فى السادس من أغسطس القادم، وبالتحديد فى تمام الساعة الثانية وخمس دقائق، تنطلق إشارة البدء، لعبور القافلة الأولى من البواخر.. فى قناة السويس الجديدة. الموعد المحدد لانطلاق القافلة الأولى، هو نفس موعد عبور قواتنا المصرية قناة السويس فى السادس من أكتوبر عام 1973، وهو أيضا نفس التوقيت التى انطلقت فيه صفقة الطائرات الفرنسية الجديدة «رافال» احتفالا بقدومها.. غير أنه التوقيت نفسه لطلعة جوية أخرى تمت فوق السفارة الإسرائيلية. وعادة ما يكون تحليق الطائرات العسكرية فى احتفالات أكتوبر من كل عام يكون فى ذات الوقت. يبدو أن ثمة تفاؤلاً أو رسائل فى اختيار توقيت الثانية ظهرا، لكن يبقى سؤال: لماذا وجهت مصر أولى ضرباتها لإسرائيل فى الثانية وخمس دقائق، علما بأن الخطط الكلاسيكية تقضى بأن يكون الهجوم مع أول ضوء للنهار أو آخر ضوء، كما قال لنا الكاتب والروائى الكبير جمال الغيطانى الذى عمل مراسلا حربيا فى الفترة بين 1968 و1973. وقال الغيطانى إن الموعد المحدد (الساعة 1405) كان غريبا، وغير تقليديا، إذ لم يهاجم جيش قبل جيشنا فى مثل هذا التوقيت. وعن اختيار الساعة الثانية وخمس دقائق موعدا لبدء الحرب قال الغيطانى إن المسألة لم تكن وليدة صدفة، بينما تخضع لحركة الكون، وتم الإعداد والتخطيط لها لسنوات، فعلى سبيل المثال الساعة الثانية عشرة ظهرا تكون الشمس فوق رؤوس جنودنا وفى ظهر الجنود الإسرائيليين، أما الساعة الثانية ظهرا فتتحول الشمس لتصبح فى وجوه الجنود الإسرائيليين، ما يؤدى إلى كشف خطوطهم كاملة، وبالتحديد سلاحى الطيران والمدفعية، غير أن سرعة التيار فى القناة فى هذا التوقيت تكون أقل، وفقا لأسباب تتعلق بالجاذبية وحركة المد. إذن اختيار توقيت الثانية وخمس دقائق لبدء الضربة الأولى كان علميا بحتا، بخلاف ما قاله الشيخ عبدالحليم محمود بأن هناك ملائكة من السماء نزلت فى هذا التوقيت لمحاربة العدو الصهيونى، وهو ما أغضب قيادات الجيش والجنود الذين رفضوا أن يتم اختزال النصر ودماء الجنود التى أريقت فى مسألة غير قابلة للتصديق.