أفتتح المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء، اليوم الخميس، ميناء قسطل الذى يربط بين مصر والسودان ،فى خطوة جديدة لمصر نحو أفريقيا،وبهدف توطيد وتعزيز العلاقات المصرية مع دول القارة السمراء بوجه عام ، ودول حوض النيل وخاصة السودان ،وحول الأهمية الإستراتيجية والإقتصادية لهذا المشروع،وكيف يتم تحقيق أقصى إستفادة منه؟. فى البداية قال اللواء أركان حرب دكتور نبيل فؤاد، الملحق العسكرى لدى الخرطوم سابقا،أن هذا الميناء هو حلقة فى سلسلة مشروعات عملاقة ، تهدف لتوطيد الروابط والعلاقات بين مصر والسودان ،وهناك ميناء أخر هو ميناء "أركين"، ومدق الأربعين الذى كان ومازال يستخدم لنقل الجمال السودانية إلى مصر من "أم درمان "، وكلها مشروعات تؤكد واقع فعلى موجود على الأرض، وهو أنه من الصعب الفصل بين مصالح الدولتين. وأضاف الملحق العسكرى السابق لدى الخرطوم، إن إفتتاح تلك الموانى يعد تمهيدا لإنشاء طريق "أوتو ستراد"، يمتد من الأسكندرية للقاهرة إلى "كيب تاون" فى أقصى جنوب القارة فى جنوب أفريقيا. وعن إمكانية إستخدام"ميناء قسطل "لنقل القوات والمهمات العسكرية ، قال الخبير الإستراتيجى ،إنه كانت بيننا وبين السودان إتفاقية دفاع مشترك فى السبعينات ، وما كان يعيق تفعيلها،هو عدم وجود وسيلة سريعة وأمنة لنقل القوات، ومن الممكن إستخدام هذه الموانى لنقل القوات بين مصر والسودان ،فى حالة الضرورة ،وإذا رغبت الدولتين ، فى إعادة توقيع إتفاقيات دفاع مشترك ،أو تحقيق تعاون عسكرى فى مجالات مكافحة الإرهاب والتهريب. وعلى الصعيد الإقتصادى قال الدكتور صلاح جودة ،أستاذ الإقتصاد بجامعة عين شمس،أن الموانئ بشكل عام تسهل عمليات التصدير والإستيراد والتبادل التجارى بين الدول وتختصر المسافات والفترات الزمنية ،وبالنسية للعلاقات المصرية مع السودان وأفريقيا،معروف أن مصر هى بوابة أفريقيا وطريق نحو أوروبا ونافذة على البحر المتوسط،ومن ثم كانت هناك شركة للتجارة بين مصر والقارة السمراء هى شركة "النصر للإستيراد والتصدير"،كان لها فروعا فى 23دولة أفريقية ،والأن هى مغلقة وفى طريقها للبيع. وأشار جودة إلى ضرورة عودة مثل تلك الشركة ومعها شركة مصر للتجارة الخارجية وتنشيطها وتفعيل دورها ،حتى نحقق الإستفادة المثلى من تلك الموانئ،لافتا إلى أن مصر تستورد كميات كبيرة من "الشطة "التى تدخل فى الصناعات الغذائية ،وكذلك كميات من الصمغ والغراء والمواد اللاصقة ،وهى متوفرة فى السودان بأسعار رخيصة جدا،لأن الغراء يستخرج من عظام الحيوانات ،ومن الممكن أن نفتح أبواب إستيرادها من السودان، بالإضافة للثروة الحيوانية واللحوم الجلود،ومعروف أن السودان غنية بها. ونصح رئيس مركز الدراسات الإقتصادية بضرورة إنشاء مصانع قريبة من الحدود الجنوبية مع السودان ،لتصنيع وتعليب اللحوم والمنتجات القائمة عليها ،وأيضا مدابغ للجلود ، بحيث تستورد الماشية من السودان لتصنع منها منتجات اللحوم والجلود،ثم تنقل إلى محافظات مصر، أو تصدر إلى باقى الدول الأفريقية ،لافتا إلى أن تلك المشروعات توفر فرص عمل كثيرة ، وتساهم فى تخفيف الزحام عن القاهرة والمدن الكبرى ، بنقل مراكز العمل والإنتاج والمجتمعات البشرية إلى أفاق جديدة رحبة،مما يسهم فى تأمين الحدود الجنوبية بتحويل الصحراء الموحشة إلى بيئة منتجة عامرة بالسكان. وشدد أستاذ الإقتصاد على أن تلك التوجهات تنعكس على توطيد وتنمية علاقات مصر بأفريقيا بشكل عام ،وبدول حوض النيل تحديدا ،وهو ما نحتاجه للتعامل مع ملف المياة.