تسبب الحريق المندلع في الساعات الأولى من صباح اليوم الأثنين، بإحدى ورش صناعة السفن بمنطقة الجمرك بالإسكندرية، في امتداد النيران لأربعة ورش، وحريقها بالكامل وتدمير المعدات المستخدمة في الصناعة، الأمر الذي وصفوه أصحاب الورش المحروقة ب "الكارثة"، ومُرجعين أسباب الحريق بأنهم قد طالبوا حي الجمرك منذ سنوات، بتحويل تلك الورش الخشبية إلى أبنية خرسانية، لحمايتها من الحرائق وامتدادها، إلا أن الحي لم يتستجيب لهم، وأن تلك الحريقة الخامسة في سنوات قليلة. وقال صبري محمد مسعود أحد أصحاب الورش المحروقة ل"الفجر" أنه تلقى اتصالاً في الساعة الثانية عشراً صباحاً، عقب عودته من العمل، بإن الورش تحرق الآن، مشيراً إلى أن النيران التهمت أربعة ورش كاملة، وأن تلك المنطقة صناعية قديمة، تقدم خدمات للسياحة وصناعة المراكب، وأنه لا يوجد اهتمام بتلك الورش، وأنهم تقدموا مراراً إلى حي الجمرك، بتحويل تلك الورش، إلى مباني، لحمايتها لأنه بداخلها أخشاب.
وأضاف: "المنطقة عشوائية مفتوحة، وتتعرض لدخول الخارجين على القانون، وتم تقديم مقترحات للمحافظة بإقامة أبواب ومداخل خاص بأصحاب الورش، إلا أنه لا يوجد استجابة لنا، وتلك الورش قديمة فنحن رابع جيل قام بتوارث، تلك الورش والمهنة، وأن تلك خامس حريقة تحدث، وجميع الحكومة على معرفة بتلك الحال،وخاصة أن تلك المنطقة تقع بالقرب من مدخل رئاسة قصر رأس التين".
وأتبع: "المنطقة تتعرض لأفعال غير قانونية، ويجب على الحكومة أن تأمن تلك المنطقة، حتى يتم تحديث وتطوير تلك الصناعة، وجمعية صناعة السفن وأحد من المحافظ لم يأتي للحديث عن أية تعويضات".
وعن حجم الخسائر التي تسببها الحريق، أشار أنه تم حريق المبنى الخشبي بالكامل، بالإضافة إلى معدات النشارة والخشب، وأن الحريق حرق أموال كانت بداخل الورشة.
فيما قال الحاج"صالح رؤفة" أحد صاحب الورش المجاورة: "الضرر كان حيحلق جميع الورش، لولا سيطرة قوات الحماية المدنية، ولكن هناك مطالبة منذ سنوات، ببناء تلك الورش بمباني خرسانية، لأنه كل عام هناك حرائق مماثلة في تلك المنطقة، وخاصة أن منطقة الأنفوشي يوجد بها خارجين على القانون، فلا يمكن بناء النوادي والمقاهي، ومنع بناء الورش، وتلك الورش في الأساس لا تعمل بسبب ضعف العمل، وعلينا مديونيات للمحافظة، وأحد المتضررين صاحب ورش يقوم بتصنيع أمور رفيعة، فهو اتخرب بيته، ولا يوجد ما يأكله".
ومن جانبه قال أحد أصحاب الورش المتضررة"محمد المصري" أنه ليلة أمس أخذ مبالغ مالية من أحد الأهالي، لإنشاء صناعة موبيلية، وقد قام بشراء الخشب، إلا أنه ضاع في الحريقة، مضيفاً:"أنا معايا أربعة عيال ومش حلاقي أكلهم". وأكمل أحد نجاري الورش المحروقة"محمود" أنه يعمل منذ ما يقرب من سنة مع المعلم"مسعود"، قائلاً:"أنا أكل عيش من تلك المكان، ومعداتي 4ألاف جنيه حرقت في الحادثة، وأكل عيشي وقف بسبب الحريق، وسبب الحريق لا أحد يعرفه بسبب السيجارة، أو قيام أشخاص يقومون بشرب الحشيش أسفل السفن، وربنا يعوض علينا".