الرئيسية
السياسية
الاقتصادية
الدولية
الرياضية
الاجتماعية
الثقافية
الدينية
الصحية
بالفيديو
قائمة الصحف
25 يناير
الأخبار
الأسبوع أونلاين
الأهالي
الأهرام الاقتصادي
الأهرام العربي
الأهرام المسائي
الأهرام اليومي
الأيام المصرية
البداية الجديدة
الإسماعيلية برس
البديل
البوابة
التحرير
التغيير
التغيير الإلكترونية
الجريدة
الجمعة
الجمهورية
الدستور الأصلي
الزمان المصري
الشروق الجديد
الشروق الرياضي
الشعب
الصباح
الصعيد أون لاين
الطبيب
العالم اليوم
الفجر
القاهرة
الكورة والملاعب
المراقب
المساء
المستقبل
المسائية
المشهد
المصدر
المصري اليوم
المصريون
الموجز
النهار
الواقع
الوادي
الوطن
الوفد
اليوم السابع
أخبار الأدب
أخبار الحوادث
أخبار الرياضة
أخبار الزمالك
أخبار السيارات
أخبار النهاردة
أخبار اليوم
أخبار مصر
أكتوبر
أموال الغد
أهرام سبورت
أهل مصر
آخر ساعة
إيجي برس
بص وطل
بوابة الأهرام
بوابة الحرية والعدالة
بوابة الشباب
بوابة أخبار اليوم
جود نيوز
روزاليوسف الأسبوعية
روزاليوسف اليومية
رياضة نت
ستاد الأهلي
شباب مصر
شبكة رصد الإخبارية
شمس الحرية
شموس
شوطها
صباح الخير
صدى البلد
صوت الأمة
صوت البلد
عقيدتي
في الجول
فيتو
كلمتنا
كورابيا
محيط
مصراوي
مجموعة البورصة المصرية
مصر الآن
مصر الجديدة
منصورة نيوز
ميدان البحيرة
نقطة ضوء
نهضة مصر
وكالة الأخبار العربية
وكالة أنباء أونا
ياللاكورة
موضوع
كاتب
منطقة
Masress
مكالمة هاتفية بين نتنياهو وترامب تناقش الملف النووي الإيراني وحرب غزة
أمين عام الناتو: سنبني تحالفًا أقوى وأكثر عدالة وفتكًا لمواجهة التهديدات المتصاعدة
سكالوني: لم أتوقع التأهل للمونديال سريعا.. ولاوتارو جاهز لكولومبيا
عدسة "الفجر" ترصد إقبال المصطافين على شواطىء الإسكندرية بأخر أيام عيد الأضحى المبارك
مصرع مزارع وإصابة آخر في مشاجرة بين عائلتين بالفيوم
رئيس جامعة القاهرة: مستشفيات الجامعة استقبلت 14.760 حالة خلال عيد الأضحى
سفارة الكويت في واشنطن تدعو الكويتيين في لوس أنجلوس لتوخي الحذر
لبحث نقاط الخلاف.. بدء محادثات تجارية رفيعة المستوى بين الصين وأمريكا في لندن
«سرايا القدس» تعلن الاستيلاء على مسيّرة للاحتلال في شمال غزة
استطلاع رأي: 61 % من الإسرائيليين يدعمون صفقة مع حماس تنهي الحرب
صندوق التأمين على الماشية يذبح 450 أضحية لمؤسسات المجتمع المدني بغرب النوبارية
من هو أدهم صالح لاعب سموحة الذي تُوفيّ متأثرًا بسرطان في الدم؟
لابورتا يحدد بديل ليفاندوفسكي
ادفع فاتورة الكهرباء أونلاين بدءا من غد 10 يونيو لتجنب تراكم المديونيات
نقابة أطباء قنا تُثمن جهود احتواء أزمة مُسنة قوص
إصابة 12 شخصًا في تصادم ميكروباص بسيارة نقل بالدقهلية
10 مشاهد من حياة الشهيد خالد عبد العال منقذ مدينة العاشر من رمضان
إصابة 20 شخصا بحالة تسمم نتيجة تناول وجبة بأحد أفراح الدقهلية
"ريستارت" لتامر حسني يتصدر شباك التذاكر عربيا
مظهر شاهين عن إحياء أحمد سعد حفلًا غنائيًا: "مؤلم عودة البعض عن توبتهم"
بأنشطة في الأسمرات والخيالة.. قصور الثقافة تواصل برنامج فرحة العيد في المناطق الجديدة الآمنة
ارتفاع الصادرات الزراعية إلى 4.8 مليون طن بزيادة نصف مليون طن عن النصف الأول للعام الماضي
ماذا يحدث لطفلك عند تناول الكركم؟
عاد للمرة السادسة.. كيفو يكمل قصته مع إنتر في كأس العالم للأندية
أصالة تتصدر تريند يوتيوب بأحدث أغانيها «كلام فارغ» | شاهد
«واكلين الجو».. 3 أبراج تمتلك قوة إقناع لتحقيق رغبتها
هل تنتهي مناسك الحج في آخر أيام عيد الأضحى؟
«التعاون الخليجي» يبحث مع «منظمة الدول الأمريكية» تعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري
لعب في برشلونة وتعلم 4 صفات من «الزعيم».. من هو حفيد عادل إمام قبل زفافه المرتقب؟
رايات خضراء وصفراء.. إقبال المصطافين على شواطئ الإسكندرية في آخر أيام العيد
حارس إسبانيول على أعتاب برشلونة.. وشتيجن في طريقه للخروج
هل الموز على الريق يرفع السكري؟
الصحة: حملات وقائية على المنشآت السياحية وأماكن تقديم الطعام خلال العيد بمطروح
وكيل الشباب والرياضة بالقليوبية يشهد احتفالات مبادرة «العيد أحلى»
من الشهر المقبل.. تفاصيل زيادة الأجور للموطفين في الحكومة
مواعيد عمل المتاحف والمواقع الأثرية في عيد الأضحى 2025
33 يومًا من الزهد الروحي.. رحلة صوم الرسل في الكنيسة القبطية
ما حكم صيام الإثنين والخميس إذا وافقا أحد أيام التشريق؟.. عالم أزهري يوضح
الدوائر الانتخابية لمجلس الشيوخ الفردي والقائمة بعد نشرها بالجريدة الرسمية
موعد إجازة رأس السنة الهجرية.. تعرف على خريطة الإجازات حتى نهاية 2025
حزب العدل: انتهينا من قائمة مرشحينا للفردي بانتخابات مجلس الشيوخ
اعتماد كامل لعيادات الأطفال أبو الريش من هيئة الاعتماد والرقابة الصحية
التحالف الوطنى بالقليوبية يوزع أكثر من 2000 طقم ملابس عيد على الأطفال والأسر
الجامعات المصرية تتألق رياضيا.. حصد 11 ميدالية ببطولة العالم للسباحة.. نتائج مميزة في الدورة العربية الثالثة للألعاب الشاطئية.. وانطلاق أول دوري للرياضات الإلكترونية
دار الإفتاء تنصح شخص يعاني من الكسل في العبادة
حقبة تشابي ألونسو.. ريال مدريد يبدأ استعداداته لكأس العالم للأندية 2025
تزامناً مع ترؤس "جبران" الوفد الثلاثي لمؤتمر العمل الدولي بجنيف.. 8 حيثيات تؤكد امتثال مصر للمعايير الدولية
التضامن عودة أولي رحلات حج الجمعيات الأهلية من جدة 10 يونيو.. ومن المدينة المنورة 14 يونيو
ارتفاع كميات القمح الموردة لصوامع وشون الشرقية
ترامب يتعثر على درج الطائرة الرئاسية.. وروبيو يتبع خطاه
د.عبد الراضي رضوان يكتب : ل نحيا بالوعي "13 " .. حقيقة الموت بين الفلسفة والروحانية الإسلامية
توتر بين عائلة العندليب و«موازين» بعد إعلان حفل بتقنية الهولوجرام
دعاء الخروج من مكة.. أفضل كلمات يقولها الحاج في وداع الكعبة
الصحة: فحص أكثر من 11 مليون مواطن بمبادرة الكشف المبكر عن السرطان
أسعار الخضروات والفاكهة في سوق العبور اليوم
بعد صعود سعر الفراخ البيضاء.. أسعار الدواجن اليوم الاثنين 9-6-2025 صباحًا للمستهلك
استعدادا لامتحان الثانوية 2025.. جدول الاختبار لطلبة النظام الجديد
الخميس المقبل.. ستاد السلام يستضيف مباراتي الختام في كأس الرابطة
شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
موافق
هدي الرسول في الحج والعمرة
الفجر
نشر في
الفجر
يوم 19 - 09 - 2015
أ- هدي الرسول صلى الله عليه وسلم في العمرة:
1- اعتمر أرْبَعَ مَرَّاتٍ:
إحداها: عُمْرَةُ الحُدَيْبِيَّةِ، فَصَدَّهُ المشرِكُونَ عَنِ البيتِ، فَنَحَرَ وَحَلَقَ حَيْثُ صُدَّ، وحلَّ.
والثانية: عُمْرَةُ القَضَاءِ؛ حيثُ قَضَاهَا في العامِ المقبلِ.
والثالثة: عُمْرَتُه التي قَرَنَها مع حَجَّتِه.
والرابعة: عُمْرَتُه مِنَ الجِعْرَانَةِ.
2- ولم يكن في عُمَرِهِ عُمْرَةٌ واحدةٌ خارجًا مِنْ مَكَّةَ، وإنما كانت كُلُّها داخلاً إلى
مكة
.
3- ولم يُحْفَظْ عَنْه أَنَّه اعْتَمَرَ في السنة إلا مرةً واحدةً، ولم يَعْتَمِرْ في سنةٍ مَرَّتَيْنِ.
4- وكانت عُمره كُلُّها في أَشْهُرِ الحَجِّ.
5 - وقال: "عُمْرَةٌ في رَمَضَانَ تَعْدِلُ حَجَّةً".
ب- هدي الرسول صلى الله عليه وسلم في الحج:
1- لما فُرِضَ الحجُّ بَادَرَ إليه مِنْ غَيرِ تأخيرٍ، ولم يَحُجَّ إلا حَجَّةً واحدةً، وحَجَّ قارنًا.
2- وأهلَّ بالنُّسَكِ بعد صلاةِ الظهرِ ثُمَّ لبّى فقال: "لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الحَمْدَ والنِّعْمَةَ لَكَ والمُلْكَ لا شَرِيكَ لَكَ"، وَرَفَعَ صَوْتَه بهذه التلبيةِ حَتَّى سَمِعَها أصحابُه وأَمَرهم بِأَمْرِ اللهِ أَنْ يَرْفَعُوا أصواتَهم بها، ولَزِمَ تلبيتَهُ والناسُ يَزيدُون فيها ويُنْقِصُون ولا يُنْكِرُ عَلَيْهِمْ.
3- وخيَّر أصْحَابَه عند الإحرامِ بين الأنساكِ الثلاثةِ، ثم نَدَبَهم عند دُنُوِّهم مِنْ مَكَّةَ إلى فسخِ الحجِّ والقِرَانِ إلى العُمرةِ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ معه هَدْيٌ.
4- وكان حَجُّه على رَحْل؛ لا في مَحْمَلٍ ولا هَوْدَجٍ، وزِمَالَتُه تحته أي: طَعامُه ومتاعُه.
فلما كان
بمكةَ
أمَرَ أمرًا حتمًا من لا هَدْي معه أَنْ يجعلها عُمْرَةً ويحلّ من إحرامه، وَمَنْ معه هَدْيٌ أَنْ يُقِيمَ على إحرامه، ثم نَهَضَ إلى أَنْ نَزَلَ بذي طُوَى، فباتَ بها ليلةَ الأحدِ لأربعٍ خَلْوَنَ مِنْ ذِي الحجةِ وصلَّى بها الصبحَ، ثم اغتسلَ مِنْ يومه، ودخلَ
مكةَ
نهارًا مِنْ أعلاها مِنَ الثنيةِ العُلْيَا التي تُشْرِفُ على الحجونِ.
فلما دخل المسجد عَمَد إلى البيتِ، ولَمْ يَرْكَعْ تَحِيَّة المسجدِ، فَلَمَّا حَاذَى الحجرَ الأسودَ اسْتَلَمَهُ، ولَمْ يُزاحِمْ عليه، ثم أَخَذَ عَنْ يمينه، وجَعَلَ البيتَ عَنْ يَسَارِهِ، ولَمْ يَدْعُ عِنْدَ البابِ بدعاءٍ، ولا تحت الميزابِ ولا عند ظَهْرِ الكعبةِ وأركانِها، وحُفِظَ عنه بين الركنين: {رَبَّنَا آتِنَا في الدُّنيا حَسَنَةً وفي الآخِرَةِ حَسَنَةً وِقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [البقرة: 201]، ولم يُوَقِّتْ للطوافِ ذِكْرًا مُعَينًا غير هذا.
وَرَمَلَ في طوافِه هَذَا، الثلاثة الأشواط الأُول، وكان يُسْرِع في مَشْيِه، ويُقارِبُ بين خُطَاهُ، واضطبعَ بِرِدَائِهِ فَجَعَلَ طَرْفَيْهِ على أَحَدِ كَتِفَيْهِ وأَبْدَى كَتِفَهُ الأُخْرَى وَمَنْكِبَه.
وكُلَّمَا حَاذَى الحجرَ الأسودَ أشارَ إليه أو اسْتَلَمَهُ بِمْحجَنِه وقَبَّلَ المحْجَن -وهو عَصًا مَحْنِية الرَّأسِ- وقال: "اللهُ أُكْبَرُ".
واسْتَلَمَ الرُّكْنَ اليَمَانِيَّ ولم يُقَبِّلْهُ ولَمْ يُقَبِّلْ يَدَهُ عِنْدَ اسْتِلامِه.
فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ طَوافِهِ، جَاءَ خَلْفَ المقامِ، فقرأ: {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} [البقرة: 125]، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، والمَقَامُ بينه وبينَ البيتِ؛ قرأ فيهما بعد الفاتحةِ بسورتي الإخلاص - وهما: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} [الكافرون: 1]، و{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [الإخلاص: 1]، فلمَّا فَرَغَ مِنْ صَلاتِهِ أَقْبَلَ إلى الحجرِ الأسودِ فاسْتَلَمَهُ.
ثم خَرَجَ إلى الصفا، فَلَمَّا قَرُبَ منه قَرَأ: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ} [البقرة: 159]، "أَبْدأُ بِمَا بَدَأَ اللهُ بِهِ"، ثُمَّ رَقَى عليه حَتَّى رَأَى الْبَيْتَ فاستقبلَ القبلةَ فوَحَّدَ اللهَ وَكَبَّرَه وقال: "لا إله إلا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شيءٍ قدير، لاَ إلهَ إلاَّ اللهُ وَحْدَهُ أَنْجَزَ وَعْدَهُ وَنَصَرَ عَبْدَه وَهَزَمَ الأحْزَابَ وحْدَه". ثم دعا بين ذلك. وقال مثلَ هذا ثلاثَ مراتٍ.
ثُمَّ نَزَلَ إلى المروةِ يمشي، فَلَمَّا انْصَبَّت قدماه في بطن الوادي سَعَى حَتَّى إذا جاوزَ الوادي وَأَصْعَد مَشَى -وذلك بين المِيلَيْنِ الأَخْضَرَيِنِ- وابتدأ سَعْيَه ماشيًا، ثم أَتَمَّهُ رَاكِبًا لما كَثُرَ عَلَيْهِ النَّاسُ.
وكان إذا وَصَلَ إلى المروةِ رَقَى عليها، واستقبلَ البيتَ، وكَبَّرَ الله وَوَحَّدَهُ وَفَعَلَ كَمَا فَعَلَ عَلَى الصَّفَا.
فَلَمَّا أَكْمَلَ سَعْيَه عِنْدَ المروةِ، أَمَرَ كُلَّ مَنْ لا هَدْي مَعَه أَنْ يَحلَّ الحِلَّ كُلَّه حَتْمًا ولا بُدَّ، قارنًا أَوْ مُفْرِدًا.
وَلَمْ يحلّ هو مِنْ أَجْلِ هَدْيِه وقال: "لَو اسْتَقْبَلْتُ مِنْ أَمْرِي ما اسْتَدْبَرْتُ لَمَا سُقْتُ الهَدْيَ وَلَجَعَلْتُها عُمْرَةً".
ودَعَا للمُحَلِّقين بالمغفرة ثلاثًا، وللمُقَصِّرين مرةً.
وكان يُصَلِّي مُدة مُقامِه
بمكةَ
إلى يوم التروية بمنزلِه بِظَاهِرِ
مكةَ
بالمسلمين يَقْصُرُ الصَّلاةَ.
فلما كان يومُ الترويةِ ضُحًى تَوَجَّه بِمَنْ مَعَهُ إلى مِنًى، فأَحْرَمَ بالحجِّ مَنْ كانَ أَحَلَّ منهم مِنْ رِحَالِهم.
فَلَمَّا وَصَلَ إِلَى مِنًى نَزَلَ بها وصلَّى بها الظهرَ والعصرَ وبات بها، فلما طلعتِ الشمسُ سارَ منها إلى عرفةَ -ومن أصحابه الملبِّي والمكبِّرُ وهو يسمعُ ذلك ولا يُنْكِرُ على أحدٍ- فوجد القُبَّة قد ضُرِبَتْ له بِنَمِرَة بأمرِه -ونمرة ليست مِنْ عَرفة وهي قرية شَرْقِيّ عرفة- فَنَزَلَ بها، حتى إذا زالت الشمسُ، أمر بناقته القَصواء فَرُحِلتْ، ثم سار حتى أتى بَطْن الوادي من أرض عُرَنَةً، فخطبَ النَّاسَ وهو على راحِلته خُطبة واحدةً عظيمةً قَرَّر فيها قواعِدَ الإسلامِ، وَهَدَمَ فيها قواعِدَ الشِّرْكِ والجاهِليةِ، وقَرَّرَ فيها تَحريمَ المحرَّماتِ التي اتفقتِ المِللُ على تحريمها، ووضعَ أمورَ الجاهليةِ ورِبَا الجاهليةِ تَحْتَ قَدمَيْهِ، وأَوْصَاهُمْ بالنساءِ خيرًا، وأَوْصَى الأمةَ بالاعتصامِ بكتابِ الله، واسْتَنْطَقَهُم واسْتَشْهَد الله عليهم أنه قد بَلَّغَ وأَدَّى ونَصَحَ.
فَلَمَّا أتمَّ الخطبةَ أمَرَ بلالاً فأذَّنَ، ثم أقام الصلاة، فَصَلَّى الظهر ركعتين أَسَرَّ فيهما بالقراءةِ -وكان يومَ الجمعةِ- ثم أقامَ فصلَّى العصرَ ركعتينِ ومعه أهل مكَّة، ولم يأمرهم بالإتمامِ ولا بِتَرْكِ الجمعِ.
فلمَّا فرغَ مِنْ صلاتِه رَكِبَ حتى أَتَى الموقفَ، ولمَّا شَكَّ الناسُ في صيامِه يومَ عرفةَ أرسلت إليه ميمونة بحِلاب وهو واقِفٌ في الموقفِ، فشَرِبَ منه والناس ينظرونَ، ووقَفَ في ذَيْلِ الجبلِ عند الصخراتِ، واستقبلَ القِبْلَةَ، وجَعَلَ حَبْلَ المُشَاةِ بَيْنَ يَدَيْهِ، وكانَ عَلَى بَعِيره، فأَخَذَ في الدُّعَاء والتضرُّع والابْتِهَالِ إلى غُرُوبِ الشَّمسِ.
وَأَمَرَ الناسَ أَنْ يَرْفَعُوا عَنْ بَطْنِ عُرَنَةَ وقال: "وَقَفْتُ هَا هُنَا وَعَرَفَةُ كُلُّها مَوْقِفٌ".
وكانَ في دُعَائِهِ رافعًا يديه إلى صدرهِ كاستطعامِ المسكينِ وقال: "خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءِ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَخَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا والنبيونَ قَبْلِي: لا إلهَ إلَّا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الملكُ وَلَهُ الحَمْدُ وهو عَلَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ".
فَلَمَّا غَرَبَتِ الشمسُ استحكَم غروبُها بحيثُ ذَهَبَت الصُّفْرَةُ، أفاضَ مِنْ عَرَفَةَ بالسكينةِ مُرْدِفًا أسامةَ بنَ زيدٍ خَلْفَهُ، وَضَمَّ إليه زِمَامَ ناقتِه حَتَّى إِنَّ رَأسَهَا ليُصِيبُ طَرَفَ رَحْلِهِ وهو يقول: "أَيُّهَا النَّاسُ عَلَيْكُمْ بالسَّكِينَةِ؛ فَإِنَّ البِرَّ لَيْسَ بالإيضَاعِ"، أي: ليس بالإسراع.
وأفاضَ مِنْ طَرِيقِ المَأزِمَيْنِ، ودخل عرفةَ مِنْ طَريقِ ضَبٍّ، ثم جَعَلَ يسيرُ العَنَقَ وهو -السَّيرُ بَيْنَ السَّرِيعِ والبَطِيء- فإذا وَجَدَ مُتَّسَعًا أسْرَعَ.
وَكَانَ يُلَبِّي في مسيرِه ولم يقطع التَّلبيةَ، ونزلَ أثناءَ الطريقِ فبالَ وتوضأَ وضوءًا خفيفًا، ثم سارَ ولَمْ يُصَلّ حتى أتى مُزْدَلِفَةَ فتوضأَ وضوءَ الصَّلاةِ، ثم أَمَرَ بالأذانِ ثم أقامَ، فَصَلَّى المغربَ قَبْلَ حطِّ الرِّحَالِ وتَبْرِيكِ الجِمَالِ، فَلَمَّا حطُّوا رِحَالهم أمَرَ فأقيمتِ الصَّلاةُ، ثم صَلَّى العشاءَ بإقامةٍ بلا أذانٍ، ولَمْ يُصَلّ بينهما شيئًا، ثم نامَ حَتَّى أصبحَ، ولَمْ يُحْي تلكَ الليلةَ.
وَأَذِنَ في تلك الليلةِ عِنْدَ غيابِ القمرِ لِضَعَفَةِ أهْلِهِ أن يَتَقَدَّمُوا إلى مِنًى قَبْلَ طُلُوعِ الفجر، وأَمَرهم أَلاَّ يَرْمُوا حتى تَطلُعَ الشَّمْس.
فَلَمَّا طلعَ الفجرُ صَلاَّها في أوَّلِ الوقتِ بأذانٍ وإقامةٍ، ثم رَكِبَ حَتَّى أَتَى مَوْقِفَه عند المَشْعَرِ الحَرَامِ وأعلمَ النَّاسَ أَنَّ مُزْدَلِفَة كُلَّها موقِفٌ، فاستقبلَ القبلةَ وأخذَ في الدُّعاءِ والتضرُّع والتكبيرِ والتهليلِ والذِّكْرِ حتى أسْفَرَ جِدَّا، ثم سَارَ مِنْ مُزْدَلِفَةَ قبلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ مُرْدِفًا للفضلِ بن عباس.
وفي طريقه أمرض ابنَ عباسٍ أَنْ يَلْقُطَ له حَصى الجمارِ، سبعَ حصياتٍ؛ فَجَعَلَ يَنْقُضُهُنَّ في كَفِّهِ ويَقُولُ: "بِأَمْثَالِ هؤلاءِ فارْمُوا وإيَّاكُم والغُلُوَّ في الدِّين...".
فَلَمَّا أَتَى بَطْنَ مُحَسِّر أسرعَ السَّيْرَ، وسلكَ الطريقَ الوُسْطَى التي تخرجُ على الجمرةِ الكُبْرى، حَتَّى أتى مِنًى وهو يُلَبِّي حتى شرعَ في الرَّمْي، فَرَمَى جمرةَ العقبةِ راكبًا بعد طلوعِ الشمس، مِنْ أسفل الوادي وجعلَ البيتَ عَنْ يَسَارِهِ ومنًى عَنْ يمينِه، يُكَبِّرُ مَعَ كُلِّ حَصَاةٍ.
ثم رجعَ مِنًى فخطبَ الناسَ خُطْبَةً بليغةً أَعْلَمَهُم فيها بُحْرمَةِ يومِ النَّحْرِ وفضلِه وحرمةِ
مكةَ
، وأمَرَهُم بالسمعِ والطاعةِ لمن قادَهم بكتابِ الله، وعَلَّمَهُم مَنَاسِكَهُم، ثم انصرفَ إلى المنحرِ بمنًى فنحَرَ ثلاثًا وستين بَدَنَة بيدِه، وكان ينحرُها قائمةً معقولة يدها اليسرى، ثم أمسكَ وأَمَرَ عليًّا أن ينحرَ ما بقي مِنَ المائةِ، ثم أمرَ عليًّا أَنْ يَتَصَدَّقَ بها في المساكينِ وألاَّ يُعْطِي الجزارَ في جِزَارَتِها شيئًا منها.
وأَعْلَمَهُم أَنَّ مِنًى كُلَّها مَنْحَرٌ، وفِجَاج
مكةَ
طريقٌ ومنحرٌ.
فَلَمَّا أَكْمَلَ نَحْرَهُ استدعَى الحَلاَّق فَحَلَقَ رَأسَهُ فَبَدَأ بالشِّقِّ الأيمنِ، فأعطاهُ أبَا طلحةَ ثم الأيسَر، فدفعَ شَعْرَهُ إلى أبي طلحةَ وقال: "اقْسِمْهُ بَيْنَ النَّاسِ".
ودَعَا للمُحَلِّقِين بالمَغْفِرَةِ ثَلاثًا، ولِلمُقَصِّرِين مَرَّةً، وَطَيَّبَتْه عائشةُ قَبْلَ أَنْ يَحِلَّ.
ثم أفاضَ إلى مَكَّةَ قبل الظهرِ راكبًا، فطاف طوافَ الإفَاضَةِ، ولم يَطُفْ غَيْرَه ولم يَسْعَ معه، ولم يَرْمَلْ فيه ولا في طوافِ الوداعِ وإنَّما رَمَلَ في القدومِ فقط.
ثم أَتَى زَمْزَمَ بعد أَنْ قَضى طوافَهَ وَهُمْ يَسْقُون، فناولُوه الدَّلْوَ فَشَرِبَ وهو قائمٌ، ثم رجعَ إلى مِنًى فباتَ بها، واختُلِفَ أين صَلَّى الظهرَ يومئذٍ؛ فَنقلَ ابنُ عمر أنه صَلَّى الظهرَ بِمنًى، وقال جابرٌ وعائشةُ صَلاَّه
بمكةَ
.
فَلَمَّا أصبحَ انتظرَ زوالَ الشَّمْسِ فَلَمَّا زَالَت مَشَى مِنْ رَحْلِه إلى الجمارِ، ولَمْ يَرْكَبْ، فبدأ بالجمرةِ الأولى التي تلي مَسْجِدَ الخَيْفِ، فرمَاهَا بسبعٍ حَصَياتٍ، يقولُ مَعَ كُلِّ حَصَاةٍ: "اللهُ أكْبَرُ".
ثم تقدَّمَ على الجمرةِ أمامها حتى أسهلَ، فقام مُسْتَقْبِلَ القِبْلَة ثم رفعَ يديه ودَعَا دُعَاءً طويلاً بقدرِ سُورةِ البقرةِ.
ثم أتَى إلى الجمرةِ الوُسْطَى فَرَمَاهَا كذلك، ثم انحدرَ ذاتَ اليَسارِ مما يَلي الوادي، فوقفَ مستقبِلَ القِبلةِ رافعًا يديه قريبًا مِنْ وقُوفِه الأولِ.
ثم أتى الجمرةَ الثالثةَ وهي العَقبة فاستبطن الوَادِيَ، واستعرض الجَمرة فجعل البَيْتَ عَنْ يَسارِه ومِنًى عن يمينه فرماها بسبعِ حَصَياتٍ كذلك.
فَلَمَّا أكملَ الرَّمْيَ رَجَعَ وَلَمْ يَقِفْ عِنْدَها.
وغالبُ الظَّنِّ أَنَّهُ كان يَرْمِي قَبْلَ أَنْ يُصَلِّي الظهرَ ثُمَّ يَرْجِع فَيُصَلِّي، وأَذِنَ للعباسِ بالمبيتِ
بمكةَ
ليالي مِنًى من أَجْلِ سِقَايَتِهِ.
ولم يَتَعَجَّلْ في يومين، بل تأَخَّرَ حَتَّى أكمل رَمْيَ أَيَّامِ التشريق الثلاثةِ، وأفاضَ بَعْدَ الظهرِ إلى المُحَصَّبِ، فَصَلَّى الظهرَ والعصرَ والمغربَ والعشاءَ، وَرَقَدَ رقدةً ثم نَهَضَ إلى مَكَّةَ فطافَ للوداعِ ليلاً سَحَرًا، ولَمْ يَرْمَلْ في هذا الطوافِ، وَرَخَّصَ لِصَفِيَّةَ لمَّا حَاضَتْ، فَلَمْ تَطُفْ للودَاعِ.
وَأَعْمَرَ عائشةَ تلك الليلةَ من التنعيم تَطْييبًا لنفسِها بِصُحْبَةِ أخيها عبد الرحمن، فلمَّا فَرَغَتْ مِنْ عُمْرَتِها ليلاً نَادَى بالرَّحِيلِ في أَصْحَابِهِ، فَارْتَحَلَ النَّاسُ.
انقر
هنا
لقراءة الخبر من مصدره.
مواضيع ذات صلة
تعرف على طريق حج النبي المروية عن جابر بن عبدالله
مع الشيخ : محمد حسان
حجة النبي " صلي الله عليه وسلم " "2-2"
حجة الوداع .. من سيرة النبى العطرة
حَجَّة الوداع
حَجَّة الوداع
أبلغ عن إشهار غير لائق