من جديد عادت أزمة انقطاع الكهرباء، لتزيد المواطنين إختناقا، وتكدر عليهم حياتهم ما بين موجة الحر الشديد، التى تصل إلى موت المواطنين والإصابة بحالات إغماء، وما بين غياب الكهرباء وعجزهم عن الاستعانة بجهاز تكييف أو مروحة؛ ليطفئ لهيب حرارة الجو التى تقترب من الخمسين درجة مئوية، بفعل إنقطاع الكهرباء. فى البداية أكد الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، أن الانقطاعات التى تشهدها عدد من أنحاء الجمهورية نتيجة لحدوث أعطال فنية فى شبكة الجهد المنخفض "الكابلات المغذية للمستهلك"، بسبب ارتفاع الأحمال على الشبكة بشكل غير مسبوق نتيجة ارتفاع درجات الحرارة. وأضاف الوزير فى تصريحات صحفية مؤخرا، أن مركز التحكم القومى لشبكة الكهرباء ليس فى حاجة لتخفيف الأحمال نتيجة لتوافر الوقود والقدرات المولدة، لافتاً إلى أن الأحمال على الشبكة أصبحت تصل إلى 29 ألف ميجا وات بزيادة 5 آلاف ميجا وات عن نفس الفترة من العام الماضى. وأشار شاكر، إلى أن معدلات استهلاك المواطنين زادت بشكل هائل وغير مسبوق تسبب فى زيادة عدد الأعطال لتعرض الكابلات للإتلاف نتيجة عدم قدرتها على التغذية، مشيراً إلى أن شركات توزيع الكهرباء لديها تعليمات مشددة بسرعة التحرك وإنهاء كافة الأعطال لتخفيف العبء عن المواطنين. ومن جانبه قال الدكتور أحمد بدر أستاذ الكهرباء والطاقة بكلية الهندسة، إن ارتفاع درجات الحرارة يعد من الأسباب التى تساهم فى تعطل بعض محولات محطات الكهرباء، مما يؤدى إلى الانقطاع. موضحا أن موجة الارتفاع الكبير في درجات الحرارة والرطوبة التي تشهدها البلاد مؤخرا، أدت إلى زيادة غير مسبوقة في استهلاك الكهرباء وزيادة الأحمال. وأرجع خبير الطاقة ظاهرة انقطاع الكهرباء بشكل عام إلى عدة أسباب منها نقص ضخ الغاز للمحطات المولدة للكهرباء، مما كان يؤدى لانقطاع الكهرباء فى الماضى، ولكن هذا السبب غير موجود الآن، حيث تم حل مشكلة نقص الوقود. مضيفا أنه من بين الأسباب أيضا عجز الإمكانيات التوليدية للمحطات عن موازاة الكمية المستهلكة، ونقص قدرة المحطة بالأساس، خلال موسم الصيف لزيادة حرارة الهواء، وكذلك زيادة الاستهلاك من قبل المواطنين خاصة في أوقات الذروة واستخدامهم الأجهزة عالية الاستهلاك من المكيفات الهوائية وغيرها. وفى سياق متصل أكد الدكتور عمرو صالح أستاذ الاقتصاد السياسى بجامعة عين شمس على ضرورة وضع خطة لترشيد الاستهلاك من الأجهزة الحكومية والمحليات عبر تخفيض الإنارة العامة داخل المدن، وعلى الطرق الرئيسية والفرعية التى تضاء بالنهار، وإعادة الحملات الإعلامية؛ للتوعية بأهمية الترشيد لتقليل مدة قطع التيار، وبث مؤشرات للطاقة على شاشات التليفزيون، كما كان يحدث فى الصيف الماضى، لأن توضيح قيمة العجز ثبت أنه يساهم فى التشجيع على الترشيد. وطالب مستشار البنك الدولى سابقا برفع أسعار الكهرباء على الشرائح الأعلى استهلاكًا بالنسبة للمحال التجارية، والعيادات، والمستشفيات الخاصة خلال أشهر الصيف، وحظر استيراد اللمبات غير الموفرة للطاقة تمامًا، مشددا على ضرورة الإسراع في تنفيذ الكروت الذكية لجميع الأسر المصرية لتحديد المستحقين لدعم الكهرباء، ورفع الأسعار على الفئات الأكثر استهلاكًا وغير المستحقة للدعم. وأشار الخبير الاقتصادى إلى أنه يجب إخطار جميع المصانع بضرورة تحسين معامل القدرة، مع إخطار المصانع الحكومية والخاصة لضرورة الترشيد فى الإضاءة وغيرها، وإلزام المصانع بتخفيف أحمالها خاصة خلال فترة الذروة، وكذلك توعية المواطنين فى المنازل بعدم الإسراف فى إضاءة الحجرات، وترشيد تشغيل الأجهزة التى تستهلك كميات كبيرة من الطاقة.