بعد غياب أربعة أعوام عن الساحة الغنائية عادت الفنانة اللبنانية نوال الزغبى بألبوم «مش مسامحة» من انتاج شركة مزيكا، لكن لم ينل هذا الألبوم القدر الكافى من الدعاية، إلا أن نوال استعانت بصفحاتها الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعى وسخرتها من أجل الدعاية للألبوم، ورغم عدم الإعلان عن الكليب الجديد لأغنية «ياجدع» إلا أنها استطاعت أن تستحوذ على ما يقرب من نصف مليون مشاهدة فى أقل من أسبوع، ولا يمكن أن تمر هذه الأغنية مرور الكرام، بعدما قررت الزغبى العودة للأغنية الشعبية التى اشتهرت بها منذ أن لمع نجمها فى الغناء، سحبت نانسى البساط من تحت أقدامها، ويبدو أن هذا ما جعل نوال تحاول إعادة صيتها فى هذا اللون لها، واستعانت بمخرج كليب نانسى الشهير «ملكة البطيخ» وهو جو بو عيد لإخراج الكليب الخاص ل «يا جدع» فى رومانيا حتى أن نانسى كانت تنوى أن تصور أغنية أخرى من ألبومها تحمل اسم «م اليوم» مع المخرج ذاته، لكنها تراجعت بعد تعاقد نوال معه. لم تتألق نوال فى هذا الألبوم إلا فى اختيار الموسيقى التى تم تنفيذها بشكل جيد، لكن موضوعات الأغنيات لم تكن على قدر لهفة الجمهور لها، خاصة أنها ضمت ثلاث أغنيات قديمة للألبوم كانت طرحتها كأغانى منفردة، وهى «ولا بحبك»، و«غريبة هالدني»، و«غازلنى»، وباقى أغنيات الألبوم انقسمت بين الرومانسية الحالمة مثل «صوت الهدوء» من كلمات وألحان محمد رحيم، و«ليك وحشة» لمحمد الغنيمى وألحان رحيم والدراما مثل «مش مسامحة»، بالإضافة إلى الأغنيات الشعبية التى حاولت أن تبدع فيها مثل «يا جدع» و«الناس بيسألوني» والأغنيتين الخليجيتين «ملعون» و«عيونى لما يشوفوك» واللتان غازلت بهما نوال السوق الخليجية. ولم توفق نوال فى اختيار أغنية «مش مسامحة» ك «هيد» للألبوم، لأنها سبق وقدمت ألبوماً يحمل عنوان «خلاص سامحت» عام 2008 وكأنها غير مبالية باستخدام المفردات ذاتها فى أغنياتها رافعة شعار «كل حاجة وعكسها» فنوال غنت وهى متسامحة منذ ثمانية أعوام والآن تغنى مش مسامحة، وهو تكرار أوقعها فى شرك سوء الاختيار. عودة نوال هذه المرة يمكن اعتبارها بأنها جاءت على استحياء مقارنة بأغنيات كانت لها صيت كبير ونجاح مبهر عند إصدارها مثل «حتجمعنا الساعات»، «نجوم السما»، «حبيته سنين طوال»، «عنيك كدابين»، «وبعينك يا حبيبى نرجع»، «روحى يا روحي»، و«شو أخبارك»، و«غايب عن عنية»، و«اللى اتمنيته» وغيرها من الأغنيات التى حققت لنوال المزيد من النجاح والاستمرارية عند جمهورها. يرى أمجد مصطفى أن الزغبى لم تتميز فى هذا الألبوم بشىء، واختارت أغنيات مثلها مثل الباقين فلم يجد فيه شخصية نوال التى اعتاد عليها الجمهور، ورغم أن الألبوم متنوع من حيث اللهجات إلا أنه يجدها غير موفقة فى أداء الأغنيات الخليجية، وأضاف: إنه لم يفهم منطق إقحام اللهجة الخليجية فى الألبوم، رغم عدم إجادتها لها. فى حين أكد الناقد طارق هاشم أن نوال لم تهتم بالموضوعات الغنائية التى تختارها فاصدرت الألبوم مثله مثل كل ألبومات الصيف ليس بها شيء مميز ولم تعد متألقة كعادتها خاصة أنها من الواضح جداً اختيارها للألحان والجمل الموسيقية قبل الكلمات وهو أسوأ ما يفعله المطرب وأبدى هاشم استياءه الشديد من أغنيات «يا جدع» و«مش مسامحة» مؤكداً أن عزيز الشافعى أقحم كلماته على اللحن الذى قدمه لها، وكأنه يريد أن يقحم نفسه وهو عديم الخبرة بالكتابة، شأنه شأن محمد رحيم، الذى قدم لها «صوت الهدوء» بألحان مميزة وكلمات لا علاقة لها بالجملة الموسيقية الملحنة فى حين أثنى هاشم كثيراً على أغنية «ليك وحشة» التى رأى أنها أفضل أغنيات الألبوم على الإطلاق متنبئاً بمستقبل باهر لشاعرها محمد الغنيمى واعتبره اكتشافاً.