"دوام الحال من المحال"، كلمات تعيش تفاصيلها السيدة "معزوزة الزناتي" صاحبة السعبين عامًا، فعبد كرم الحسب والنسب أصبحت محصورة بين 4 حوائط في شقة حجرتين وصالة بشارع صغير يسمى "المدينةالمنورة" بمنطقة المراغي بالإسكندرية. كانت تشتهر بالكثير من الأملاك والمبالغ الطائلة التي كان يعرفها الناس عنها ولم تكن أيضا تتخيل بعد أن كانت صحتها يتحاكى بيها الكثير من الناس أن يصيبها المرض ويجعلها جليسة الفراش وفي حاجة أخرين لمساعدتها فى تقضية حاجاتها.
ويحكي ل "الفجر" أحد الجيران أنها كانت تتمتع بصحة عالية وأموال طائلة، وأنها مع مرور الأيام اضطرت لبيع البيوت التي كانت تمتلكها، وأخرها منزلها التي تقطن بشقة أسفله الآن، ثم أصابها المرض الذي تسبب فى شلل رباعي لها وأصبح من الصعب أن تتحرك ولابد من أحد معها ليقوم بمساعدتها على قضاء حاجتها.
ويُتابع الحديث، بدأنا بالبحث عن أهلها فى مرات كثيرة وبالفعل تواصلنا مع أهلها بالصعيد الذين بدورهم أتوا وذهبوا بالسيدة المسنة معهم إلى الصعيد ولكن للاسف لم يكن لديهم رحمة فقاموا بالذهاب بها إلى مكتب البريد وأخذوا منها جميع الفلوس المتبقية لديها ثم قاموا بعدها باسبوع بالقدوم مرة آخرى ومن وقتها لا نعرف عنهم شيء.
وأضاف أن كثير من أهالي المنطقة هنا تساعدها بالمال وتأخذ المال منهم لتضعه مع سيدة من الأهالي لتجميعها من أجل الذهاب إلى دار مسنين حيث تشعر أنها عالة علينا.
واستطرد: "اضطرينا للبحث عن قرايب أخرين لها وبالفعل ظهر لها قرايب من منطقة أخرى بالإسكندرية وهي لم تنكرهم بلا تعرفت عليهم ثم أخذوها معهم، ولكن للاسف قاموا بالاستيلاء على العفش الخاص بها وذهبوا بها يومين ثم أتوا بها هنا مرة أخرى، ولجأ الأهالي إلى شراء عفش أخر لها وقامت بعض الاهالي فى مساعدتها فى الحركة وتقضية حاجتها الانسانية". ثم تواصلنا مع دار مسنين مره واتنين ولكن لم يقبلوها بداعى أن من يأتى بها لابد أن يكون على صلة قرابة من الدرجة الآولى ثم تواصلنا مع دار مسنين أخر وقال لنا أنها قعيدة ونرفض أخذها وبعدها تواصلنا مع دار مسنين أخرى وشرطت علينا دفع 1200 جنية كل شهر فبعض الاهالى وافقوا على دفع المبلغ كل شهر وبعد ما كنا على وشك أن ننقلها الى الدار اشطرتوا من أجل ضمها للدار أن من يأتى بها يكون على صلة قرابة جيدة منها فأضطرينا لاخذها مره أخرى وبحثنا عن جمعية خيرية ولكن رفضت تأخذها فقومنا بعمل محضر للجمعية واتحول للنيابة ثم تابعنا المحضر بالنيابة فوجدناه يحفظ بسبب أن لوائح دار المسنين لا تسمح لقعيدة فى دخوله. مما جعلنا فى جلبها الى هنا مرة أخرى ولكن أغلب الوقت تجلس بالشارع وتنادى على الكثير من أهالى المنطقة لرفعها من على الكرسى المتحرك الى الارض والعكس ولكثرة جلوسها بالشارع تصاحبت عليها الكلاب ويأتوا ليلا للنوم بجانبها وأن فى كثير من الاحيان يدافعون عنها ضد الاطفال الذين يهانوها.