"بطن البقر" منطقة لا تبعد عن مركز العاصمة سوى كليو مترات قليلة، حينما تطأ قدماك أرضها تظن أنك داخل أحد أكبر مقالب القمامة التى لا تسكنها سوى الكلاب والقطط، ولكن في واقع الأمر تعيش على أرضها 1300 أسرة، في حال "مُعْدَم" تقريبًا من جميع الخدمات التي تصلح للمعيشة. يقول "جمال محمد حمود"، عامل نظافة، وهو أحد أهالي المنطقة، ويبلغ من العمر خمسين عاماً، ويقطن هو وعائلته المكونة من 15 فرد داخل منزل مكون من طابقين من الطوب الأحمر، ولا يتوفر داخل منزله الكهرباء والمياه، فقط كل ما تملكه الأسرة "جرادل"، يملئ من المصانع الخارجية لتقضية أغراض حياتهم اليومية، من الشراب والاستحمام، وذلك بسبب انقطاع المياه منذ شهر رمضان المنصرم. يضيف "جمال": "منذ 40 عاماً لا أعمل سوى "أرزقي"، من أجل الطعام ودفع الإيجار الشهري، ولا أحلم بشئ سوى الطعام والشراب، ومنازلنا معرضة للإنهيار فى أي لحظة بسبب تصدعها بالشروخ والمجاري التي تملأها. ويتابع: "حياتنا يائسه وننتظر الموت لأننا على يقين أنه راحتنا بعد عذاب الأرض. وفي السياق نفسه وصفت "عظيمة أحمد"، التي تبلغ من العمر 65 عاماً ولديها 7 أولاد، الحياة في منطقة "بطن البقر" بالموت، قائلة: "بنهرب من حياتنا بالنوم"، مؤكدة أن المنطقة تعيش فى الظلام الدامس منذ فترة، وأن المنطقة تعاني من انعدام جميع الخدمات. "محمد عبد الله"، يبلغ من العمر 29 عامًا، ولديه 3 أطفال، يقول : "أنا موافق إني اتنقل من منزلي بشكل مؤقت، مقابل أني أرجع لنفس مكاني أنا وأسرتي بعد هدم وتجديد المكان، أو المحافظ يوفرلنا أماكن بديلة تكون في محيط وسط البلد بالقرب من عملنا". وأضافت"سحر عباس"، وهي تسكن في سكن عائلي مكون من عشر أفراد، أن حياتهم مابين جدران من القمامة والحشرات والثعابين والكلاب التي أصبحت جزء أساسي من حياتهم وتعيش معهم داخل منزلهم، متابعة في حديثها: "حياتنا أصبحت كالموت وليس هناك أفضلية عن الأخر والمنطقة منذ سنوات طويلة لم يزورها أي مسئول أو محافظ، لأنها تشبه الجحيم والنار المتآكلة.