فشل منتخبا المكسيك وجامايكا، اللذان تم دعوتهما للمشاركة في بطولة كوباأمريكا لهذا العام، في المرور إلى الدور الثاني من البطولة، وهو نفس الأمر الذي حدث في النسخة الماضية التي استضافتها الأرجنتين عندما فشل منتخبا (لوس تري) وكوستاريكا في عبور مرحلة المجموعات. ولم يحدث هذا الأمر مع كل المنتخبات التي تشارك بدعوة، ولكن تكرر هذا الفشل كثيرا في الآونة الأخيرة، حيث لم تتألق تلك المنتخبات في البطولة.
فمنذ أربع سنوات، في عام 2011، خلال فعاليات النسخة الماضية للبطولة التي أقيمت في الأرجنتين، شارك منتخبا المكسيكوكوستاريكا بعناصر بديلة وغابت الأسماء الهامة في المنتخبين، حيث ادخرا جهودهم لمنافسات بطولة الكأس الذهبية التي تتنافس فيها منتخبات أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي (كونكاكاف).
وفي تلك النسخة، تم توجيه الدعوة لمنتخب كوستاريكا آنذاك بشكل طارئ، حيث كان من المنتظر مشاركة المنتخب الياباني، إلا أنه اعتذر إثر تعرض البلاد لزلزال مدمر في شهر مارس/آذار من ذلك العام.
فيما كانت المكسيك ضيفا دائما خلال النسخ الأخيرة منذ أن تقرر توجيه الدعوة لمنتخبين بداية من النسخة التي استضافتها الإكوادور 1993، بما سمح بزيادة عدد المنتخبات المشاركة إلى 12 فريقا.
وبعد الأداء المتواضع للمكسيك وكوستاريكا في النسخة الماضية من البطولة، ترددت أنباء من داخل اتحاد أمريكا الجنوبية لكرة القدم (كونميبول) بشأن مراجعة جذرية لسياسات دعوة المنتخبات، إلا أن هذا لم يغير كثيرا في النسخة الحالية من البطولة التي تقام في تشيلي.
ولكن الأمور لم تكن على هذا النحو في البداية، فقد وصل المنتخب المكسيكي إلى نهائي 1993 في النسخة الأولى التي يتنافس فيها 12 فريقا، حيث تمت دعوة (التري)، الذي حل وصيفا للأرجنتين، والولايات المتحدة، التي جاءت في المركز العاشر.
وشارك المنتخب المكسيكي منذ ذلك الحين تسع مرات وصعد للنهائي مرة أخرى عام 2001 أمام المنتخب الكولومبي حين خسر اللقب لحساب (لوس كافيتيروس)، فيما حصل على المركز الثالث في مناسبتين والمركز الرابع في مناسبة واحدة.
في المقابل، شارك المنتخب الجامايكي للمرة الأولى في تاريخه في هذه النسخة عندما تكبد الخسارة في مبارياته الثلاث بنفس النتيجة 1-0 أمام كل من أوروجواي، وباراجواي والأرجنتين.
أما فيما يتعلق بمنتخب كوستاريكا، فقد سجل حضوره الأخير في النسخة الماضية التي أقيمت في الأرجنتين عام 2011 بعد أن شارك في ثلاث نسخ سابقة في كل من بوليفيا وكولومبيا وبيرو حيث صعد للدور ربع النهائي في مناسبتين.
بينما شارك المنتخب الهندوري في مناسبة وحيدة وحل في المركز الثالث عام 2004 عندما استضافت بيرو تلك النسخة وفاز بها المنتخب البرازيلي.
وبالنسبة للمنتخب الأمريكي، فقد شارك في ثلاث مناسبات من قبل حيث تم إقصاؤه من دور المجموعات في مناسبتين واحتل المركز الرابع في نسخة 1995 التي استضافتها أوروجواي.
أما المنتخب الياباني، فقد شارك في مناسبة واحدة احتل فيها المرتبة الأخيرة في مجموعته عام 1999 ولم يشارك مرة أخرى منذ ذلك التاريخ.
تجدر الإشارة إلى أن كل تلك المشاركات تم تفعيلها منذ أن تولي الباراجوائي نيكولاس ليوز مقاليد الأمور في اتحاد أمريكا الجنوبية لكرة القدم (كونميبول) عام 1986، فبعد قليل من ذلك قام الاتحاد بتغيير نظام البطولة.
في ذلك الوقت، تم العمل بنظام تناوبي ثابت في الاستضافة بين كل المنتخبات المؤسسة للاتحاد، قبل أن يتم توجيه الدعوة لمنتخبين من اتحادات قارية مختلفة عام 1993 وأدى ذلك لتغيير شكل المجموعات ونظام البطولة الذي ظل قائما حتى الآن.
وتداخلت عوامل أخرى في تغيير شكل البطولة منها البث التليفزيوني، إمكانية حضور عدد أكبر من المشجعين والمنافسة مع منتخبات من اتحادات أخرى والتي لا تسنح الفرص كثيرا لمقابلتها وأيضا محاولات استقدام منتخب أوروبي كبير، بشكل خاص منتخب الماتادور الإسباني، والتي لم تكلل بالنجاح حتى الآن.
يذكر أن الستار سوف يسدل على منافسات النسخة الحالية من بطولة كوباأمريكا 2015 عندما يستضيف منتخب تشيلي، صاحب الأرض، منتخب الأرجنتين، في المباراة النهائية التي يحتضنها استاد سانتياجو الوطني السبت.