عندما سئل الأرجنتيني هيكتور كوبر المدير الفني للمنتخب الوطني في بداية توليه المهمة عن نقص خبرته بالقارة الأفريقية ليقود الفراعنة كانت إجابته :" الكرة في كل مكان واحد.. 11 لاعبًا يركضون وراءها من أجل هدف واحد وهو الفوز ولن تختلف". إجابة كوبر وقتها جاءت منطقية جدًا وأجهضت الانتقادات الموجهة إليه بذكاء شديد لكن مع الوقت اختلف الأمر بعد فترة تجاوزت 5 شهور في مصر. السطور القادمة قد ينظر البعض إليها على أنها "تقطيع" في الخواجة في وقت لا يجوز فيه التقطيع قبل مواجهة تشاد يوم 6 سبتمبر المقبل في التصفيات المؤهلة لأمم أفريقيا 2017، لكنها ليست كذلك لأنها مجرد جرس إنذار للخواجة ألا ينصاع للضغط المصري سواء رسمي من اتحاد الكرة أو جماهيري أو إعلامي، كما فعل مدربون سابقون فكانت النهاية اتهام بوب برادلي مدرب المنتخب السابق بالفاشل ووصل الأمر إلى "أفشل الفاشلين ولا يفهم فيها". كوبر والمتمارضين في بداية تولي كوبر المسئولية ومع أول معسكر في مارس ثارت شائعات تمارض أيمن حفني لاعب الزمالك لعدم الانضمام للمعسكر وأرسل الجهاز الطبي للفريق تقارير تؤكد إصابته. وجاء رد كوبر سريعًا وقويًا أنه يجب مثول اللاعب في معسكر الفراعنة والكشف عليه من الجهاز الطبي للمنتخب هو الذي يقول كلمته الأولى والأخيرة بصرف النظر عن أي تقارير أخرى. تصرف كوبر السابق كان ذكيًا لأنه يضمن ما تحت يديه لا ما يوجد مع غيره لكن مع الوقت تلاشى المبدأ تحت ضغط تقارير الإصابات الكثيرة كوبر والإعلام في بداية توليه تمسك كوبر بالظهور الإعلامي القليل وأن يكون الكلام عن المنتخب في أوقات محددة له ولجهازه ثم تلاشى المبدأ وأصبح أسامة نبيه المدرب العام يصرح وكوبر نفسه يضطر للخروج للدفاع عن اختياراته في معسكر تشاد أو ينفي بعض الأخبار المثارة مثل المستبعدين من المعسكر مؤخرًا. كوبر وحسام غالي تحول كوبر إلى مشجع مصري في أزمة عدم ضم حسام غالي لاعب الأهلي لمعسكر تشاد وخرج ليبرر ويؤكد أن غالي ليس رجل المرحلة وهناك من هو أكفأ منه رغم أنه لم يكن مضطرًا للتبرير أو طعن غالي بشكل غير مباشر. كان من الممكن أن يكتفي بالجملة الدبلوماسية المعروفة "وجهة نظر فنية" لأنه قد يضطر لضم غالي في أي وقت تحت ضغط الإصابات أو غيره فكيف ستكون المواجهة وقتها مع نجم الأهلي ! كوبر والمونديال أجبر كوبر على الخروج لتفسير تصريحاته حول الاجتهاد للتأهل لمونديال روسيا بعد هجوم حمادة المصري عضو مجلس الجبلاية عليه بدعوى أنه لم يعد بالمونديال. ووقع كوبر في فخ الدفاع رغم أنه لم يكن مضطرًا لذلك لأن تصريحاته جاءت في مؤتمر صحفي أمام الجميع ومن كان يجب محاسبته هو المصري لأنه لم يلجأ لكوبر مباشرة لسؤاله عن فحوى تصريحه. كوبر والوديات والاستقالة قال كوبر في بداية توليه المسئولية إنه إذا لم تتم الاستجابة لمطالبه من الجبلاية فسيقدم استقالته ثم تخلى فجأة عن المبدأ واستعد لتنزانيا بضغط من الجبلاية وتحت مبررات الظروف بدون وديات ثم تكرر الأمر أمام تشاد واكتفى بودية واحدة منذ توليه المسئولية أمام غينيا الاستوائية فهل سيواجه المدرب الملقب ب "المنحوس" نيجيريا أيضًا بدون لعب مباريات ودية ؟!