اللواء فؤاد عرفة : صفقة غواصات الدولفن سترفع من امكانات القوات المسلحة المصرية السفير جمال بيومى : لقاء السيسى وميركل لقاء العمالقة الفريق محمد بلال : المانيا حجر الزاوية فى النظام الدولى الجديد الدكتور صلاح جودة : المانيا يمكن أن تكون من اقوى الداعمين لمصر للعضوية غير الدائمة فى مجلس الأمن
فى خطوة حظيت باهتمام دولى واسع النطاق ، اختتم الرئيس السيسى عامه الرئاسى الأول بزيارة متميزة وتاريخية إلى المانيا والمجر ، لتتوج بذلك سلسلة من الجولات المتعددة شملت أهم الاطراف ذات الثقل والفاعلية فى النظام الدولى .
وتكتسب زيارة الرئيس السيسى إلى المانيا أهمية خاصة على ضوء نجاح السلطة المصرية فى تجاوز أضخم الحواجز التى اختلقتها الجماعة الإرهابية لتشوية علاقات مصر بالمجتمع الدولى وحصارها سياسيا ، علاوة على نجاح مصر فى اختراق أحد اكبر القلاع الأوروبية والحصن الذى يتستر فيه الرموز الإقتصادية الموالين للإخوان ولتركيا، الأمر الذى يعد خطوة مهمة على صعيد بناء جسور التعاون بين مصر وأهم الدول الفاعلة فى النظام الدولى وتأسيس علاقات ذات طابع جديد تبنَّى على الندية والمصالح المتبادلة وترتقى ومستوى مكانة كل دولة واسهاماتها فى عالم جديد متعدد القوى.
فضلا عن نجاح القيادة فى احالة الأفكار المغلوطة التى بثتها الجماعة الإرهابية وانفقت عليها ملايين الدولارات إلى ماض لا أحد يعبأ به متطلعا إلى مصر المستقبل ومصر التاريخ والجغرافيا .
وفي لقاء خاص مع عدد من الخبراء لإلقاء الضوء على الحصاد العسكرى والسياسى والإقتصادى للزيارة التاريخية إلى أهم الدول الأوروبية،،، يتضح الأتي :-
صفقة غواصات الدولفن
اكد االواء فؤاد عرفة المتحدث باسم حزب حماة الوطن ومستشار مدير المخابرات الحربية الأسبق أن مصر تعاقدت مع المانيا على صفقة غواصات دولفن ذات الامكانات العسكرية الكبيرة ولكن التوتر الذى شاب علاقة البلدين مؤخرا القى بظلاله على تلك الصفقة ، مضيفا أن تحسن العلاقات المصرية الألمانية سيكون له تداعياته الايجابية على كافة الأصعدة بما فى ذلك البعد العسكرى .
وأشار اللواء عرفة أن المانيا متقدمة فى الصناعات العسكرية وخاصا فيما يتعلق بالسلاح البحرى ومن الأهمية الكبيرة الاستفادة من تلك الطاقات لرفع آداء القوات المسلحة المصرية ، كما أشار إلى أن غواصات الدولفن الألمانية تتمتع بقدرات قتالية فائقةوضرورية لدولة مثل مصر تتعرض لعدائيات متعددة .
لقاء العمالقة
وصف السفير جمال بيومى مساعد وزير الخارجية الأسبق وأمين عام اتحاد المستثمرين العرب لقاء الرئيس المصرى بالمستشارة الألمانية انجيلا ميركل بلقاء العمالقة وذلك نظرا للمكانة الاقليمية التى تتمتع بها كل دولة ، مضيفا أن لقاء الإثنين فى منتدى دافوس مؤخرا كان له الفضل فى إزالة التوترات التى شابت علاقة البلدين وفتح آفاق جديدة لعلاقات ثنائية تنبنى على الندية وتبلور تتطلعات البلدان للمصالح المشتركة التى تتسق ومكانة كل دولة فى محيطها الاقليمى من جانب وتعبر عن ما يجب أن تكون عليه العلاقات الثنائية من جانب آخر .
وأشار السفير بيومى أنه طبقا للعرف الدبلوماسى فإن الزيارة تمثل أعلى مراتب الدبلوماسية وتعبر عن قمة العلاقات الايجابية بين البلدين وذلك لأن مثل هذه الزيارات يسبقها تحضيرات مكثفة بين الجانبين يتم خلالها دراسات معمقة حول موضوعات متعددة تمثل الزيارة مجرد الصيغة النهائية لها ، ومن ثم فأن الجانبين المصرى والألمانى شهدا على امتداد الفترة الماضية تنسيقا متبادلا لما سيتم الاتفاق عليه ، بما يعنى أن كل مااثير عن توتر شاب زيارة الرئيس إلى المانيا ليس صحيحا وأن المانياعلى الرغم من ارتباطتها واسعة النطاق بتركيا والولاياتالمتحدة اضطرت للانصياع لقرار الشعب المصرى فى ثورة 30 يونيو.
كما أشار إلى أن العلاقات المصرية الأوروبية يحددها مجموعة اتفاقيات وبروتوكلات تعاون أهمها المشاركة المصرية الأوروبي التى تعمل فى عدة مجالات على رأسها التعاون من أجل مواجهة الجريمة المنظمة وغسل الأموال والمخدرات ومن الضرورى بذل الجهود فى هذا السياق لتعزيز قدرات الدولة المصرية فى مواجهة الإرهاب .
واكد السفير بيومى أن أوروبا تعانى الآن من ظاهرة انخراط بعض الأوروبيين فى القتال المسلح الدائر فى سوريا والعراق وتتصدر المانيا الدول الأوروبية فى هذا الشأن وتعانى كثيرا مما يعرف بقضية العائدون من سوريا ،فضلا عن ما يمثله العالم العربى من عمق استراتيجى لدول شمال المتوسط ليس فقط على المستوى الأمنى وإنما على المستوى الإقتصادى أيضا ، الأمر الذى يجعل الإرهاب عدوا مشتركا للجميع بما يخلق أرضية صلبة من المصالح المشتركة والمتبادلة سيكون لها أصداءها الطيبة على معركة مصر مع الإرهاب ويمثل الدافعية الأوروبية لتبنى وجهة النظر المصرية فى المواجهة الشاملة لكل الجماعات الإرهابية بعكس المنطق الإنتقائى الأمريكى .
وحول زيارة الرئيس السيسى إلى المجر ، أوضح السفير أنها خطوة ضرورية لكسر انحصار العلاقات المصرية الأوروبية فى عدد قليل من الدول على رأسها المملكة المتحدة وفرنسا لسنوات طويلة على الرغم مما تمثله باقى الدول الأوروبية من قيم اقتصادية وعلمية وادارية ضخمة ، ووصف الزيارة بالمؤسسة لعلاقات مصرية أوروبية غير نمطية ، والمشيدة لجسور تعاون مصرى أوروبى اكثر رحابة من العلاقات التقليدية القديمة ، وطالب السفير بيومى الرئيس السيسى بوضع خطة ذكية لتنمية العلاقات المصرية مع الدول الاسكندنافية لما تتمتع به من خبرات على مستوى نظام الحماية الاجتماعية ، وكذلك التشيك لما تتمتع به من قدرات تصنيعية عسكرية كبيرة ، وكذلك دول أخرى مثل بلغاريا وبولندة وسلوفينيا ومالطا؛ لاسهماتهم فى مجالات متعددة .
أوضح الفريق محمد على بلال قائد القوات المصرية فى حرب الخليج أن المانيا لا تتمتع فقط بمكانة اقليمية وإنما دولية أيضا وذلك على خلفية ما كشفته الأزمة الاوكرانية من اعادة تدوير الصراع القديم بين المعسكرين الشرقى الغربى ولكن وفق الصيغة التى تتسق والمتغيرات التى شهدتها الخريطة الدولية ، مؤكدا أن الاخفاقات المتلاحقة التى منيت بها السياسة الأمريكية وتقلص مساحات نفوذها اضعفت هيمنتها على العالم وارغمتها على التحالف مع المانيا الرقم الصعب فى الاتحاد الأوروبى كشريك أساسى لتتمكن من تسويق قرارها الدولى.
مضيفا أن المانيا وإن كانت من اقوى حلفاء الولاياتالمتحدة الا أنها تعتمد على روسيا بما يزيد على 57٪ من احتياجاتها من الطاقة ، الأمر الذى يجعل المانيا حجر الزاوية فى ميزان القوى الدولية القادرة على ترجيح كفة الميزان الروسية وإن كان ذلك ليس فى المنظور القريب ، ومن ثم لزاما على مصر بناء جسور التعاون مع الاطراف ذات المكانة الخاصة فى النظام الدولى وفرض نفسها بقوة كشريك ندى لتلك الاطراف له دورة واسهاماته فى صياغة أية تفاعلات ذات صلة بأمنها القومى ومصالحها.
وسياسيا قال الفريق بلال اغلقت هذه الزيارة الباب على كل كارهى ثورة الشعب المصرى فى 30 يونيو حيث اجبرت القيادة المصرية الجميع على الانصياع لقرار الشعب المصرى وتجاوزت هذه المرحلة العصيبة متطلعة لآفاق رحبة من التعاون البناء على كل الأصعدة ومع كل الدول والاطراف الفاعلة فى المجتمع الدولى الذى تجاوز بدوره أيضا هذا المأذق وتجاوب بفاعلية مع مصر المستقبل .
ترشح مصر للعضوية غير الدائمة فى مجلس الأمن
على المستوى الإقتصادى قال الدكتور صلاح جودة الخبير الإقتصادى ورئيس مركز الدراسات الإقتصادية أن المانيا بثقلها الإقتصادى والسياسى يمكن أن تلعب دورا كبيرا فى مساعدة مصر على نيل العضوية غير الدائمة فى مجلس الأمن للعامين القادمين ، مضيفا أن المانيا أقوى اقتصاد فى منطقة اليورو والرابع على مستوى العالم علاوة على علاقاتها المتميزة مع الولاياتالمتحدة التى تعانى تدهورا حادا فى مكانتها العالمية مما يجعل القرار الأمريكى فى حاجة ماسة لألمانيا .
واضاف الدكتور جودة نسبة الواردات الألمانية إلى العالم العربى تبلغ حوالى 3٪ فقط من حجم واردتها إلى العالم ، والمانيا لها تطلعات لزيادة هذه النسبة كما تبلغ الواردات الألمانية العلمية إلى العالم نسبة كبيرة تحتل الجامعة الألمانية فى مصر حوالى 62٪ من النسبة الاجمالية ، الأمر الذى يحيل العلاقات المصرية الألمانية إلى طابع متميز .
وكشف الدكتور جودة عن آفاق التعاون المصرى الألمانى والذى يأتى على رأسه نقل الخبرات التصنيعية غير المحدودة و التكنولوجيا الألمانية إلى المصريين ، مشيرا إلى أن المانيا متقدمة جدا فى صناعة السفن و الحاويات ولديها خبرة متميزة فى تطوير الموانئ البحرية والنهرية ، علاوة على خبراتها العلمية فى الطاقة الشمسية والمتجددة ، كما أشار إلى أن العقود التى تمت بين الجانبين والمتعلقة ببناء محطات الطاقة سيكون لها أصداء طيبة على مجال التصنيع فى مصر وعلى المستثمرين أيضا الذين تمثل أزمة الطاقة التى نعانى منها أهم التحديات والمعوقات .
وأشار الدكتور جودة للمبادرة المصرية الألمانية مبارك - كول -; والتى تهتم بمجال نقل الخبرات الألمانية والتصنيعية من خلال بناء 20 مدرسة صناعية ، موضحا أن هذه المبادرة لم يتم تفعيلها حتى الآن ، الأمر الذى يدفع القيادة إلى بذل الجهود لوضع تلك المبادرة محل التنفيز، واختتم الدكتور جودة حديثه قائلا : الجميع يتطلع إلى القدرات المصرية السياسية والإقتصادية التى يمكن أن تضيفها مصر إلى العالم ولم يعد أحد يعبأ بالماضى وبما تبثه الجماعة الإرهابية من صور مغلوطة عن مصر وارغم الجميع للتعامل مع القيادة المصرية التى اختارها الشغب المصرى.