رصدت عدسة "الفجر" عواقب إرتفاع درجات الحرارة بمحافظات الصعيد، التى بلغت ذروتها أمس وتخطت حاجز ال45 درجة مئوية، وتسبب "الحر الشديد" فى إمتناع المواطنين عن الخروج خوفًا من "ضربات الشمس"، وظهرت الشوارع شبه خالية من المارة، بينما لجأ الشباب والأطفال إلى حمامات السباحة ومياه النيل والترع الرئيسية للسباحة والغطس فيها، للتخفيف من حرارة الجو. شوارع "بني سويف" خالية ففى محافظة بنى سويف، خلت الشوارع من المارة، وأمتنع المواطنون عن الذهاب للأسواق، بسبب إرتفاع درجات الحرارة، ولجأ الشباب فى مدن إلى حمامات السباحة بالأندية ومراكز الشباب، فيما هرب شباب القرى من حرارة الجو بالغطس في مياه النيل والبحر اليوسفي وترعة الإبراهيمية . وقال أحمد سيد،طالب، "لجأت إلى حمام السباحة، والاشتراك ب 5 جنيهات للساعة الواحدة هربا من ارتفاع درجة الحرارة والترفيه". وأشار أحمد الخرماوى، مدير حمام السباحة بمدينة إهناسيا، إلى أن مياه الحمام هى الملجأ الوحيد لشباب المدينة للهرب من حرارة الجو، لافتًا إلى أن الحمام شهد إقبالاً كبيرًا من الشباب والأطفال خلال الأيام الأخيرة التى بلغت فيها درجة الحرارة ذروتها. فيما أختفى المواطنون من الشوارع في فترة الظهيرة بسبب أشعة الشمس وارتفاع نسبة الرطوبة، وشهدت الأسواق غيابًا ملحوظًا لروادها، في حين لجأ البائعون إلى "الكولمن" وشرب المثلجات.
وقالت أم سيد، بائعة خضار، إنها توقفت عن البيع مع الظهر بعد أن اعتادت الاستمرار في البيع بالسوق حتي العصر، معلقة: "الحر خلاني أخلص بدري، والسوق اللي فات رميت "الباذنجان والفلفل" وانهاردة بعت بطاطس بس ". المنياويه يواجهون الحر ب"القصب" وفى المنيا واجه الأهالي، الإرتفاع الكبير في درجات الحرارة، بتناول العصائر المثلجة ، ك"القصب ، التمر ، المانجو"، وإستقلال المراكب النيلية في وقت الظهيرة . كما توافد المئات من أهالي المحافظة، على المراكب النيلية المتواجدة على كورنيش النيل، وقاموا بإستقلالها، نظرا لما تتمتع به تلك المراكب، بدرجة حرارة متوسطة، نظراً لتواجدها، وسط مياه النيل . على جانب آخر، تسبب الإرتفاع الكبير في درجات الحرارة، في إحجام المواطنين على المقاهي، في أوقات الظهيرة. وأكد مصطفى حماد، أحد عمال مقهى روزينا ، بمدينة المنيا، أن المقهى تفتقد للزبائن في أوقات الظهيرة، على عكس المعتاد ، وذلك بسبب الإرتفاع الكبير في درجات الحرارة . أما أهالي القرى قصدوا نهر النيل، للإستحمام به، والجول على شاطئه، هرباً من حرارة الجو، والاستمتاع بدرجة الحراة المتخفضة التي يتميز بها الشاطئ. الوادى الجديد "نار" وفى محافظة الوادى الجديد، التى سجلت أعلى درجات حرارة على مستوى الجمهورية ، هربت معظم الأسر إلى المصايف فى المحافظات الأخرى والتزمت باقي الأسر بمنازلهم وعدم الخروج إلا لأوقات محدودة. وهرب الأطفال من ارتفاع درجات الحرارة بالاستحمام داخل الآبار والعيون الموجودة بالمحافظة. وقال محمود أيوب، من أهالى الخارجة، "اننى فى فترة الصباح بحاول اقلل خروجى إلى الشارع حتى لا اتعرض لضربات الشمس او الاجهاد الحرارى".
قنا .. "بتتشوى وتتسلق" ويعيش أهالى محافظة قنا حالة من الخوف بسبب ارتفاع درجات الحرارة، وهو ما أدى إلى عزوفهم عن الخروج من منازلهم في فترة الظهيرة، بالإضافة إلى استعانتهم بمياه النيل، خاصة بعد الأزمة التي ضربت بعض المراكز على مدار اليومين الماضيين بسبب انقطاع المياه لفترات دامت قرابة 36 ساعة تقريبًا. "إحنا بنموت وبنتشوي ونتسلق كل يوم بسبب الحر دا، ربنا يرحمنا من جهنم"، هكذا قال مدحت على، مشيرا إلى أن الجو في محافظة قنا لا يطاق، الأمر الذي جعله يشعر بنوع من الانصهار. وتابع، "شركة المياه والكهرباء لا تتركنا في حالنا، بل تزيد الطين بله، خصوصا وأنه يتم قطع المياه بصورة دورية عن المنازل، بحجة الصيانة، على الرغم من أنها تدوم يوم أو يومين مما أدى إلى استعانتنا بالمياه المعدنية". وأضاف عمرو احمد، أن درجة الحرارة بلغت أقصاها خلال الفترة التي ما بعد شهر رمضان، مشيرا إلى أن العمل في ذلك الطقس شديد الحرارة يعتبر من الأعمال الشاقة المؤبدة، مطالبًا شركة المياه بمراعاة الأهالي وعدم قطع المياه خلال تلك الفترة من العام. وعلق جمال علوان، ساخرا على ارتفاع درجات الحرارة، "إحنا جالنا برد من كتر الحر"، مشيرا إلى أن الإدارات التنفيذية تعمل على تعذيب المواطنين، خصوصا وأن هناك أزمات كثيرة بالمياه والكهرباء والتي تستمر في الانقطاع لفترات طويلة في النهار.