وصف السفير جمال بيومى مساعد وزير الخارجية الأسبق وأمين عام برنامج المشاركة المصرية الأوروبية، زيارة الرئيس السيسى إلى موسكو ب"المهمة" لما تتمتع به الدولتان من مكانة اقليمية ودولية كبيرة فى الخريطة الدولية، مؤكدا أن العلاقات المصرية الروسية تنبنى على أسس تخالف العهد السوفيتى، حيث تتواكب الخارجية المصرية الآن مع متغيرات الواقع الدولى وتنتهج سياسة انفتاحية متوازنة مع جميع الدول استنادا إلى المصلحة المتبادلة والقواسم المشتركة . وأضاف بيومي ل"الفجر"، أن روسيا تقوم الآن بجهد دولى كبير لوضع حد للأزمة السورية يتطلب التنسيق مع اطراف اقليمية على رأسهم مصر باعتبارها دولة رائدة فى المنطقة العربية، موضحا أن المبادرة الروسية يعتمد على الحل السياسى للأزمة وتوحيد صفوف المعارضة واجراء انتخابات رئاسية تحت اشراف الأممالمتحدة، كما أوضح أن الرئيس المصرى اعلن خلال المؤتمر الصحفى منذ قليل تبنى مصر لمخرجات مؤتمر جنيف بخصوص الأزمة السورية وذلك بالتوافق مع الطرح الروسى، الأمر الذى يجعل الموقف المصرى والروسى يتسم بقدر كبير من الانسجام.
وأكد السفير بيومى أن توافق وجهتى النظر المصرية والروسية يعمل على تعزيز وتقوية جبهة الحل السياسى للأزمة السورية واتاحة الفرصة للشعب السورى لاختيار من يمثله، مقابل الجبهة الأخرى التى تتزعمها تركيا التى تصر على الاطاحة بالرئيس الأسد دون توافق اطراف الداخل السورى مما يعرض الدولة للانقسام والانهيار، كما تقدم الدعم للجماعات الإرهابية، الأمر الذى يجعل مصر مكسبا كبيرا للموقف الروسى.
وأشار إلى أن الجهود التى يجب أن تبذلها مصر للضغط على السعودية لإثنائها عن موقفها المتشدد حيال الرئيس الأسد، مطالبا بضرورة تنحية الخلافات الشخصية وتوحيد الموقف العربى أولا والتنسيق مع روسيا ثانيا من أجل تقويض مساعى أعداء الأمة العربية الذين لديهم أهداف فى اسقاط الدولة السورية.
واختتم السفير بيومى حديثه، قائلا: إن الموقع الجغرافى المصرى شديد الثراء ودورها التاريخى هو ما جذب روسيا إلى مصر ودفعها لفتح خزائنها العسكرية والسياسية والإقتصادية لمصر متطلعة إلى استعادة نفوذها القديم فى المنطقة ولكن وفقا للآليات العصرية الجديدة.