عنكبوت الغار بين الكذب والحقيقة «ذهب الرسول صلى الله عليه وسلم إلى دار أبى بكر الصديق، وخرج أبوبكر مع الرسول وسارا إلى غار ثور، ودخلا الغار، بأمر من الله نسج العنكبوت خيوطا كثيرة على باب الغار، وباضت حمامة عند الباب» هكذا كانت الرواية التى درسناها جميعا، والتى مازالت تدرس حتى الآن فى الصف الثانى الابتدائى عما حدث لرسول الله وصاحبه أثناء الهجرة واختبائهما فى غار ثور. لكن هناك من يؤكد أنها رواية باطلة وهناك أيضا من يؤكد أنها صحيحة ولكن الأزمة ليست فى ضعفها أو صحتها، الأزمة الحقيقية أنها مازالت تدرس حتى الآن للتلاميذ، فكيف تدرس رواية للأطفال يوجد خلاف عليها؟ قال الدكتور سالم عبدالجليل، وكيل وزارة الأوقاف، إن الله سبحانه وتعالى أكرم نبيه وأنجاه فى غار ثور من المشركين بجنود هو سبحانه وتعالى الذى قال «وأيده بجنود لم تروها» وبالتالى لايجوز أن نذكر عنكبوت أو يمام، موضحا أنه يعتقد أن هذا كله من كلام القصاص، ولا يوجد عليه دليل ولم تثبت هذه الرواية تماما فى أى سند صحيح، وكتب السيرة التى ذكرتها ليس بها دليل على الإطلاق عن صحة هذه الرواية، والآية القرآنية ترفضها لأن الله قال «وأيده بجنود لم تروها» مؤكدا أنه ينفى هذه الرواية تماما. أوضح عبدالجليل، أنه لو ثبتت هذه الرواية بنص حديث للنبى بشكل صحيح كان يجب أن نتقبلها، والعقل هنا سيتوقف أمام النص ونحاول أن نبحث لها عن مخرج، لكنها من الأساس ليست موجودة، مشيرا إلى أن هناك بعض العلماء لا يهتمون بالسند طالما يروى قصة تبدو جميلة وفى نفس الوقت تجعل الناس سعداء فيقوم بروايتها عليهم. وأضاف عبدالجليل، أن من يقول إنها رواية حقيقية عليه أن يقول من رواها من أصحاب السنن، موضحا أنه لا يوجد أحد من أصحاب السنن أكدها. أفاد عبدالجليل بأن هناك أشياء كثيرة تدرس فى مادة التربية الدينية وتدرس بالأزهر الشريف وهى غير صحيحة، مثل هذه الرواية والخرافات التى يتحدثون حولها فى هذا الموضوع وأيضا بعض المشاهدات فى الإسراء والمعراج، بعضها مغلوط وليس له أساس من الصحة، مضيفا أنه يجب أن يكون هناك تحقيق لكل ما يتعلمه أبناؤنا، وتحديد مدى صحته ومدى خطأه ومدى ملاءمته للواقع، مؤكدا أنه إذا كان هناك بعض الأشياء صحيحة لكنها لا تناسب الواقع ليست بالضرورة أن نعلمها لأطفالنا