كشف مسؤول خليجي كبير لصحيفة "الشرق الأوسط"، تفاصيل عن الحوار الخليجي - الإيراني الذي أعلنت طهران أنه سينطلق في الثاني والعشرين من سبتمبر المقبل، وفجر المسؤول مفاجأة مشيرًا إلى أن الفكرة قطرية، ووجدت ترحيبًا حارًا، من إيران وسلطنة عمان فيما تحفظت 3 دول خليجية. وتتوقع إيران أن يعقد اللقاء في إحدى دول المنطقة أو دولة محايدة. وقال المسؤول الخليجي إن وزير الخارجية القطري خالد العطية هو صاحب فكرة الحوار، وأطلقها خلال اجتماع عقد مؤخرًا لوزراء الخارجية الخليجيين في العاصمة السعودية الرياض، على أن يعقد على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، في سبتمبر. لتظهر تساؤلات حول حقيقة عودة العلاقات المصرية الإيرانية، فى حال نجاح مبادرة الحوار الايرانى مع الخليج، وهل يمكن دعوة القاهرة لحضور هذا الحوار، ولماذا لا تكون الدولة المحايدة التى تستضيفه هى مصر. فى البداية قال الدكتور جهاد عودة استاذ العلاقات الدولية بجامعة حلوان، إن العلاقات بين مصر وإيران معقدة ومتشابكة لكنها فى نفس الوقت هادئة، فى ظل قناعات كل طرف بأهمية دور الطرف الثانى، وإمكانية أن يكون هناك انفتاح فى العلاقات بين البلدين لكن وفق ضمانات إيرانية باحترام سيادة دول المنطقة. وأضاف عودة أن إيران ترى مصر هى أيقونة المنطقة، وحاولت الاستفادة من وجود الإخوان فى الحكم لتمديد نفوذها، ولكن واجهتها المناعة المصرية ضد التشيع وضد محاولات الهيمنة الخارجية. واعتبر أستاذ السياسة الخارجية والعلاقات الدولية أن علاقة مصر بإيران لا ترتبط بالموقف الخليجى بقدر ارتباطها بمصالح مصر والتحركات الإيرانية فى المنطقة. ومن جانبه قال الدكتور محمد سعيد أدريس مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، والخبير بشئون الشرق الأوسط، أنه على الإيرانيين أن يتعلموا من أخطاءهم، التى تكررت مرات متتالية خلال فترة زمنية وجيزة، وبعد نجاح ضربة عاصفة الحزم، على طهران أن تدرك أن مشروع الهيمنة الإيرانية على العالم العربي ونزعة تأسيس قوة إمبراطورية مهيمنة، هو مشروع محكوم عليها بالفشل. ووصف إدريس هذا المشروع الفارسى بأنه يتشابه إلى حد كبير مع المشروع الصهيوني الاستيطاني، والمشروع التركي العثماني، وثلاثتهم مصيره الفشل؛ مرجا ذلك لسبب محدد وواضح وهو أن هذه المشروعات السياسية التي تتصارع على الهيمنة والسيطرة الإقليمية تجاهلت تماماً أن الأرض العربية التي تتصارع عليها لها أصحاب. وأضاف خبير الشئون الشرق أوسطية أن العرب أصحاب الأرض، لهم تاريخهم ولهم حضارتهم، وإن كانوا قد فرّطوا في هذا وذاك فإن الصحوة العروبية التي فجرها التطاول الإيراني على العراق وعلى اليمن، والتوجه العربي نحو تشكيل قوة عسكرية عربية مشتركة يمكن أن يؤسس لنظام "أمن جماعي عربي" يعد في حد ذاته بمثابة مؤشر على عودة عربية للمشاركة في إدارة الإقليم الذي نعيش فيه بعلاقات نأمل أن تكون تعاونية مع من يريد خاصة إيران وتركيا، لكنها حتماً ستبقى صراعية مع الكيان الصهيوني، مشددا على أن إدراك إيران لهذه الحقيقة أمر ضروري ومهم بدلاً من الوقوع مجدداً في حساباتها الخاطئة وتلقى صدمة جديدة.