قالت مصادر لصحيفة العرب اللندنية، إن الدعوة التي أطلقها القيادي الإخواني إبراهيم منير أمس الأول، بمطالبة الجماعة بالتخلي عما يوصف ب"ثأر رابعة"، لم تلق رد فعل إيجابي كان الإخوان يأملون في الحصول عليه من السلطات الرسمية في مصر. وطالب منير كوادر الإخوان في مقال نشره موقع تابع للجماعة بالتخلي عن "ثأر رابعة"، والعودة إلى ثوابت المؤسس حسن البنا التي تقول إن الإخوان أهل دعوة وليسوا أهل سلطة، في ما يعد أول تنازل نوعي من الإخوان في تقييم ما حدث عقب الإطاحة الشعبية بنظام الرئيس الإخواني محمد مرسي في 30 يونيو 2013.
وأوضح، أن منير يسعي إلى إظهار وجه مسالم للجماعة، بعد أن تورطت في أعمال عنف وإرهاب كثيرة، وأن كلامه يأتي في سياق "السعي إلى تجميل وجه التنظيم أمام القوى الدولية، أملا في الحفاظ على التمويل بما يكفل له إعادة السيطرة على دفة الأمور داخل الجماعة، في ظل الصراع المتأجج بين القيادات".
وشهدت الفترة الماضية اتساع رقعة الخلاف بين قيادات الإخوان في الداخل ومسؤولي التنظيم الدولي، لتزيد من حالة الاستقطاب داخل الجماعة.
وأرجع متابعون تزايد الخلاف إلى اهتزاز الدعم السياسي والإعلامي الذي كانت تحصل عليه الجماعة من دول عدة بدأت تراجع مواقفها من مصر، إما بسبب تمكن نظام الرئيس عبدالفتاح السيسي من نسج شبكة علاقات إقليمية ودولية قوية، أو جراء الارتباكات الداخلية التي تعاني منها الدول الداعمة للجماعة. واعتبر عمرو عمارة منسق شباب الإخوان المنشقين، أن دعوة إبراهيم منير، جاءت في الوقت الضائع، بعد أن انهار التنظيم، لافتا إلى أنها محاولة لتقديم صوت إصلاحي مسالم داخل الجماعة، وهو الأمر الذي لن يجد صدى لدى السلطات.
ودفع موقف منير الداعي إلى التهدئة جمال عبدالستار عضو مجلس شورى الإخوان الهارب في تركيا إلى التأكيد على أن "هناك بيعة للآلاف في ميداني رابعة والنهضة اسمها بيعة الدم، من أراد أن يستسلم أو ينبطح فليفعل، أما نحن فسنثأر".
وأشار أبوالسعد أن الخلاف بين قيادات الإخوان ليس بين مناصري التصعيد ومؤيدي السلمية كما يتوهم البعض، لأن الطرفين يؤيدان العنف والمجموعة التي تدعو إلى السلمية هي من تبنت العنف في فترة مرسي، وأضاف أن منير يحاول من خلال خطابه تأجيل أو تعليق المواجهة من أجل أن تلتقط الجماعة أنفاسها.