قالت صحيفة الأخبار اللبنانية، تعليقا على زيارة ولي ولي العهد ووزير الدفاع السعودي محمد بن سلمان للقاهرة، إنه لم يعلن موعدها إلا قبل يوم واحد. والهدف الواضح هو إنهاء الخلافات المكتومة بين البلدين، التي تسببت في توتر العلاقات الثنائية خلال الشهور الماضية، وذلك مع حضور وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، في الوفد الذي وصل القاهرة. ووفقا للصحيفة: يؤكد مصدر دبلوماسي مصري أن الزيارة شملت مناقشة عدة ملفات، موضحاً أن الرئيس عبد الفتاح السيسي ناقش مع ابن سلمان تطورات الوضع في اليمن وسوريا، في حين أبدى الأخير «تفهماً لمقترح القاهرة لحل سياسي للأزمة السورية لا يضمن بقاء بشار الأسد على هرم السلطة مستقبلاً مع بقائه لمدة قصيرة تنتهي بنهاية مرحلة انتقالية تضمن انتقالاً سلمياً للسلطة، وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة لا يكون الأسد مرشحاً فيها»، وهو المقترح الذي ستتوسط فيه القاهرة قريباً بين أطراف «المعارضة» ودمشق. ووفق المصدر نفسه، فإنها المرة الأولى التي تبدي فيها الرياض موافقة ضمنية على بقاء الأسد في السلطة عبر «حل سياسي لا يشمل رحيله فوراً»، لافتاً إلى أن ابن سلمان عبّر عن تفهمه للمتغيرات التي طرأت على النزاع السوري وتحركات تنظيم «داعش» على الأرض. تحرك سعودي قابلته خطوة أميركية لا تقل أهمية؛ فقبل 72 ساعة من عودة «الحوار الاستراتيجي» بين القاهرة وواشنطن بعد توقف دام 16 عاماً، استبقت الولاياتالمتحدة الحوار الذي تحتضنه العاصمة المصرية بتسليم ثماني طائرات «إف 16» لمصر من ضمن صفقة العشرين طائرة المعلقة منذ إطاحة الرئيس الأسبق محمد مرسي. وهذه الطائرات تأتي ضمن المعونة العسكرية المخصصة لمصر بناءً على اتفاقية «كامب ديفيد»، وكان يفترض أصلاً تسليم 20 طائرة من هذا النوع خلال عام 2013.
وفي زيارة وزير الدفاع السعودي محمد بن سلمان إلى القاهرة، كان الملف الثالث للنقاش بعد اليمن وسوريا، هو البحث في مصير «القوة العربية المشتركة»، وخاصة بعد تأجيل اجتماع إقرارها في الجامعة العربية من الشهر الجاري إلى الشهر المقبل نتيجة اعتراضات بعض الدول. وجرى الاتفاق على أن ابن سلمان سيعمل على تكثيف تحركات بلاده للانتهاء من المشروع في أقرب وقت، وبضمان ألا تخرج اعتراضات عربية خاصة من دول المغرب العربي وقطر. وتطرق الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، فضلاً عن البحث الذي لم يظهر تفصيله بشأن الأزمات الداخلية المصرية والصراع مع «جماعة الإخوان المسلمين»، إلى الحديث عن انتخاب الأمين العام للجامعة العربية والشخص المصري المناسب الذي ترى فيه السعودية القدرة على قيادة الجامعة للسنوات الأربع المقبلة، في ظل رغبة الأمين العام الحالي نبيل العربي في التقاعد.
في هذا السياق، أبدى ابن سلمان ترحيبه بمن ترشحه القيادة المصرية للمنصب، فيما طلب السيسي أن يكون الدعم خليجياً أيضاً، في إشارة إلى طلبه التدخل لدى قطر حتى لا يعود الحديث عن التدوير في منصب الأمين العام، وهو المطلب المتوقع أن تطرحه الجزائر، أيضاً، بقوة. وبالتزامن مع إعلان السيسي خلال حضوره حفل تخريج دفعة عسكرية من الكلية الحربية، أن «مصر والسعودية هما جناحا الأمن القومي العربي»، قائلاً إن «الشعوب العربية لن ترانا إلا معاً»، صرح وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، في مؤتمر مشترك مع نظيره سامح شكري في القاهرة، بأن ثمة توجيهات من «خادم الحرمين والرئيس المصري بتطوير العلاقات المشتركة» مضيفاً: «سنبذل كل ما في وسعنا لتوثيق العلاقات». وفي الوقت نفسه، تلقت وسائل إعلام محلية أن السيسي وجه دعوة إلى الملك سلمان لزيارة مصر، قائلاً إنه سيكون في حال قدومه «في بلده وبين شعبه».