في تطور جديد للعمليات الإرهابية التى تهدف للنيل من أمن وإستقرار مصر، قام ملثمون بأجرأ عملية إرهابية منذ ثورة 25 يناير، ومن بعدها عزل الرئيس الإخواني محمد مرسي، حيث قام ملثمون بإطلاق النيران وتفجير أنفسهم في ساحة معبد "الكرنك"، الأمر الذي أثار ذُعر السائحين وقوات الأمن. حيث وقع الانفجار داخل معبد الكرنك بمدينة الأقصر، حيث هرعت قوات الأمن إلى الموقع، وذكر شهود عيان أن ملثمين أطلقوا النيران داخل ساحة معبد الكرنك، وألقوا قنبلة عليه. وأضاف شهود العيان أن الملثمين الثلاثة، دخلوا في التاسعة صباحًا دون تفتيش، وجلسوا على إحدى المقاهي داخل ساحة المعبد، ثم قام أحدهم بتفجير نفسه فيما حاول الآخر إطلاق النار قبل استهدافهما برصاص الشرطة. فيما كانت هناك رواية أخرى لبعض شهود العيان الذين كشفوا عن أن ثلاثة ملثمين كانوا يستقلون دراجة نارية حاولوا إقتحام ساحة المعبد من أمام ممر البازارات، وتصدت لهم قوات الأمن وأطلقت النار على إثنين من المهاجمين، وأصيبا بطلقات في الرأس، بينما نجح الثالث في تفجير نفسه قبل إصابته بطلقات الشرطة. وأضاف شهود العيان: أن الانفجار أسفر عن إصابة مواطن مصرى واحد، كما تحطمت الدراجة البخارية، وتحول جسد الإرهابي إلى أشلاء.
فيما أكد معمر عبد الهادي، مدير مرفق الإسعاف بالأقصر، أن عدد ضحايا حادث الهجوم على معبد الكرنك حالة وفاة واحدة وهو من قام بتفجير نفسه، و5 مصابين بينهم 3 من المتورطين بالهجوم و2 آخرون. ومن جانبه قال اللواء سعد الجمال مساعد وزير الداخلية الأسبق، وعضو مجلس الشعب سابقا، إن ما فعلته الجماعات الإرهابية فى معبد الكرنك فى هذا اليوم تحديدا، يعكس فشلها فى الوصول إلى شرم الشيخ حيث ينعقد مؤتمر التكتلات الإفريقية "الكوميسا". لافتا إلى أنهم إذا إستطاعوا تنفيذ أى عملية فى سيناء أو القاهرة لفعلوا، مشيرا إلى أن عودة الأمن بشكل ملحوظ أدت لإنتعاش السياحة، خاصة فى الأقصر وأسوان، وإقتربت الأمور من أن تعود لطبيعتها، ومن ثم تعود معها محاولات الجماعات المتطرفة لإستهداف السياح، بهدف ضرب مصر إقتصاديا وإعادة السياحة إلى التوقف والتدهور الذى كانت عليه، طوال السنوات الأربعة الماضية. وأضاف مساعد وزير الداخلية الأسبق إن قوات الأمن تبذل أقصى ما فى وسعها، لتأمين كل المنشأت الحيوية، ومقابل كل عملية إرهابية أو تفجير يتحقق، هناك عشرات من العمليات يتم إحباطها، إلى جانب مئات من شهداء الجيش والشرطة يدفعون أرواحهم ثمنا لأداء واجبهم، فى حماية أمن الوطن والمواطن، ولكن هذا هو قدر مصر الذى نتحمله جيمعا، ونواجه تحدياته بكل حزم وعزم. وأضاف اللواء محمد عبد الفتاح عمر مساعد وزير الداخلية الأسبق، ورئيس لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس الشعب سابقا، إنه ليس فى الإمكان أكثر مما تفعله قوات الجيش والشرطة، لافتا إلى أن العمليات الإنتحارية وتفجير الإرهابيين لأنفسهم من الأمور التى تعجز أكبر أجهزة الأمن فى العالم عن التصدى لها. وأشار الخبير الأمنى إلى أنه علينا إستعادة الوعى السياحى، الذى تراجع الإهتمام به لفترة؛ بسبب تراجع السياحة نفسها، لافتا إلى أنه على الإعلام توعية من يتعاملون مع السياح والمترددين على المعابد والمتاحف والمزارات السياحية وأصحاب المقاهى وغيرها، بإتخاذ الإحتياطات الأمنية اللازمة، لأن المنظومة الأمنية لا تكتمل بدون دور الإعلام فى توعية الناس، ومشاركة المواطن نفسه بشكل إيجابى.