عدد من المتابعين لصفحة الحكايات، تململوا من سيرة «جان» شباب إسكندرية هانى المسيرى، وبعضهم كتب لى «جالنا حموضة من السيرة، هى الدنيا زى ما هى هانى زى المهدى لا جديد، ده سيستم فرعونى». الحقيقة يعذرنى القارئ العزيز أنى سأكتب عن حدث مرتبط بهانى المسيرى وفى ذات الوقت بنظام صرح تعليمى عريق وعشوائية وزواج سلطة ونفوذ ومال معاً واللى مش عاجبه.. والحكاية ربما تبدأ من حيث انتهى طارق المهدى المحافظ السابق للمدينة، أبطالها أشرف ابن عادل لبيب، وهانى المسيرى ومقاول الأنفار ابن الجزار صاحب شركة المقاولات التى تقريباً بتشترى وتجدد كل الأماكن الرسمية فى الإسكندرية والكومبارس شوية رجال أعمال كبار على فنانين. الحدث: الحفل السنوى لتخرج دفعة 2015 لطلبة كلية إدارة الأعمال بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا، وعميدها أشرف ابن عادل لبيب وزير التنمية المحلية والذى يعد الآن الرجل القوى داخل الأكاديمية، ولا ترد له كلمة، ويعد الاسم الثانى داخل أروقة الأكاديمية من حيث القوة خلفاً لاسم ابن سامى عنان الذى يعمل بها. أشرف ابن عادل لبيب صديق هانى المسيرى وهو الذى رشحه ليكون محافظاً عند والده رغم أنى سألت وقتها اللواء عادل لبيب عمن رشحه فقال رئيس الوزراء وليس أنا وكان أشرف يدعو هانى المسيرى لمناسبات الكلية اللى هو عميدها، وغالباً فى بداية تولى المسيرى كان الاثنان لا يظهران معاً حتى لا يتم الربط بين صداقتهما معاً وترشحه، حتى أصبح الأمر عادياً جداً. المهم نرجع للحدث، حيث وصلت لأولياء أمور الطلاب وعدد من رجال الأعمال دعوة حفل التخرج الاثنين الماضى بالفورسيونز إسكندرية وبالبنط الأحمر العريض فوق اسم الاسبونسر اسم الشركة الراعية للحفل والتى ستدفع جوائز مالية لمشروع الطلاب مائة ألف جنيه وتعيين الطلاب الفائزين بالمشروع داخل شركتهم، ليأتى يوم الحفل وتكون الشركة الراعية التى اسمها على كارت الدعوة وفى كل أركان قاعة الاحتفال هى شركة المقاولات التى دخلت مزاد السلاملك ومطعم أسماك لوبرنس ودفعت أعلى من قيمة إيجاره عشرة أضعاف وأخذت أراضى أثرية وقامت بهدمها فى محطة الرمل وتم تقديم بلاغات ضدهم من أن تلك الأرض أثرية وتحتها آثار وتقدم محمد سعد خطاب رئيس جبهة مناهضة أخونة مصر ببلاغات للمحامى العام الأول بالإسكندرية يطالبهم بالبحث عن مصدر ثروة الشقيقين مقاولى الأنفار السابقين التى ظهرت فى آخر أربع سنوات بالمدينة وأصبحا يقيمان الاحتفالات التى تعطى انطباعاً أنها برعاية الدولة فى حب مصر ويؤجران الأماكن التى تطرحها شركة المنتزه. ليجىء يوم الاحتفال وكل القاعة مليئة باسم الشركة ويحضر هانى المسيرى يجلس على المنصة وعن يمينه - شوفوا المهزلة - مقاول الأنفار السابق صاحب الشركة الراعية وعن يساره رئيس الأكاديمية إسماعيل عبدالغفار مع إن البروتوكول مش كده، لكن البروتوكول بروتوكولهم، والفلوس تصنع البروتوكول، قوم يصعد مقاول الأنفار السابق ويسلم الجائزة للطلاب الفائزين المائة ألف جنيه، ويتبين أنه مشارك من خلال تنصيب مستشاره الإعلامى الذى كان معداً بالقناة الخامسة وأصبح عضواً فى لجنة التحكيم لدفعة التخرج لطلبة كلية الإدارة والأعمال.. شفتم الكارثة. ويستمر الحفل ليظهر فيه تكريمات لمين تاني؟ لرجاء الجداوى وفاروق الفيشاوى ودرة طب على رأى اللمبى إيه اللى جاب القلعة جنب البحر يعنى حفل تخرج طلاب أكاديمية يحضره أهالى الأولاد يكرموا فيه فنانين ليه؟ ماذا قدموا للطلاب وللأكاديمية، وإذا كان ولا بد فلماذا لم يتم تكريم فنانين سكندريين وأصلاً لماذا لم يتم تكريم الأساتذة الذين كانوا يدرسون للطلاب أو حتى يتم تكريم شخصيات علمية أكاديمية معروفة أو حتى كام وزير سابق سكندرى مثل محمد زكى أبوعامر وزير التنمية السكندرى السابق وأهو أستاذ جامعة ده حتى رئيس الأكاديمية لم يكرموه. وحتى الأسئلة الأخرى الكثيرة التى تدل على تزاوج مصالح كل شىء تجتمع فى مصر لماذا شركة المقاولات هذه تحديداً كانت راعية لحفل تخرج الكلية التى عميدها ابن وزير التنمية المحلية الحالى والذى يعد الوزير الأقوى فى وزراء مصر والذى لا يفنى ولا يستحدث من عدم، وهل لو كان عميد الكلية ليس ابن عادل لبيب كانت الشركة قدمت هذه العروض المالية؟! الغريب أن مذيعة الحفل بتقدم مقاول الأنفار السابق ابن الجزار أنه راعى العلم والفن والثقافة فى الإسكندرية.. يا الله.. وما صلة ابن عادل لبيب بأصحاب هذه الشركة؟ ولماذا تتم دعوة عدد من رجال الأعمال من تاجر السيارات وسمسار كبير على درجة دكتور ومين ومين للحفل رغم أنه ليس لهم أبناء متخرجين بالدفعة. وما سر الصداقة التى ربطت بين المسيرى بتاع الترام السياحى وبين أصحاب شركة المقاولات التى كان طارق المهدى حامياً لهم ومذلل لهم كل الصعاب وحاضر غالبية حفلاتهم وراعيهم، المضحك أن الجميع تقريباً علق على الحذاء البنى الذى كان يرتديه أشرف لبيب على البدلة السوداء الرسمية بالحفل. بالمناسبة عدد كبير من أصدقائى المحبين لى بحق قالوا لى إنى أنفخ فى قربة مقطوعة وأن لا شىء يتغير فى البلد كل الذى يحدث أنى أحصد كماً لا حصر له من العداءات والبلد هى هى ولم ولن يقرأ أحد لأن المصالح تتصالح و...... و...... غالباً سأعيد ترتيب أوراقى وأرجع لسابق عهدى من سنين أكتب عن الحفلات والبحر وفضها سيرة.