المصريين الأحرار: نجيب ساويرس يبحث عن رئيس «مطيع» للحزب.. بعد تمرد أحمد سعيد عليه الوفد: البدوى يفصل معارضيه بعد أن طالبه صلاح دياب بالتنحى عن رئاسة الحزب الدستور: انقسام بين جبهتى داود وتامر جمعة بعد رفض شكرالله الترشح مرة أخرى تستعد أحزاب الوفد والدستور والمصريين الأحرار لإجراء انتخاباتها الداخلية سواء الخاصة بانتخاب أعضاء الهيئة العليا أو رئيس الحزب، وسط حالة من الارتباك الشديد من جهة وحرب تكسير العظام بين جبهات الحزب المتصارعة من جهة أخرى. البداية كانت مع الوفد الذى قرر الدكتور السيد البدوى، رئيس الحزب، فصل محمود على، عضو الهيئة العليا قبل أيام قليلة من إجراء انتخابات الهيئة العليا، والتى من المقرر أن تجرى فى 15 مايو المقبل بدعوى تلقيه تمويلا من الخارج، بعد أن تقدم محمد عبد العليم داود، عضو الهيئة العليا، بمذكرة للحزب تفيد بتلقى محمود على أموالا مشبوهة من الخارج إثر وجوده فى جمعية حقوقية. قرار الفصل كان له أهداف انتخابية فى إطار حرب تكسير العظام الدائرة داخل الحزب بين جبهتى السيد البدوى وفؤاد بدراوى، وبحسب مصادر وفدية، فقد اتخذ البدوى القرار قبل أيام قليلة من إجراء الانتخابات للحد من تأثير محمود على على قرار الجمعية العمومية، خاصة أن له قواعد شعبية واسعة وسط الوفديين وبخاصة الشباب، إضافة إلى أنه أكثر الأصوات المعارضة للبدوى، خاصة بعد اتهامه بضياع وديعة الحزب التى كانت تقدر ب93 مليون جنيه. حرب تكسير العظام امتدت إلى الدعوى التى أطلقها المهندس صلاح دياب، القيادى بالحزب، بسحب الثقة من رئيسه السيد البدوى، والتى أثارت ردود فعل غاضبة من جانب قيادات الحزب الموالية للبدوى، لكن هذه الدعوة لم تكن وليدة اللحظة بل سبقها محاولات كثيرة من جانب دياب لإثناء البدوى عن الاستمرار فى الحزب بعد الحالة المتردية التى وصل لها الحزب. وكانت المفاجأة أن البدوى أبدى ترحيبا وعدم ممانعته لهذا الطرح، وكان ذلك فى حضور بهاء أبو شقة سكرتير عام الحزب الذى كان شاهدا على هذا الحدث. وبالفعل اتفق دياب والبدوى وأبو شقة على موعد لمناقشة كيفية اتخاذ هذا القرار، لكن الموعد جرى تأجيله بدعوى ارتباط أبو شقة باجتماع مع المهندس ابراهيم محلب رئيس الوزراء فى إطار جلسات الحوار المجتمعى التى عقدها رئيس الوزراء مؤخرا مع الأحزاب لمناقشة القوانين المنظمة للعملية الانتخابية، واتفق الثلاثة على تحديد موعد آخر تزامن مع أعياد شم النسيم، ولكن هذا اللقاء لم ينعقد أيضا، الأمر الذى أدى إلى قيام دياب باطلاق دعوة سحب الثقة من رئيس الحزب. قبول السيد البدوى الفكرة فى البداية وتهربه منها فيما بعد، أرجعه بعض الوفديين إلى أن البدوى متمسك برئاسة الحزب لأنه يواجه العديد من القضايا، ويخشى أن تفتح ضده بمجرد أن يترك منصبه. أما حزب المصريين الأحرار والذى كان من المفترض أن ينتخب رئيسا له خلفا للدكتور أحمد سعيد الذى تقدم باستقالته فى سبتمبر العام الماضى، يعانى الآن من حالة ارتباك، خاصة بعد قرار الجمعية العمومية للحزب الذى اتخذ الشهر الماضى باستمرار الدكتور عصام خليل، السكرتير العام للحزب، رئيسا مؤقتا للحزب، بدلا من اختيار رئيس جديد، الأمر الذى دعا عددا من أعضاء الجمعية العمومية للحزب إلى رفع دعوى قضائية أمام محكمة القضاء الإدارى بمجلس الدولة طالبوا فيها بإصدار حكم قضائى بإلزام رئيس لجنة شئون الأحزاب بعدم التصديق على قرارات الجمعية العمومية للحزب المنعقدة فى 11 مارس الشهر الماضى. مصادر بالحزب أرجعت سبب عدم اختيار رئيس حزب جديد حتى الآن، إلى أن نجيب ساويرس لم يتوافق على اختيار شخصية «مطيعة» لتولى هذا المنصب، إضافة إلى أنه يعانى من أزمة صناعة نجم جديد، بعد أن تمرد عليه أحمد سعيد، وبالتالى فهو لا يجد أمامه سوى خليل فى الوقت الراهن ليقوم بمهام الرئيس المؤقت للحزب. أما حزب الدستور ففجر إعلان الدكتورة هالة شكر الله، رئيس حزب الدستور، قرارها عدم الترشح لانتخابات رئاسة الحزب المقرر لها 8 مايو المقبل، صراعا بين جبهتين رئيسيتين فيه، ويقود الجبهة الأولى خالد داود المتحدث الرسمى للحزب، المدعوم من قبل القيادية والمؤسسة بالحزب جميلة إسماعيل، ويقود الثانية تامر جمعة، الأمين العام، وكلاهما يطمح فى وراثة الرئاسة. وجاء إعلان الدكتورة شكر الله نيتها عدم المنافسة على الرئاسة مجددا بعد رفض الجمعية العمومية تمرير اللائحة الداخلية التى اقترحتها، وانتقدها قياديون باعتبارها «لائحة ديكتاتورية».