الملف النووي، القوى التي جعلت كلاً من إيران وإسرائيل كقوة عظمى للعالم، استخدمته الدولتين لترهيب وتخويف الشعوب والحكومات، ونظراً لرغبة وسيادة الولاياتالمتحدة على العالم، حاولت واشنطن أن تتوصل للاتفاق مع طهران، لحماية نفسها من أي غدر إيراني. ومع وجود علاقات وطيدة أمريكية إسرائيلية تجعل كلاً من البلدين "امريكا وإسرائيل" يسيران على نهج واحد ورغبات واحدة، جاء الاتفاق النووي "5+1" ليلعب على توتر العلاقات الأمريكية الإسرائيلية، حيث أن إسرائيل تحاول بكافة جهودها لإفشال ذلك الاتفاق قبل إتمامه، وهددت بالتدخل العسكري في حال تهديد المصالح الإسرائيلية، ولكن سرعان ما حاولت أمريكا ان تسيطر على الموقف وتطمئن إسرائيل من أن ذلك الإتفاق في صالحها وليس ضده. وقد سعى وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى، فى حوار أجراه مع قناة إسرائيلية وبثته صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" على موقعها الإلكترونى، إلى تهدئة المخاوف الإسرائيلية حيال الاتفاق النووى الناشيء مع إيران، رافضا بعض المخاوف الناجمة عن "الهيستيريا" من الاتفاق المحتمل. وقال كيري، أنه لم يستبعد إمكانية لجوء إسرائيل إلى الخيار العسكرى، مؤكداً أن إسرائيل لن تفاجأ الولاياتالمتحدة، بشن هجوم على إيران قبل إجراء تشاور مسبق مع واشنطن. ويبقى السؤال: هل ستقوم إسرائيل بشن هجوم على إيران لوقف الإتفاق النووي ؟ اللعبة الإسرائيلية الخبيثة "الحرب بالوكالة" ففي البداية قال سعيد اللاوندي، خبير العلاقات الثنائية الدولية، أن إسرائيل لن تقوم بشن هجمات عسكرية ضد إيران، ولكنها ستقوم باستخدام فن الحرب بالوكالة الذي تعلمته من "أمريكا" لتحقيق أغراضها التي أكدت عدم رضاها عن الاتفاق النووي بين امريكاوإيران، خصوصاً بعد تصريحات نتنياهو بأن الاتفاق الخطيئة الكبرى. وأكد اللاوندي، أن إسرائيل باعتبارها العدو الأكبر للدول الإسلامية، وباعتبارها الساعي الأول لمحاولات الاستيلاء على الشرق الأوسط، قامت بلعبة خبيثة لوقف الاتفاق النووي بين إيرانوأمريكا، عن طريق استخدام دول "التحالف العربي" لتسخين الدول العربية ضد إيران لدخول المنطقة في حرب ستكون فيها إسرائيل الفائز الأكبر، حيث أنها ستوقف الاتفاق النووي، وستدخل المنطقة في حرب ستؤدي لتمكنها من المنطقة. القوة الإيرانية فيما قال هاني الجمل، المحلل السياسي، والمتخصص في الشأن العربي، أن إسرائيل لن تقوم بشن هجمات عسكرية على إيران لأربع أسباب، الأولى، لقوة إيران في الأسلحة سواء الأسلحة النووية، أو الأسلحة التقليدية التي تمتلكها. خداع المجتمع الدولي وأضاف أن السبب الثاني، هو أن إسرائيل تستخدم تهديد إيران بذلك في محاولة كسب تأييد المجتمع الدولي لإمتلاك الأسلحة النوعية لتحقيق تفوق نوعي في المنطقة العربية، والسبب الثالث، لتضمن وجود بند في الاتفاق بألا توجه إيران أسلحتها النووية ضد الكيان الصهيوني، مؤكداً أن تلك السببين يشيران إلى محاولانت إسرائيل لخداع المجتمع الدولي. صحوة المجتمع الإسلامي وأشار المحلل السياسي، أن السبب الرابع من عدم قدرة إسرائيل لشن حربها على إيران، هو السياسات العربية المتغيرة، حيث إسرائيل تضع في إعتبارها كون إيران دولة إسلامية، وأن محاولات الهجوم عليها سيسبب صحوة في المجتمع الإسلامي الذي سيعلن تأيده لإيران رغم الخلافات الموجودة بينهم، وتلك الصحوة التي لا تريدها أمريكا وإسرائيل في تلك المرحلة. احترام الولاياتالمتحدةالأمريكية والنظام العالمي وقال منصور الوهابي، المحلل السياسي، والمتخصص في شئون الصراع العربي الإسرائيلي، أن إسرائيل لن تخطط للحرب على إيران لسببين، الأول، وهو لعدم اختراق النظام العالمي بعد إعلان الولاياتالمتحدة توقيع الاتفاق النووي مع إيران، لاحترام اتفاقيات الولاياتالمتحدةالأمريكية. "السلاح النووي" أداة إسرائيل للتخويف داخلياً وخارجياً وأضاف الوهابي، أن السبب الثاني، هو عدم خسارة الأداة "السلاح النووي" التي يستخدمها الإسرائيليون ك"فزاعة" لدول الإقليم، وللداخل الإسرائيلي، حيث أن إسرائيل تقوم بإستخدام السلاح النووي لتهديد دول الإقليم بشن حرب نووية عليهم في أي وقت إبان تهديد الأمن الإسرائيلي، مؤكداً أن تلك التهديدات تعددت في السنوات الأخيرة ولكن دون تنفيذ، وهو ما يؤكد أن إسرائيل لن تفرض في الأداة التي ترهب بها جميع من حولها داخلياً وخارجياً. وأشار المحلل السياسي، أن إسرائيل أيضاً تستخدم نفس الأداة "السلاح النووي" ليظل المواطن الإسرائيلي يشعر إنه مهدد بالخطر دائماً، ويشعرون أن الضمان الوحيد لحمايتهم هو بقاء الوجود المتطرف على رأس الحكم. رسالة للعالم وللدول العربية.. وترابط العلاقات الأمريكية الإسرائيلية وأكد اللواء زكريا حسين، الخبير العسكري والإستراتيجي، أن إسرائيل لن تقوم أبداً بشن أي هجمات عسكرية على إيران، حيث أن مصلحة إسرائيل وأمريكا في ترابطهم وليس في معاداة كل منهما الآخر، مؤكداً أن إسرائيل لن تقوم بأي محاولات لإفشال الاتفاق النووي بين امريكاوإيران، وأشار إلى أن إسرائيل متأكدة من أن مصالحها ليست مهددة جراء ذلك الاتفاق، وأن واشنطن لن تُقدم على أي خطوة ستضر بإسرائيل وأمنها لوجود علاقات أسرية بينهم. وأوضح حسين، أن ما تقوم به إسرائيل من تهديدات لإيران، هي عبارة عن رسالة غير مباشرة من إسرائيل، لأي دولة خصوصاً الدول العربية تفكر في تهديد أمنها.