فرحة غامرة تنتاب أهالي مدينة "قلين" بمحافظة كفرالشيخ، بعد عودة أمين شرطة صلاح سعيد مصطفى خبير المفرقعات بقسم الحماية المدنية بسيدي جابر التابع لمديرية أمن الإسكندرية، قادماً من رحلة علاج من لندن، بعد إجراء جراحة ناجحة لتركيب أطراف صناعية، تعويضاً عما فقده في قدميه، وبعض أطراف أصابعه في يده اليسرى، نتيجة انفجار قنبلة فيه، أثناء تفكيكها بسيدي جابر في شهر فبراير الماضي . وكان أهالي منطقة مسجد سيدي باشا بمدينة قلين، استقبلوا خبير المفرقعات، فى ساعة مبكرة من صباح الخميس، بهتافات الله أكبر"، و"تحيا مصر"، وزغاريد النساء، حيث تجمعوا أمام منزله، لاستقباله من أجل تقديمهم التهانى له، وتعبيرا منهم عن فرحتهم بعودته من جديد بين أحضان والدته وأفراد أسرته، وأصروا على تسمية الشارع الذي يوجد به منزله باسم "شارع البطل صلاح سعيد الاختيار"، وذلك تكريماً له عما قام به بدور بطولي . وذبحت أسرته رأس ماشية، بمناسبة عودته حيث أوضح شقيقه "أحمد" أن ذبح رأس الماشية جاء وفاء للنذر بشأن عودته، مشيراً إلى أن ذلك يعد من الطقوس الريفية عندما تنذر عائلة ما بذبح رأس ماشية، من أجل أن يستجيب الله لدعائهم فيما يدعوه فوجب عليهم تنفيذه . التقينا بأمين الشرطة خبير المفرقعات في منزله بمسقط رأسه في مدينة قلين بكفرالشيخ، وأكد أن قسم الحماية المدنية الذي يعمل به تلقى بلاغاً باشتباه أهالى في جسم غريب بشارع المشير تجاه البحر ما بين المستشفى العسكري والمنطقة الشمالية بالقوات المسلحة، وذلك عقب تعاملهم مع بلاغ سابق بوجود قنبلة في محطة الرمل . وقال إن ضابط قسم الحمايسة المدنية وخبير المفرقعات وقتها، كان مرهقاً جدا مما اضطر إلى ارتداء بذلة المفرقعات التي يرتديها أى خبير متفرقعات للتعامل مع أي جسم غريب، وكان عبارة عن قنبلة أسطوانة بها الجزء الأمامي مدبب، ومن الأسفل جزء أسطواني، وتم وضعها على عمود كهربائي، والجزء المدبب كان موجه للمستشفى العسكري . وتابع: "الحمد لله تم التعامل مع هذه القنبلة في بداية الأمر حتى قمت بإطلاق أول طلقة، وكنا فرضنا كردوناً أمنياً قوياً خشية أن يتعرض أحد لأي مكروه، لأن هناك مواطنون حاولوا الدخول لكننا منعناهم، وخلال تأميني على القنبلة اكتشفت باتصال شريحة محمول أخرى، حتى حدث الانفجار وشعرت وقتها أن الدنيا وقفة بمفردها، ونطقت الشهادة، ورغم ذلك لم أشعر بالخوف من الموت، لأننا جميعا منذ تعاملنا مع القنابل نعلم تماما أننا ذاهبون ولا نعود". وأضاف: "شعرت بأصوات سيارات الإسعاف وسرينة سيارات الشرطة حولى، كما شعرت أيضا بكل شئ، حتى زملائي شعرت بهم وهم يحملونني، وقلت لهم أنا كويس وبعد ذلك لم أدرى بشئ إلا بوجودي على سرير المستشفى العسكري، وقام عدد كبيرامن قيادات القوات المسلحة، والوزراء بزيارتى للاطمئنان على، وما أسعدني خلال فترة علاجي قبل سفري للخارج، وصول مندوب من الرئاسة للاطمئنان على". وأعرب عن سعادته لاستقبال أهالي مسقط رأسه بهذه الحفاوة البالغة، مؤكدا أنه يشتاق للعمل أكثر من الأول نظراً لعدم شعوره بأي خوف قبل ذلك أثناء تفكيكه ومعه زملائه لقنابل أخرى بلغت 16 قنبلة، كما أن الإصابة التي تعرض لها ببتر في قدميه وبعض أطراف يده اليسرى، شجعته على الاستمرار في مواصلة عمله المفضل بتفكيك القنابل، موجها رسالته للرئيس عبد الفتاح السيسي قائلا:"كلنا معاك يا ريس ضد الإرهاب".