تحدثت صحيفة "لوجورنال دو ديمانش" الفرنسية عن اللقاء بين رئيسة حزب "الجبهة الوطنية" مارين لوبان وشيخ الأزهر الإمام أحمد الطيب أثناء زيارة لمصر بدأتها الخميس الماضي. وعقب اللقاء الذي وصفته الصحيفة الفرنسية ب"غير المسبوق"، تطرقت مارين لوبان إلى "العديد من تقارب وجهات النظر" مع شيخ الأزهر. ومن جانبه، أوضح الإمام أحمد الطيب أنه أبلغ رئيسة حزب "الجبهة الوطنية" الفرنسي تحفظاته الشديدة إزاء مواقفها المعادية للإسلام، معتبرًا أن آرائها يجب أن تتم مراجعتها وتصحيحها". وأوضح الأزهر أن اللقاء مع مارين لوبان جاء في إطار "انفتاح" المؤسسة الإسلامية في مواجهة جميع التيارات الإيديولوجية للرد على كل ما يُسيء للإسلام وتسامحه وقبوله للآخر ومواجهة ذلك. وفي تصريح لوكالة أنباء "فرانس برس"، قال عباس شومان، نائب شيخ الأزهر: "إذا كانت مارين لوبان لديها فهمًا خاطئاً للإسلام، كان يرغب شيخ الأزهر في أن يظهر لها ما هو الإسلام الحقيقي". وذكرت لوبان في بيان طويل أصدرته وجهات النظر المتقاربة مع الإمام أحمد الطيب: الأهمية الحيوية لعشرة ملايين مسيحي قبطي، أحفاد مصر الفرعونية والذين يدفعون ثمنًا باهظًا لعدم التسامح الإسلامي، ودور التوازن الذي يجب أن تلعبه فرنسا ومصر في الصراعات التي يشهدها العالم العربي، ودور الاستقرار الذي يتعين على مصر لعبه في ليبيا، وأهمية إقناع مواطني شمال افريقيا والشرق الأوسط بالتخلي عن أرض أجدادهم من أجل مستقبل مجهول في أوروبا. كما أوضحت لوبان أنها بحثت مع شيخ الأزهر السبل الممكنة للتعاون في المستقبل ضد السلفيين وجميع التيارات الإسلامية المتطرفة. وسمح هذا اللقاء للإمام أحمد الطيب "اكتشاف المشروع السياسي الحقيقي لمارين لوبان وسيساهم في نحو الآثار السيئة للحملة الإعلامية المضللة ضدها في أذهان الكثير من المسلمين في العالم".