لماذا يصوم اليهود عاشوراء ؟

عاش بنو اسرائيل في مصر في عهد الفرعون عيشةً ذليلةً مهينة ، فقد كان يستضعفهم و يقتل أبناءهم و يبقى نساءهم أحياء ، و قد كانوا يحافظون على أبناءهم و يبقونهم بعيداً عن الأعين ، حتى لا يعلم الفرعون بشأنهم و يقتلهم ، و قد ولد سيّدنا موسى عليه السّلام في اليوم الذي يقتل فيه الفرعون الأولاد ، إذ كان يخصّص يوماً للقتل و يوماً للعفو ، و قد أوحى الله سبحانه و تعالى لأمّ موسى و حتّى تحافظ على ابنها الوليد أن تضعه في اليمّ ، و قد ثبّتها الله و ربط على قلبها لكي تعمل ذلك ، و وعدها بأنّ يردّ إليها ولدها بل و يجعله من المرسلون ، فكان المفاجأة الكبرى حين رأت امرأة فرعون أسيا بنت مزاحم ولداً في سريرٍ يبحر في اليمّ محاطا بمعيّة الله و حفظه ، و قد أعجبت امرأة فرعون به و هام به قلبها ، فتبنّته و أقنعت زوجها بذلك و حملته إلى قصر الفرعون ليتربّى و ينشأ هناك ، حتى بلغ أشدّه و بعثه الله بالرّسالة ، و قد قام موسى عليه السّلام بدعوة النّاس إلى دين الله فآمن به قومه ، و استكبر الفرعون و حاشيته عن قبول دعوة الحقّ بل و مكروا لها ، و قد جمع فرعون سحرته ليتحدّى موسى عليه السّلام ، و قد كانت الغلبة لسيّدنا موسى إذ استخدم معجزة عصاه التي منحه الله إياها حيث تحوّلت إلى ثعبانٍ كبيرٍ يلقف ثعابين السّحرة في مشهدٍ تجلّت فيه قدرة الله و عظمته فخرّ السّحرة ساجدين و آمنوا بدعوة الله مخبتين .
و قد أوحى الله سبحانه إلى سّيدنا موسى عليه السّلام و بعد أن اشتدّ الأذى بالمؤمنين أن يسير بقومه و بمن آمن معه للنّجاة من القوم الظّالمين ، و قد علم فرعون بمسيرهم فجمع جيشه و جنده للّحاق بهم ، فواجه موسى و قومه اليمّ حاجزاً في طريقهم ، فأوحى إليه الله سبحانه أن يضرب بعصاه اليمّ ، فانفلق بقدرة الله إلى شقّين ، فسار موسى عليه السّلام و قومه ، ثمّ حاول فرعون و جنده اللّحاق بهم ، فعاد اليمّ كما كان ليغرقهم ، لذلك تحتفل اليهود بهذا اليوم و هو يوم عاشوراء و يصومونه لأنّه يوم النّجاة لموسى عليه السّلام و قومه من الكافرين ، و كذلك يصوم المسلمون هذا اليوم امتثالاً لأمر النبي عليه الصّلاة و السّلام .