قال اللواء نصر محمد سالم رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق والخبير العسكرى تعقيبا على قيام تنظيم داعش الإرهابى بالإستيلاء على مدينة الرمادى بمحافظة الأنبار العراقية ، أن ذلك جاء بالتزامن مع مشروع القرار الذى تقدم به اوباما إلى الكونجرس الأمريكى والمتعلق بتسليح قوات البشمركة الكردية و العشائر العربية السنية ، مضيفا أن تطورات الوضع الأمنى فى الأنبار هو محاولة من قبل اوباما للضغط على الكونجرس للموافقة على مشروع القرار. واكد اللواء سالم فى تصريحات خاص ل"الفجر" أن طلب رئيس الوزراء العراقى حيدر العبادى من ميليشيات الحشد الشعبى الشيعية والتابعين لإيران الدعم العسكرى لمواجهة تقدم قوات داعش الإرهابى من شأنه أن يزيد الوضع الأمنى اشتعالا ، مضيفا أن الولاياتالمتحدةحريصة على تنامى التناحر العرقى والمذهبى فى العراق ، كما هى حريصة على تعزيز القدرات العسكرية لجميع الاطراف المتناحرة بالشكل الذى يحافظ على توازن القوى بينهم وعدم انتصار طرف على الآخر وذلك من أجل استمرار الاقتال وعدم التوصل إلى حل للنزاع المسلح فى البلاد. وأوضح اللواء سالم أنه يوجد فى العراق حاليا ثلاثة ميليشيات مسلحة بخلاف الجيش الوطنى وهم قوات البشمركة الكردية والعشائر السنية وقوات الحشد الشعبى الشيعية ، مشيرا إلى أن التقدم الذى احرزته قوات البشمركة مؤخرا والمدعومين امريكيا دفع الولاياتالمتحدة إلى دعم داعش الموالى لها أيضا بالشكل الذى مكنه من الاستيلاء على مدينة الرمادى ليس فقط لتعزيز طلب اوباما من الكونجرس ولكن من أجل الحفاظ على القدرات العسكرية لداعش فى مواجهة البشمركة فى الوقت الذى تقوم فيه الادارة الأمريكية بتسليح طرفى النقيض. وتسائل اللواء سالم عن جدوى العمليات العسكرية التى تقوم بها قوات التحالف الدولى التى تدعى أنها تحارب الإرهاب ممثلا فى داعش ، موضحا أنه لا يمكن لداعش أن يقوم بالاستيلاء على مدينة الرمادى وتحقيق هذا الانحاز العسكرى دون أن يتم رصده واتخاذ ما يلزم من اجراءات للحيلولة دون تحقيق ذلك ، كما أوضح أن الولاياتالمتحدة وقوات التحالف الدولى يتجاهلون الممارسات الداعشية وذلك من اجل اشعال الموقف الأمنى. كما اكد اللواء سالم أنه عقب سقوط الإخوان فى مصر على خلفية الثورة الشعبية فى 30 يونية قامت الولاياتالمتحدة بتعزيز داعش كسيناريو بديل للإخوان ، موضحا أن هذا ما يفسر النقلة النوعية الكبيرة التى احدثها داعش فى العراق منذ حوالى العام حينما استيقظ العالم على سقوط محافظة الأنبار فى يد هذا التنظيم الإرهابى بما استدعى تشكيل ما يسمى بالتحالف الدولى لمواجهة الإرهاب. وحول الوضع الأمنى فى سوريا وتوزنات القوى بين الاطراف المتقاتلة بالتوازى مع العراق ، أوضح اللواء سالم أنه يوجد الآن فى سوريا ثلاثة ميليشيات مسلحة بخلاف الجيش الوطنى وذلك على غرار العراق وهم قوات داعش فى الشرق السورى مع العراق وجبهة النصرة فى الجنوب السورى عند تجمعات الدروز علاوة على الاكراد فى الشمال السورى مع تركيا ، مشيرا إلى أن هناك ميليشيات جديدة يتم تسليحها الآن وتدريبها للدخول على خط القتال مع داعش وهم ما يسمى بالمعارضة السورية المعتدلة وفق التعبير الأمريكى ، والتى نجح اوباما فى استصدار قرار من الكونجرس بشأنها حيث يجيز تسليحهم وتدريبهم فى الآراضى التركية. وأشار اللواء سالم أن تدريب المعارضة السورية المعتدلة خطوة أمريكية معلنة منذ فترة وتم تخصيص ميزانية ضخمة من الكونجرس ولكن البدء فى تنفيذها دلالة على دخول مخطط تقسيم سوريا مرحلة متقدمة ، مؤكدا أن هناك مخطط أمريكى للتضحية بداعش فى سوريا لأنه استنفز أغراضه واستبداله بالمعارضة السورية المعتدلة التى سيكون منوطا بها ثلاثة مهام رئيسية وفقا لمختطات الادارة الأمريكية وهى القضاء على داعش وتهيئة المناخ فى سوريا لعملية التقسيم العرقى والمذهبى ، علاوة على انهاك الجيش الوطنى السورى تمهيدا للقضاء عليه. واختتم اللواء سالم حديثه قائلاً : " لقد ادى داعش مهمته وفقا للمصالح والتوجيهات الأمريكية وآن آوان التخلص منه فى سوريا لتحل محله المعارضة السورية المعتدلة أما فى العراق فلازال داعش يؤدى مهمة محددة وهى خلق بيئة الاقتتال بين ومع كل الاطراف العرقية والمذهبية المسلحة حيث يكون الجميع فى مواجهة داعش مما يعزز بيئة تقسيم العراقوسوريا إلى أربع دويلات لكل منهما وذلك وفقا للمصالح والمختطات الأمريكية.