سعيا لتصحيح مفاهيم خاطئة عن الأدب المصرى كممثل للأدب العربى، واتهامات بضعفه أو انعدامه، ولإثبات وجوده وقوته، ولتدعيم العلاقات الثقافية والوجدانية بين الشعب المصرى والروسى، تتم ترجمة أعمال أدبية منتقاة من روائع الأدب المصرى، إلى اللغة الروسية، ونشرها بروسيا ودول الاتحاد السوفيتى السابق، ومن المعلوم أن الأدب الروسى أحد أهم الآداب على مستوى العالم، وكذلك يعد الأدب العربى والمصرى خاصة، حيث تعد الرواية العربية من أفضل الروايات العالمية، ما يجعل الاحتكاك المصرى الروسى الثقافى ذا فائدة لكلا الطرفين. وقالت منى عبدالملك خليل، مديرة العلاقات العامة لمركز التعاون فى المجالات الإنسانية بموسكو، إنها أسست أول شركة نشر روسية سنة 2006، تقوم بترجمة الأعمال الأدبية المصرية إلى اللغة الروسية، بهدف تغيير الصورة النمطية السائدة فى روسيا وأنه لا يوجد أدب مصرى معاصر، ونشر صورة إيجابية عن الأدب والثقافة المصرية.
وأضافت منى خليل، فى تصريح خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط، اليوم الجمعة، أنها تعمل على جذب وتشجيع القراء الروس لقراءة الأدب المصرى، من خلال الاختيار بعناية الكتب التى يتم ترجمتها من العربية إلى الروسية، مشيرة إلى أنه تم اختيار اللغة الروسية لأنها مازالت مستخدمة فى الدول التى تفككت بعد انهيار الاتحاد السوفيتى.
وأوضحت أن الثقافة تعد أداة هامة فى السياسة اللينة، بهدف تعزيز التعارف بين الشعبين المصرى والروسى، وعدم الاقتصار على العمل على تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية بين البلدين.
وأفادت بأنه تم ترجمة كل من "عمارة يعقوبان" و"شيكاغو" لعلاء الأسوانى، و"قبول الآخر" للكاتب ميلاد حنا، و"رحلة ابن فطومة" و"أفراح القبة" لنجيب محفوظ، فضلا عن إعادة ترجمة رواية "أولاد حارتنا" لنجيب محفوظ، وأخيرا تم ترجمة كتاب "أن تكون عباس العبد" للكاتب أحمد العادى، بجانب ترجمة كتاب لأحد المدونين الروس الذى يصف مغامراته فى مصر، التى عاش فيها لمدة 5 سنوات.
ولفتت إلى أن الشركة بدأت فى تنظيم مهرجانات ثقافية منذ 3 سنوات، تحت اسم مبادرة الثقافة المصرية فى روسيا، فى موسكو، ومبادرة الثقافة الروسية فى مصر، فى القاهرة، مضيفة أنها تتضمن عقد محاضرات وندوات ومعارض لصور وأفلام تسجيلية وعروض أفلام، حيث تم ترجمة أفلام "حسن ومرقص" و"رسايل البحر" التى حازت على إعجاب الجمهور الروسى.
وذكرت أنه يتم حاليا بالتعاون مع مركز الثقافة الروسى بالقاهرة، تنظيم مهرجان الثقافة الروسى، فى أكتوبر المقبل، بينما يتم الإعداد بالتعاون مع جامعة العلاقات الأجنبية التابعة للخارجية الروسية، ومكتب الثقافى المصرى برئاسة الدكتور عاطف معتمد، لمهرجان الثقافة المصرية، فى موسكو، الشهر المقبل.