لو كنت من طبقة الفلاحين أمثالي أو من أولاد البلد الشعبيين فستعرف بالطبع " القُلة" لأنك بالطبع كثيراً ما تجرعت منها الماء البارد في ساعة عصاري أو ليلة قمرية، ولو كنت من أولاد الذوات فمعرفتك بها ستنحصر في السمع عنها في أغنية نجاة الصغيرة " أما براوة عندما قالت " قُلة حبيبى ملانة عطشان يابا، أو شاهدتها في المتزوجون مع أشهر قُلة، "قُلة حبنا يا مسعودي" كما قالت المبدعة شيرين للفنان سمير غانم. فمنذ عصر الفراعنة والشعب المصري حتى وقت قريب كان يكسر وراء من يرحل بلا عودة أو ممن يحبون أن يرحل بلا عودة إناء من الفخار كالقلة أو الزير وهما يُستخدمان في الماء لدرجة أن أصبح المثل الشعبي "اكسر وراه قُلة" متواجداً حتى اليوم ويُستخدم في تلك المناسبات، وها هو اليوم أصبح هذا المثل لسان حال جماهير الأهلي التي عانت مع الإسباني كارلوس جاريدو الذي رحل أخيراً اليوم بعدما تسبب في ضياع بطولة الدوري التي يحتركها الأهلي وأخرج الأهلي من دوري الأبطال الأفريقي ودخل التاريخ من أوسع ابوابه ولكن من الباب الخلفي كواحد من أسوأ المدربين الذين تولوا قيادة القلعة الحمراء رغم أنه حقق بطولتين ولكن في الواقع أنهما بدعاء الأهلاوية والقدر كالسوبر المحلي وحماس لاعبين رفضوا اهانة الأهلي في البطولة الكونفدرالية كعماد متعب. ولكن قد يختلف البعض معي من الجماهير ممن يرون أن القلة لابد وأن تٌكسر خلف مجلس محمود طاهر كاملاً مع الخواجة الراحل بعدما تسبب في ضياع صفقات كثيرة للأهلي وسمح للزمالك بالتفوق عليه في تلك الصفقات ثم التعاقد مع لاعبين لا يرتقوا للعب في مركز شباب الجزيرة المجاور للنادي الأهلي. سعادة جماهير الأهلي بخبر رحيل جاريدو بالتأكيد يواجها حزن زملكاوي من جماهير الأبيض التي كانت تود هي ومجلس الزمالك أن يظل جاريدو لأطول فترة على أمل المزيد من الفشل بل إن البعض ساخراً طالب بإطلاق اسم جاريدو على حديقة في النادي لمساهمته في عودة الدرع الغائب عن الزمالك منذ 12 عاماً. يبقى السؤال مطروحاً.. من يستحق " القٌلة" محمود طاهر ومجلسه أم جاريدو؟!.