قال رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام الإيراني، أكبر هاشمي رفسنجاني، إنه "ليس من المستبعد أن يكون داعش قد أوجد لنفسه أوكارا في تركيا خلال هذه الفترة". ووفقا لوكالة "فارس"، فقد أكد رفسنجاني خلال استقباله في طهران، أمس الأربعاء، السفير التركي رضا هاكان تكين، أنه "من الواضح جدا أن هناك أيادي تسعى للمساس بالعلاقات بين طهرانوأنقرة". يذكر أن الخارجية الإيرانية استدعت السفير التركي لدى طهران، مساء أمس الأربعاء، لإبلاغه قلقها حيال "استمرار الهجمات ضد الرعايا الإيرانيين على الأراضي التركية، واستمرار الاضطرابات شرق تركيا"، رغم مناقشة الموضوع خلال لقاء السفير مع رفسنجاني. وأعرب المدير العام لدائرة شؤون بلدان الكومنولوث المستقلة والقوقاز بوزارة الخارجية الإيرانية، للسفير التركي رضا تكين، الأربعاء، "عن مشاعر القلق الإيرانية حيال استمرار الهجمات" التي وصفها ب"الإرهابية" ضد الرعايا الإيرانيين في الأراضي التركية". ودعا أنقرة إلى "بذل المزيد من الاهتمام حيال الحفاظ على أمن الرعايا الإيرانيين ووسائط النقل التابعة لهم". وكان رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام الإيراني وصف الاعتداءات الأخيرة على الشاحنات وخطوط نقل الغاز الإيراني إلى تركيا بأنها "مؤشر إنذار". وأضاف: "في مثل هذه الظروف تقوم بعض وسائل الإعلام المتطرفة بإثارة المشاعر لأغراض خاطئة". ووصف رفسنجاني دور إيرانوتركيا في إرساء الاستقرار الإقليمي واستمراره بأنه مؤثر جدا. وقال: "لله الحمد، إن أرضيات التعاون بين البلدين واسعة جدا، حيث يمكن أن تكون لنا علاقات تعاون مستمرة". واعتبر الأحداث الأخيرة المتعلقة بالانتخابات التركية وعدم تشكيل ائتلاف للحكومة "مؤشرا غير جيد"، داعيا الأحزاب التركية المهمة لتكون جدية في إدارة البلاد، وأن تجعل المصالح الوطنية في أولوية سياساتها. ووصف هاشمي رفسنجاني قضايا فلسطين والعراق وسوريا بأنها مؤسفة، وقال: "لو عملت إيرانوتركيا بصورة منسقة فبإمكانهما أن يكون لهما تأثير إيجابي في جميع الدول". واعتبر أنه "لا سبب يدعو للتنافس بين إيرانوتركيا في القضايا الإقليمية". وقال: "إن التجربة تقول إن التعاون بين البلدين من شأنه أن يؤدي لتعزيز واستمرار الأمن الداخلي في البلدين". كما اعتبر "الخلاف في وجهات النظر بين البلدين في مختلف القضايا أمرا طبيعيا". وأضاف: "إن الفطنة الدبلوماسية تقارن بين أضرار ومنافع المواقف وتفضل المنافع والمصالح المستديمة على القضايا العابرة". يذكر أن العلاقات الدبلوماسية بين إيرانوتركيا توترت أخيرا ووصلت إلى إغلاق الحدود بعد مقتل مواطن إيراني وجرح 3 آخرين بهجوم مسلح استهدف حافلة إيرانية لدى دخولها الأراضي التركية عبر المنفذ الحدودي المشترك بين البلدين بمنطقة "تشالدران" بالقرب من مدينة فان التركية في 7 أغسطس الجاري. كما تعرضت شاحنات إيرانية إلى هجمات في تركيا خلال الأيام الماضية أدت إلى حرق الشاحنات دون إصابة سائقيها، وكذلك تعرضت وسائل النقل الإيرانية خلال الشهر الأخير إلى 9 هجمات، حيث أصدر المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، قرارا يقضي بإغلاق الحدود مع تركيا بشكل مؤقت.