■ تعظيم عائد الملاحة بتقديم الخدمات البحرية ل22 ألف مركب يعتبر مشروع محور تنمية قناة السويس هو المشروع القومى الجديد لمصر والذى يلتف حوله المصريون لما سيحققه من فرص استثمارية عظيمة.. بعد أن وضعت شركة دار الهندسة المخطط العام له من أجل إقامة مناطق صناعية ومركز عالمى للتموين. وفور افتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسى لقناة السويس الجديدة فى 6 أغسطس ستبدأ عملية تنمية المحور من خلال طرح مشروعاته على المستثمرين والبدء فى إنشاء مدينة الإسماعيلية الجديدة. «الفجر» التقت المهندس الاستشارى الدكتور ممدوح حمزة للحديث حول المزايا الاقتصادية التى يوفرها مشروع محور تنمية قناة السويس للمصريين، والذى أكد أن المشروع الذى نفذته مصر تلافى التحفظات المتعلقة بالأمن القومى التى كانت موجودة فى المشروع الذى أعلنت عنه الجماعة الإرهابية لقناة السويس. ■ كيف ترى سعى البعض للتقليل من فرحة المصريين بالقناة الجديدة؟ - لا أقبل الأصوات التى تقلل من حجم هذا العمل، فهو عمل ضخم وإنجاز على أعلى مستوى حيث تم الانتهاء من حفر القناة فى فترة سنة واحدة، ومن يتحدثون عن أن القناة حجمها مثل «الطشت» فذلك يؤكد فشلهم أو «قصر ديل» كما يقول المثل..نعم القناة عمقها 24 متراً وطولها 35 كم وحدث تعميق لها ولكن هى تفريعة جديدة يجب أن يفخر المصريون بها. ■ كيف يستفيد المصريون من محور تنمية قناة السويس؟ - المشروع متكامل فى الموانئ والتفريعات، وعائده يكون من خلال جزءين، خدمات الملاحة البحرية والموانئ بالإضافة إلى الصناعات التصديرية واللوجستيات. أولا مجال الملاحة البحرية تستفيد منه مصر من خلال الحصول على عائد أو رسوم من عبور السفن وهذا العائد لا يشكل إلا 1.25% من الناتج القومى المصرى، وأقصى نسبة تحققت كانت 3% ولا نستطيع أن نرفع هذه النسبة لأنها محكومة بالتجارة العالمية ومنافسة الطرق البديلة لقناة السويس. لذلك يجب أن تستفيد مصر من أنشطة خدمات الملاحة البحرية والموانئ، حيث يمكننا تقديم الخدمات البحرية ل22 ألف مركب معظمها لا تقوم بعمل خدمات بحرية فى مصر ولكن فى قبرص وأشدود وحيفا واليونان، وتبدأ هذه الخدمات من تغيير تانك مجارى المركب «تنظيف تانك البترول إلى دهانات السلاسل والحبال والمواتير حتى العدادات لخدمات البحارة، ولها متخصصون»، لذلك يجب أن ندعى جميع شركات الخدمات البحرية فى العالم. النشاط الثانى هو الصناعات التصديرية وليس الصناعات الثقيلة والتى توفر لمصر دخلاً كبيراً مباشراً وغير مباشر، وعدداً كبيراً من فرص العمل للشباب. أقرب مثال لها هو خامة القطن حيث يمكننا إنشاء أكبر مركز للصناعات التصديرية للقطن المصرى فهناك حوالى 3 ملايين قنطار قطن، يمكن أن نقوم بعمل تسويق جيد لها وهى فرصة ذهبية عندما أقوم بربط القطن المصرى بالماركات العالمية الشهيرة المتخصصة، وقس على ذلك صناعات تصديرية أخرى من أجل النفاذ إلى السوق الأوروبية. أما نشاط اللوجستيات فيتم من خلال عمل مخازن ومنطقة تجارة عالمية بها طعام البهائم وطعام الإنسان والحبوب التى تستخدم لإنتاج الوقود، وفى هذا المجال هناك 5 شركات عالمية كبرى فى العالم تجب الاستعانة بها، نموذج آخر هو إنشاء مراكز توزيع مثل مركز لتوزيع عصائر المانجو - مركز لتوزيع الموتوسيكلات ثم نقوم بعمل مركز لتسويق المنتجات. ■ كيف يحقق للمصريين أكبر استفادة من عائدات محور التنمية؟ - قبل أن تحققى عائداً يجب أن تنفقى أموالا أولا حتى تأتى الاستثمارات وذلك من خلال تجهيز المنطقة وتوفير المرافق مثل الكهرباء والمياه، وبجانب المصنع يجب أن يكون هناك المدرسة والنادى.. أى حياة كاملة، ويمكن أن يساهم المصريون فيها من خلال الأسهم وليس السندات، وأقترح تأسيس الشركة المصرية لتنمية مرافق قناة السويس ليكون لكل مصرى حق المشاركة فى محور التنمية. وحتى يكون عائد المحور للمصريين وليس للاحتكارات العالمية يجب النظر إلى أمرين، الأول، الأرض والتى يجب أن تكون بالإيجار أو نظير عائد أو نسبة من الأرباح، الأمر الآخر هو رأس المال لأن عائد أى مشروع لصاحب رأس المال لذلك يجب أن يكون هناك إلزام فى قانون الاستثمار بقناة السويس بمشاركة رأس مال مصرى، فى هذه الحالة نستطيع مشاركة رأس المال الأجنبى من خلال إنشاء صناديق سيادية مثل صندوق أبو ظبى للاستثمار - صندوق الكويت للاستثمار، يمكننا إنشاء الصندوق المصرى السيادى للاستثمار وهذا الصندوق يساهم كشريك بنسبة..يمكن أن ينفذ ذلك البنك الأهلى أو بنك الاستثمار القومى أو بنك القاهرة أو بنك مصر. ■ هل هناك منافسون لمشروع القناة الجديدة ومحور التنمية؟ - هناك منافسة فى مجال الملاحة ولكنها ضئيلة حيث يوجد خطوط بديلة..جزء من موانئ الصين شمالا قد يغريها طريق القطب الشمالى وهو ما قد يؤثر علينا، وهناك بديل قديم هو طريق رأس الرجاء الصالح أما البديل الذى يقلقنى شخصيا هو خط السكة الحديد الذى مدته الصين على طريق الحرير والذى يمتد من أقصى الصين شرقا إلى أقصى أوروبا غربا فقد تفضل سفن البضائع هذا الطريق عن النزول إلى الشواطئ وعبور البحر من خلال قناة السويس. منافس آخر هو خط سكة حديد إيلات أشدود وخط القطار الجديد يمكن أن يكون بديلا لقناة السويس من خلال إنشاء جسر برى لنقل البضائع التجارية من آسيا لأوروبا والشرق الأوسط. هناك منافس آخير ليس فى الملاحة بل فى خدمات السفن وهو ميناء الملك عبد الله فى دبى.. وهناك منافسة كبيرة من جانب الصين فى مجالات الخدمات بحرية واللوجستيات حيث أنفقت على تطوير هذه الأنشطة حوالى 3 تريليون دولار ولذلك يجب علينا تسهيل الإجراءات وتهيئة القوانين وسرعة الأداء.