سرد مصطفي قرني المدير الفني لنادي عثماثون طنطا، والذي تدرب تحت قيادته الدولي المصري محمد صلاح، سلسلة من الحكايات عن اللاعب منذ نشأته حتي إنتقاله إلي المقاولون العرب، ثم البدء في مشواره الإحترافي ببازل السويسري، وتعاقده مع تشيلسي الإنجليزي، مروراً بفيورنتينا الإيطالي، وصولاً إلي روما. "الحلقة الأولى"
كنت يومًا أقود مران الفريق بنادي عثماثون طنطا، جاء إلي محمد صلاح، بصحبة والده، وطلب مني أن يخضع في اختبارات الناشئين حيث كان عمره 10 سنوات، وأخبرني أبيه، بأن نادي طنطا، والبلدية رفضوا ضمه، فقررت منحه فرصة لأراه في الملعب، وإصدار حكمي النهائي. نزل "صلاح"، للإختبار وفجأة همهمت لنفسي بصوت منخفض " أي عاقل يري تلك المهارات ولا يخطفها فوراً"، كيف رفضه نادي طنطا وبلدية طنطا ؟ على أي أساس قالوا له لا ؟.. ورفضت أن يخضع لإختبار أخر وقلت لأبيه، أنا موافق وأبصم بالعشرة، فعلي الرغم من صغر سنه، إلا أنني رأيت فيه نسخة ثانية من محمد أبو تريكة لاعب الأهلي، الذي كان يتغنى الجميع به في ذلك الوقت.
لم أري بحياتي لاعب يخطفني من أول مران له، فهو يتعامل علي أنه مدرباً لنفسه لانوجهه ولانملي عليه تعليماتنا، هو قائد نفسه، وضحكت مؤخراً عندما قال ممدوح عباس رئيس الزمالك الأسبق، أنه لايصلح للعب بالبيت الأبيض.
وفي يوم، طلب نادي المقاولون العرب، من عثماثون، ترشيح لاعب سوبر للإنضمام إلى الفريق، بصفتنا امتداداً لقلعة الذئاب بالأقاليم، فأجمع الجهاز الفني علي ارسال محمد صلاح، وبالفعل ذهب اللاعب ليخضع إلي فترة الاختبارات.
كنت أجلس ليلة ما، ورن هاتفي، ووجدته "صلاح"، وكان النادي وقتها لم يوفر له مكاناً خاصاً للإقامة، وفجأة أخبرنيابن عثماثون، أنه ليس لديه أموالاً تكفي للإقامة في مكان حتي الصباح وأن الفلوس وقعت منه، إتفقنا علي أن يقضي ليلته حتي الصباح مع أفراد أمن المقاولون العرب، علي بوابة النادي.
وبالفعل قضي اللاعب ليلته، حتي حضر مدربه صباحاً، وخصصت إدارة النادي له مسكناً ليقيم به.
انتظر عبر "الفجر الرياضي" الحلقة الثانية عن الدولي المصري محمد صلاح