استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي، كيم داروك، مستشار رئيس الوزراء البريطاني لشؤون الأمن القومي، فى منتصف شهر يونيو الماضى، بحضور السفيرة فايزة أبو النجا مستشار الرئيس لشؤون الأمن القومي، والسفير البريطاني بالقاهرة جون كاسون. و خلال الزيارة نقل مستشار الأمن القومي البريطاني للرئيس السيسي دعوة رئيس الوزراء "ديفيد كاميرون" لزيارة بريطانيا. و من جانبه رحب الرئيس السيسى بدعوة رئيس الوزراء البريطاني، معرباً عن تطلعه لزيارة بريطانيا والتباحث مع "كاميرون" بشأن سبل تعزيز العلاقات الثنائية، وتبادل الرؤى إزاء العديد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وبعدها بساعات قليلة نشرت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، أن التنظيم الدولي لجماعة الإخوان، ومعقله فى بريطانيا، هدد رئيس الوزراء البريطاني كاميرون بالاحتجاج، بعد دعوته للرئيس عبد الفتاح السيسي لعقد محادثات ثنائية في لندن. وأضافت الصحيفة أن المتحدثة باسم كاميرون أعلنت عن استعداد رئيس الوزراء للقاء السيسي في وقت لاحق، موضحة أن دعوة كاميرون جاءت عقب إصدار حكم بالإعدام ضد الرئيس الأسبق مرسي وقادة الإخوان، فى إشارة لرغبة لندن للضغط على القاهرة، لعدم تنفيذ الأحكام، أو على الأقل إبلاغ الرئيس المصرى بذلك. وفى السياق ذاته تم تداول أنباء عن أن الزيارة ستتم عقب عيد الفطر، الذى إنقضى دون أن تنشر أى معلومات جديدة، عن تأجيل الزيارة أو إلغاءها، وهل يفضل الرئيس السيسى عدم الذهاب إلى لندن فى هذا التوقيت، حتى لا تطرح قضية أحكام الإعدام الصادرة على مرسى وإخوانه، على مائدة النقاش هناك. فى البداية قال الدكتور طارق فهمى أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة والجامعة الأمريكية أن زيارة السيسى لبريطانيا لم يتم تأجيلها؛ لأن موعدها لم يتحدد أساسا بشكل رسمى، لافتا إلى أن سبب عدم تحديد الموعد، هو أن مصر تنتظر حدث عالمى كبير هو إفتتاح قناة السويس الجديدة، مشيرا إلى أنه تجرى الآن ترتيبات على مستوى عالى داخل مؤسسة الرئاسة، تتطلب تواجد الرئيس فى مصر؛ للإستعداد لهذا الحدث. وأضاف رئيس وحدة الدراسات الإستراتيجية بالمركز القومى لبحوث الشرق الأوسط، أن الزيارة فى تصوره ستتم خلال فترة وجيزة، وستعقبها زيارة أخرى إلى الهند، ثم سيزور الرئيس السيسى الصين، وبعدها فى شهر سبتمبر المقبل سيسافر إلى نيويورك، لحضور الجمعية العامة للأمم المتحدة، مشيرا إلى أنه سيلتقى هناك بالرئيس الأمريكى "أوباما"، لقاء الوداع قبل أن يغادر البيت الأبيض. وأوضح أستاذ العلوم السياسية أن إلغاء زيارة السيسى لبريطانيا أمر مستبعد، متوقعا أنه سيعيد إستئناف جهوده الدبلوماسية الرئاسية عقب حفل إفتتاح القناة، لافتا إلى أن العلاقات مع كلا من بريطانياوألمانيا هى "ترمومتر" التعامل الأوروبى مع مصر، وقد نجحت زيارة السيسى لألمانيا، ولكن تبقى زيارة بريطانيا على نفس القدر من الأهمية. وأكد فهمى أن الحركة الإخوانية فى لندن للضغط على الحكومة لعدم إستقبال السيسى، لم تكلل بالنجاح كما فشلت فى ألمانيا، لافتا إلى أن حكومة كاميرون بدأت إجراء تحقيقات حول مصادر تمويل التنظيم الدولى للإخوان، وهو ما أقلق الجانب الإخوانى، ودفعهم لنقل بعض أموالهم من بريطانيا إلى دول مثل ماليزيا وأندونيسيا والنرويج والسويد. مشيراً إلى أن تلك التحقيقات توقفت حاليا، لكنها تثار من آن لآخر فى سياق المناكفة المتبادلة بين حكومة كاميرون والجالية الإخوانية فى بريطانيا. ومن جانبه قال الدكتور جهاد عودة أستاذ العلاقات الدولية بجامعة حلوان، إن التنظيم الدولى للإخوان فى بريطانيا يمثل إمبراطورية مالية ضخمة، ووصل أعضاء الجماعة لمناصب كبيرة هناك، وفى مقدمتهم طارق رمضان حفيد حسن البنا، وأحد مستشارى ديفيد كاميرون شخصيا. وأضاف عودة إنه على الرغم من ذلك بريطانيا تريد أن تتعاون مع مصر، إقتصاديا وسياسيا وفى مجال مكافحة الإرهاب، لافتا إلى أن تلك الدول تبحث عن مصالحها، بشكل متوازن، ولندن ليست بعيدة عن الإرهاب الداعشى، ويهمها أن تتعاون مع مصر فى مجال القضاء عليه من ناحية، مثلما تستفيد من وجود الإخوان على أراضيها من ناحية أخرى.