"اليتيم هو من رحلت عنه أمه"... عبارة رددها الكثيرون ولكن لم يشعر بها غير من فقد والدته ليواجه بنفسه مخاطر الحياة بلا حضن أو مأوى يشعر من خلاله بالحنان. وفي محاولة لكشف الحالة التي مر بها رؤساء مصر بعد أن فقدوا والداتهم، ومدى تأثيرها على شخصيتهم، يتضح الأتي :- _ عبد الناصر "وعشقه لأمه" ربطت علاقة حب قوية بين الرئيس جمال عبد الناصر وبين ولدته السيدة فهيمة حماد، لدرجة أنه عندما علم بوفاة والدته عند عودته من المدرسة لم يصدق الأمر وظل مقتنعا بوجودها على قيد الحياة في المنزل. فنجد التلميذ الصغير "جمال عبد الناصر" يكتب الكثير من الخطابات ليعبر من خلالها لأمه عن حبه وشوقه وافتقاده لها، كما أن حبه الشديد كان يظهر بين الحين والآخر عندما يتحدث عنها وهو رئيس للجمهورية كانت الدموع تبدأ فى الظهور داخل عينيه. _ السادات "واستبدال الأم بالجدة" ونظرا للظروف التي وضع فيها الرئيس "محمد أنور السادات" جعلته يقوم باستبدال أمه بالجدة، حيث حرم السادات من حب الأم؛ لأن الظروف حتمت على والدته البقاء في السودان مع والده. فقد كان والد السادلت يرسل زوجته لأمه حين يقترب موعد الولادة، لتضع المولود بمصر، ثم تعود مسرعة للسودان مرة أخرى بعد فترة رضاعة المولود، وتولت جدة "السادات" تربيته. وكانت جدة السادات المرأة قوية الشخصية كما وصفها في كتابه "البحث عن الذات"، وظلت تؤثر فيه وظل يتذكرها طوال حياته. _ مبارك ومقاطعة والدته واختلف الأمر بين الرئيس الاسبق محمد انور السادات وبين والدته، تجمدت العلاقة بينه وبينها منذ كان طالبًا في الكلية الحربية، إذ تردَّد عليها مرة كل ثلاثة شهور، ولم تكن الزيارة تستغرق إلا عدة ساعات يعود بعدها إلى كليته. وماتت والدة مبارك "نعيمة إبراهيم في 22 نوفمبر من عام 1978"، وكان وقتها نائبًا لرئيس الجمهورية أنور السادات، وأقام ليلة عزاء واحدة لوالدته، على أن يتلقى العزاء تلغرافيًّا على قصر عابدين حيث كان يعمل، واقتصر العزاء على الرجال فقط. وبالبحث عن سبب الإنفطار الموجود في العلاقة بين "مبارك ووالدته"، كان يوجد قضية نفقة تعود إلى تاريخ الرابع من مايو 1960، أقامتها نعيمة إبراهيم ضد نجلها "مبارك"، الذي كان يعمل نقيباً بالقوات الجوية حينذاك بعد أن رفض الإنفاق عليها، وفي النهاية تصالح معها مقابل دفع مبلغ مالي يصل ل340 قرش شهرياً. _ مرسي والسرية وتبلورت الحياة الأسرية لدى محمد مرسي الرئيس السابق، بالسرية التامة، فلم تظهر أي معلومة عنه وعن أسرته سوى الأسماء فقط، فنجد والدته منيرة عبدالدايم، ربة المنزل. ولم تنشر أي معلومة عن علاقة "مرسي" بوالدته غير خبر متعلق بوفاتها في عام 2010 ، حينما حضر تشييع الجنازة مجموعة من أعضاء مكتب "الإرشاد"، من بينهم عصام العريان، وسعد الكتاتني، ومحمود عزت، وفريد إسماعيل، والسيد عبد الحميد. _ السيسي والخصوصية وأما عن حياة الرئيس " عبد الفتاح السيسي" فقد غلفها بالخصوصية، وعدم السماح بنشرها في وسائل الإعلام، فلم تنشر أي معلومات عن علاقة الرئيس السيسي بوالدته حتى الأن، وبالرغم من مرض والدته في مارس الماضي وحتى أن وفاتها المنية أمس الإثنين، ولم ينشر غير خبرين الأول عن مرضها ومتابعة الرئيس لحالتها في سرية تامة، والثاني عن وفاتها، حتى أن سرادق العزاء سيقتصر على العائلة فقط. وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي، عن والدته عندما كان مرشحاً لرئاسة الجمهورية فى حوار إعلامي :"لوكنت إنسان كويس نوعا ما، فالفضل فى ذلك لأمى، عمرى ما سمعتها بتغلط فى حد، رغم إننا كنا فى حى شعبى"، مؤكداً أنه تعلم منها كيف يلتمس الأعذار للناس، ويحسن الظن بالجميع، كما كانت تفعل.