كشف الرئيس التونسي السابق، المنصف المرزوقي، تفاصيلًا مهمة عما أسماه "المؤامرات" على الربيع العربي، لافتًا إلى وجود محاولة فاشلة للانقلاب في بلاده، بعد عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي في مصر، مباشرة. وأوضح "المرزوقي" - في حوار نشرته النسخة العربية من صحيفة "هافينجتون بوست"، اليوم الإثنين - أن إعدام الرئيس المعزول محمد مرسي يمهد لموجة عنف كبيرة في مصر، مطالبًا بمواجهة هذا الحكم حال إصداره. وقال: "بيني وبين مصر علاقة وجدانية وككل التونسيين رضعنا ونهلنا من الثقافة المصرية وعلى صوت أم كلثوم حتى أني حين كنت طفلًا اعتقدت أنها فنانة تونسية، عشنا في الموسيقى والأدب المصريين، بالتالي نحن لا نتعامل مع مصر كبلد غريب بل كبلد يسكن قلوبنا وعقولنا إضافة لوجود علاقة عضوية بين الثورتين التونسية والمصرية، أيضا لما صار الانقلاب في مصر كنت أتوقع نفس السيناريو في تونس وأن الدور سيأتي علي شخصيا". وأضاف: "هناك ارتباط عضوي ومصيري بين البلدين وكل ما يحدث في مصر يهمني شخصيًا كمثقف وكمفكر وفي نفس الوقت كل ما يقع في مصر له تداعيات على تونس". وتابع: "حدثت فعليا في تونس وفي شهر جويلية 2013 محاولة انقلابية بأتم معنى الكلمة دامت شهرين ومن حسن الحظ أن شعبنا واع ولنا جيش حرفي ومهني، وعموما عملية الانقلاب التي تمت في مصر – حسب تعبيره - كان يخطط أن يكون لها توابع في تونس وهذا ما لم يتم بفضل وحدة الشعب وحكمة القيادات السياسية وبفضل وجود جيش غير انقلابي يحافظ على الجمهورية". وقال: "كل المؤشرات تقول إنه لا قدر الله لو تم تنفيذ حكم الإعدام على الرئيس محمد مرسي ستدخل مصر في منزلق من العنف لا يدري أحد مآله وستكون له تبعات خطيرة على كامل المنطقة وستكون هذه أعظم هدية تقدم لتنظيم داعش وللمتطرفين". وأضاف: "أنا من ناحيتي حين سمعت بتداول خبر إمكانية تنفيذ حكم الإعدام قمت بدوري حتى حين كنت في الحكم وناشدت من منبر الأممالمتحدة الحكومة المصرية أن تغير من سياستها ومنهجها وأن يكون هناك بحث عن توافق وبحث عن حل سلمي ومدني، لكن للأسف الشديد لم تتم الاستجابة لهذا الطلب، بل بالعكس وجدنا أن نظام العسكر في مصر – حسب تعبيره - ارتأى الانزلاق شيئا فشيئا نحو العنف". وتابع: "بالتالي أعتقد أن إعدام مرسي خط أحمر، إذا تجاوزته هذه الحكومة ستدخل مصر في حقبة مظلمة في تاريخ العرب والإسلام والمسلمين، وأتمنى من صميم قلبي أن لا ترتكب هذه الحماقة وكمحاولة مني للضغط الدولي راسلت قداسة البابا وبان كي مون باعتبارهما من الشخصيات الأكثر تأثيرًا في العالم وأنا شبه مقتنع أنهما سيتدخلان، ودعيني مرة أخرى أناشد كل القوى التي تحب الخير والسلام لهذه المنطقة أن تتدخل بكل ثقلها سواء في الإدارة الأميركية أو الأوروبية لمنع هذه الحماقة الدموية".