دخلت كتيبتان تركيتان من القوات الخاصة تضمان 60 شخصا إلى قرية "آبياشا" السورية التي تقع تحت سيطرة تنظيم داعش والقريبة من الحدود التركية. وذكرت صحيفة "يني شفق" الموالية لحكومة العدالة والتنمية أن القوات التركية الخاصة توغلت بمسافة 9 كيلومترات في عمق الأراضي السورية. وكانت ثلاث طائرات حربية تركية من طراز "إف–16 "قد اقلعت في الساعات الأولى من صباح اليوم الجمعة من قاعدة "دياربكر" الرئيسية وقصفت ثلاثة مواقع لتنظيم داعش داخل الأراضي السورية على حدود محافظة "كيليس" بجنوبي تركيا. فيما أكدت مصادر مطلعة أن اشتباكات لاتزال مستمرة في منطقة الحدود التركية – السورية بين قوات من الجيش التركي وعناصر من تنظيم داعش الإرهابي عقب مقتل جندي تركي وإصابة آخر في محافظة "كيليس" بجنوب شرقي البلاد أمس الخميس. وأضافت المصادر أن المدفعية التركية قصفت قرية "عيوشة" التابعة لبلدة "أعزاز" السورية في أول اشتباكات مباشرة بين الجيش التركي وداعش. فى البداية قال الدكتور جهاد عودة أستاذ العلاقات الدولية بجامعة حلوان أن الحكومة التركية بدأت منذ فترة تناقش تدابير لمنع تسلل مقاتلي تنظيم" داعش" الإرهابى، وحزب العمال الكردستاني إلى أراضيها، وكان هناك إتجاه لبناء جدار عازل على الحدود. وأضاف عودة أن الجيش التركى أرسل قوات خاصة إلى الحدود مع سوريا أمس، لافتا إلى أن أردوغان كان يستعد لذلك من خلال عمل حركة تغييرات داخل قيادات الجيش؛ ليضمن أن يكون تحت سيطرته. وأوضح أستاذ العلاقات الدولية أن إردوغان إتصل بأوباما قبل الضربة بساعات، وأكد له أن تركيا باتت شريكاً كاملاً في حرب التحالف على «داعش»، مشيرا إلى أن التنظيم أعطى أنقرة الذريعة الكافية لضربه، حيث قتل ضابط تركي وأصيب جنديّان برصاص أُطلِق من الجانب السوري للحدود. وأشار خبير السياسة الدولية إلى أن أردوغان دعم تنظيم داعش، ثم إنقلب التنظيم عليه، على طريقة من ربى حيوانا مفترسا فى بيته، وحين كبر الحيوان أكله، أو إنقلاب السحر على الساحر. مشددا على أن تدخل أردوغان عسكريا فى سوريا، يعنى إستنزاف الجيش التركى بموافقة أمريكية، وهو مايصب فى مصلحة الجيش الإيرانى الذى سيزداد قوة؛ لأنه لم يتورط حتى الآن فى حرب مباشرة، وستكتفى طهران بدعم نظام بشار الأسد الشيعى، كما تدعم الحوثيين فى اليمن دون الدخول فى إشتباكات قتالية مع جيوش نظامية أخرى. وفى سياق متصل قال الدكتور صلاح جودة المستشار الإقتصادى لمفوضية العلاقات الأوروبية العربية، إنه بتوقيع الإتفاق النووى مع إيران تم الإفراج عن مليارات إيران التى كانت مجمدة فى البنوك الأمريكية والأوروبية، ومن المنتظر أن تشترى طهران بهذه المليارات أسلحة متطورة ونظم صواريخ من الدول التى دعمتها فى الإتفاق، ولكن إلى أين ستذهب هذه الأسلحة التى سيحقق بيعها رواجا للمصانع الأمريكية والأوروبية، ستذهب لدعم بشار الأسد فى سوريا، وفى المقابل لابد من أن يتدخل أردوغان بتعليمات أمريكية ليضرب تنظيم داعش، رغم أنه صناعة أمريكية تركية، ولكن من الأهمية أن يتم دعم جبهة النصرة الإخوانية فى مواجهة داعش، حتى لا تستأثر الأخيرة بالأمور فى سوريا، ولتظل الحروب مشتعلة والأسلحة تباع، تماما كما يدعمون الشيعة والأكراد فى العراق لمحاربة داعش. وأضاف الخبير الإقتصادى إن حجم التبادل التجارى والعسكرى بين تركيا وكلا من إسرائيل وإيران ضخم جدا، لأن تركيا هى إحدى أدوات الصهيونية العالمية لتأجيج الصراع السنى الشيعى فى المنطقة، وإيران هى الآداة الأخرى، بما يأتى فى النهاية لصالح أمن وإستقرار تل أبيب.