن أولى الامر استبعدوا مرشحة لعضوية المجلس بحجة أنها كانت فى المجلس القومى للمرأة، واستبعدوا أخرى لأنها كانت عضوة معينة بمجلس الشورى، والحقيقة أنهما كانتا من أفضل خبيرات الاقتصاد فى مصر ولهما سمعة عربية ودولية محترمة، ولاشك أن اختيار سحر لم يخرج عن اختيار الوزراء الآخرين ولذلك لم يتعب أحد نفسه فى تفسير المؤشرات أو التوابع أو القبول الشعبى.
وبعيدا عن البنك الدولى وسوزان مبارك، فإن عضوية سحر نصر للمجلس الاستشارى كان يجب أن تبعدها عن المناصب الوزارية، وهذا المنطق ينطبق على كل أعضاء المجالس الاستشارية التابعة للرئيس، لأن تصعيد بعض أعضاء المجالس لمناصب تنفيذية أو وزارية يجعلهم فى منافسة محتملة مع المسئولين والوزراء الموجودين فى الحكومة، ويخلق عنصر توتر بين الوزير وأعضاء المجالس لأنه سيرى فيهم منافسا وخليفة محتملا، خليفة يخطف منه منصبه، وأعضاء المجالس الاستشارية يجب أن يكونوا بعيدين تماما عن مجال المنافسة السياسية أو التنفيذية، وذلك كى لا تتسع هوة الخلاف والتوتر بين الوزراء والمجالس الاستشارية، خاصة أن أعضاء المجالس يلتقون أكثر برئيس الجمهورية وتابعين له مباشرة، ولذلك فإن أى منافسة أو صراع بين الوزير والمجلس الاستشارى الموازى لعمله لم يكن فى صالح الوزير، ولذلك كنت أتمنى أن يظل المستشارون وأعضاء المجالس الاستشارية بعيدا عن الوزارة أو المناصب التنفيذية.
3
لغز سها
منذ عدة أشهر وعد رئيس الجمهورية بإضافة وزارتين جديدتين، وهما وزارة المغتربين ووزارة المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وكان الوعد الرئاسى يكشف الأهمية الخاصة للملفين، وضرورة وجود وزارة مستقلة لكل من الملفين، وبالفعل ضمت الحكومة الجديدة وزارة شئون المصريين بالخارج والهجرة، وكادت الحكومة أن تحقق الوعد الثانى للرئيس، وأن تتم وزارة للمشروعات الصغيرة والمتوسطة، ورشحت للوزارة سها سليمان مدير الصندوق الاجتماعى للتنمية، ولكن فى الساعات الأخيرة استبعدت سها سليمان من أسماء المرشحين ويتردد أن السبب هو شائعة التصقت بها فى بداية عملها بالصندوق، وهى شائعة أنها تنتمى لمجموعة الوزير السابق منير فخرى عبدالنور، وأنه هو من قام بترشيحها للصندوق، وسها لم تكن تنتمى للقطاع الخاص كما أشيع ولا تنتمى لأى لوبى فى الحكومة، فقد شغلت سها منصبا مصرفيا، وكانت تعمل رئيس قطاع المشروعات الصغيرة والمتوسطة بالبنك الأهلى، ومن هنا تقاطع عملها مع الصندوق الاجتماعى واكتسبت سها خبرة كبيرة لا تعوض فى ملف المشروعات الصغيرة، والتراجع عن وزارة للمشروعات الصغيرة لا يوجد له مبرر، ولكن رؤى فجأة أن يتم استبدال فكرة الوزارة بمكتب تنسيقى تابع فى الأغلب لوزارة التعاون الدولى، ولولا التراجع عن إنشاء الوزارة لارتفع عدد الوزيرات فى الحكومة لأربع، وساعتها لن يكون الأمر مجرد زيادة عدد، بل وزيرة متخصصة فى ملفها.
4
لعبة ليلى
لم يشغل شريف إسماعيل نفسه بمصير الدكتورة ليلى اسكندر ولو لحظة، فقرار إلغاء وزارة التطوير الحضارى والعشوائيات كان معدا سلفا، وحكاية إنشاء هذه الوزارة فى الحكومة الثانية لمحلب تكشف كواليس وأساليب الحكومة.
ليلى إسكندر خبيرة دولية فى مجال البيئة، وقد أوصلتها سمعتها الدولية إلى وزارة البيئة، وفى مقابلتها الأولى مع رئيس الحكومة السابق المهندس محلب سألها عن رأيها فى استخدام الفحم فى الصناعة، بحسب رواية محلب لبعض الوزراء فإن الوزيرة وافقته على هذا الاتجاه، ولكن بعد أن حلفت الوزيرة اليمين الدستورية رفضت استخدام الفحم فى الصناعة، وأرسلت الوزيرة إيميلات ورسائل للمهتين بالبيئة محليا ودوليا لمساندتها فى وقف استخدام الفحم فى الصناعة، وأسقط فى يد الحكومة، فلو خرجت الوزيرة من وزارة البيئة فقد تحدث أثرا سلبيا دوليا عن مصر حول البيئة، ولا أعرف المسئول الخبيث الذى اقترح خروجا آمنا للوزيرة على مرحلتين، ولذلك تم اختراع أو تفصيل وزارة جديدة تتولاها الوزيرة ليلى إسكندر، واختاروا لها اسما عميقا وفخيم، وزارة التطوير الحضارى والعشوائيات، وبهذه الخطوة تم نزع فتيل الأزمة الدولية، وتم توريط الوزيرة فى ملف كبير وضخم ومتسع، ولم تنجح الوزيرة فى إحداث أى فارق فى ملف النظافة أو العشوائيات، فضلا عن التطوير الحضارى، ولذلك يسهل خروجها من الحكومة بسبب الفشل الذريع، وليس الخلاف فى الرأى والرؤى، وهذا ما حدث بالفعل، ليس مهما أن تظل مصر من أسوأ الدول فى ملف الجمال والإبداع والتخطيط، فضلا على النظافة، المهم أننا تخلصنا من صداع قد يكون له توابع دولية، المهم أننا اعددنا خروجا آمنا للوزيرة التى كانت تجلب الصداع للحكومة، فقد أصبح الخلاف فى الرؤى أو المناقشة أو الخلفيات السياسية أو العلمية كلاما فارغا ومجالا لتضييع الوقت، وتحت شعار لا وقت للسياسة أو الاختلاف أو الرؤى تم تشكيل حكومة المهندس شريف إسماعيل، من دخلوا الحكومة لم يتم اختيارهم بناء على معايير سياسية أو لامتلاكهم رؤية ومن خرجوا من الحكومة لم يرحلوا لأن لديهم رؤية مختلفة أو خلافا سياسيا، وهذا الأمر ينطبق على النساء والرجال على حد سواء فى حكومة شريف الجديدة.
مجموعات تقوية للحكومة
لم تأت حكومة المهندس شريف إسماعيل بجديد، وقد كان ذلك متوقعا لو كان الأمر يتعلق بحكومة قصيرة العمر مهمتها الوحيدة تسيير الأمور لحين البرلمان الجديد وتشكيل حكومة جديدة.
فبعض الحكومات تشكل لغاية محددة مثل إجراء الانتخابات لضمان نزاهة وحيدة الانتخابات.
ولكن ما أعلنه رئيس الحكومة يوم تشكيل الحكومة مثير للدهشة، فقد أعلن المهندس شريف إسماعيل أنه مكلف بإعداد برنامج للحكومة للعرض على البرلمان.. إذن انتقلنا من المؤقت للدائم، ومن حكومة قصيرة العمر إلى حكومة متوسطة أو طويلة العمر.
ولذلك يجب أن نعيد النظر فى الحكومة وتشكيلها بل فى رئيس الحكومة أيضا فى إطار هذه المعلومة أو بالأحرى الوضع الجديد.
فحكومة تستمر بعد البرلمان وستواجه البرلمان لا يجب أن تخلو من أى وزير سياسى، بما فى ذلك رئيس الحكومة.
ولا يكفى أن نعيد وزارة التشريع والشئون البرلمانية للحياة فى الحكومة الجديدة لتصبح الحكومة قابلة أو قادرة على التعاطى والتعامل مع البرلمان القادم.
فالحكومة لديها مواجهة كبرى مع البرلمان تتعلق بحياتها وشرعيتها، وذلك بالعرض على البرلمان والحصول على موافقته على هذه الحكومة وبرامجها.
وربما يتصور البعض أن الحكومة أى حكومة مدعومة من الرئيس ستلقى القبول من البرلمان، وهو تصور منتشر هذه الأيام فى كواليس النخبة حكامًا وسياسيين.
فالنغمة الجديدة أن البرلمان لا يجب أن يكون معطلا للرئيس أو للدولة ومشروعاتها، ولاستمرار المشروعات والاستقرار فإن البرلمان يجب أن يوافق على أول حكومة يقدمها الرئيس حتى تسير المراكب.
وربما يكون هذا التصور صحيحا خاصة مع ضعف فرصة أى كتلة على الحصول على أغلبية أو حتى أكثرية معقولة، ومع التشرذم فإن احتمال تمرير الحكومة قد يكون مقبولا.
ولكن علاقة الحكومة بالبرلمان لا تنتهى عند الموافقة عليها ومنحها الثقة، بل إن العلاقة بينهما تبدأ بمنح الثقة.
ولكن فى كل جلسة أو اجتماع للجنة برلمانية سيكون الوزراء مطلوبين للحضور والشرح والمناقشة والمساءلة.
وهنا المأزق الحقيقى فنحن أمام وزراء لم يمارسوا عملاً سياسيا، ومعظمهم لا يملك لا القدرة على الإقناع أو الخطاب السياسى المعلن.
وبعضهم لا يستطيع التعايش مع المعارضة واختلاف الرؤى والآراء، ويغضب لو وجهت له سهام الرفض لمشروع قدمه فضلا عن عدم تقبلهم للنقد بصدر رحب وعقل مفتوح.
ولذلك فحكومة المهندس شريف تحتاج بالفعل إلى درس خصوصى أو مجموعات تقوية فى السياسة والتعامل مع الأحزاب.
وهذا الاقتراح جاد جدًا ولا أقصد به إهانة أحد من الوزراء.ولكن يجب بالفعل أن يستعد كل وزراء الحكومة الجديدة وعلى رأسهم رئيس الحكومة للتعامل مع البرلمان أدواته ونوابه والخريطة السياسية.
وأقصر الطرق لسد هذا النقص الحاد هو اختيار مستشارين أو مساعدين للوزراء ومن الآن.وأن يكون لهؤلاء المستشارين باع بالعمل أو الخبرة السياسية والبرلمانية.
ويكون مهمة المساعد أو المستشار إعداد الوزير سياسيا وبرلمانيا للتعامل مع البرلمان.يجب أن يكون كل وزير على دراية بأدوات الرقابة البرلمانية وآليات العمل البرلمانى وطبعه الحاد أحيانًا، وبدون هذه الخبرة أو المساعدة والدعم ستكون الحكومة فى وضع حرج جدا.
ولا يجب أن نتعمد على فكرة الاصطفاف الوطنى وأن نطالب البرلمان الجديد أن يوقف آلياته وأدواته للرقابة لمجرد أن الوزراء مستجدون، أو لا يملكون الخبرة الكافية للتعامل مع البرلمان، فالأولى أن يسد الوزراء ومن الآن النقص السياسى.
وكفانا استهانة بالسياسة فنحن ندفع كل يوم ثمنا فادحًا للابتعاد عن العمل السياسى وأهل السياسة.
غادة تنجح فى الامتحان
اعتقد أن استمرار وزيرة التضامن غادة والى فى الحكومة لم يكن مفاجأة لأحد. فغادة والى بالفعل من أفضل الوزراء فى حكومة المهندس محلب. ولا أقول أفضل الوزيرات.
لغادة مشروع ناجح وعلى أرض الواقع، وهو مشروع تكافل وكرامة لغير القادرين وكبار السن. وقد بدأ المشروع فى عدة محافظات فى الصعيد وهو اختيار جيد لأن الصعيد فى حاجة لرعاية خاصة جدا.
ووزارة غادة بها ملفات ساخنة اجتماعية وسياسية. فلديها ملف الجمعيات الأهلية وهو ملف ساخن جدا ويلقى متابعة دولية لأنه ملف مرتبط بالحريات.
ولديها ملف المعاشات والتأمينات الاجتماعية وهو ملف شعبى واجتماعى ومشاكله متراكمة منذ سنوات بعيدة
ولم لو تكن غادة تملك طريقة عاقلة وخبرة فى التعامل مع القضايا لوقعت فى مشكلات معقدة ولحدثت كوارث.
ولكن غادة تعرف متى تتكلم ومتى يكون الصمت فضيلة. وإذا تكلمت تعرف ماذا تقول. فلا تغرق فى التشاؤم فى المشاكل الكبرى، ولا تطير من التفاؤل.
لدى غادة بوصلة اكتسبتها من الخبرات الكثيرة خلال العمل.
هذه البوصلة أنقذتها من الوقوع فى كوارث التصريحات التى يطلقها بعض الوزراء.
ولايعنى نجاح غادة فى إطلاق مشروعى تكافل وكرامة أن وزارة التضامن قد تغلبت على كل المشاكل والقضايا. وغادة تحرص بذكاء أن تؤكد على هذا المعنى فى كل لقاء تليفزيونى أو صحفى أو حتى فى الوزارة
ولكن يبقى من أفضل ما قدمته وزيرة التضامن غادة والى هو اهتمامها الكبير بصندوق مكافحة الإدمان وبقضية مكافحة الإدمان.
فوسط ملفات ساخنة ومتفجرة ومشاكل موروثة وحوادث وكوارث يومية وجدت غادة الوقت والجهد للاهتمام بقضية قومية تهدد شباب مصر وثروتها البشرية.
وأخيرا لم تترك غادة فرصة لأعداء المرأة للهجوم عليها فهى دوما مشرقة ومشرفة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.