"مكاريوس الثالث"، رجل الشعب، الذي دفع حريته لإستقلال قبرص، ذلك الرئيس الذي وضع السيسي على قبره إكليلا من الزهور تأبينا لروحه وتكريما لمجهوداته العظيمة التي قام بها في حق شعبه، "مكاريوس" هو رئيس وكبير أساقفة الكنيسة القبرصية الأرثوذكسية. - نشأته
مكاريوس إسمه الحقيقي "ميخائيل خرستودولوس موسكوس"، ولد لأسرة مزارعين في قرية بانو بانايا التي تبعد 30 كم عن بافوس جنوب غرب قبرص.
- حياته العملية والعلمية
دخل دير كيكو وهو في الثالثة عشرة وبعد ذلك التحق بمدرسة بانكبريان في نيقوسيا ليتم الدراسة الثانوية ثم انتقل إلى أثينا ليدرس اللاهوت في جامعتها.
وعقب حصوله على إجازة في اللاهوت تابع دراساته الجامعية في القانون وذلك خلال فترة الحرب العالمية الثانية.
وفي عام 1946 تمت رسامته كاهنًا، بعد ذلك نال من مجلس الكنائس العالمي منحة في الدراسات العليا في كلية اللاهوت في جامعة بوسطنالأمريكية.
وخلال دراسته هناك تم انتخابه أسقفاً على كيتيون فعاد إلى بلاده ليتولى مهامه الجديدة باسم "مكاريوس" وذلك في صيف عام 1948.
كان "مكاريوس" أكبر دعاة الوحدة مع اليونان خلال الاحتلال البريطاني لجزيرة قبرص، وقد لعب الأسقف دوراً هاماً في الحركة التي كانت تدعو لضم قبرص إلى اليونان فكان من أبرز ما قام به خلال تلك الفترة هو تنظيم استفتاء برعاية الكنيسة في شهر يناير من عام 1950 عبر فيه القبارصة اليونانيون عن رغبتهم بتحقيق الوحدة مع اليونان وذلك بنسبة 96 %.
- توليه رئاسة الكنيسة والجمهورية
تولى مكاريوس الثالث رئاسة كبير الأساقفة للكنيسة القبرصية الأرثوذكسية وهو إبن 37 عام، في أكتوبر 1950، بعد وفاة مكاريوس الثاني، وكان أصغر من تولى ذلك المنصب في تاريخ الكنيسة القبرصية.
وقد كان مكاريوس الثالث أول رئيس لقبرص المستقلة من عام 1955 وحتى وفاته عام 1977.
- مواقفه السياسية
وقد كان مكاريوس الثالث "رجل الشعب" حيث إنه ومنذ الوهلة الأولى له في خطاب التنصيب تعهد بأن يضع على رأس أولوياته مشروع الوحدة مع اليونان "الوطن الأم" كما وصفها آنئذ.
وقد دفع مكاريوس حياته مقابل حصول قبرص على إستقلالها، فقد قامت بريطانيا بنفيه إلى جُزُرالسيشل وذلك عام 1956 ولكنها عادت وأطلقت سراحه في العام التالي وبعدما نالت قبرص استقلالها.
أطاح به انقلاب عسكري في شهر يونيو عام 1974 فاضطر إلى مغادرة البلاد، وخلال تلك الفترة قامت القوات التركية بغزو قبرص وإحكام السيطرة على الجزء الشمالي منها.
ثم عاد مكاريوس مجدداً إلى الجزيرة ليكون رئيساً لفترة ثانية استمرت حتى وفاته في 3 أغسطس 1977.
- العمل السياسي الدبلوماسي
وقد قام الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الأربعاء، عقب زيارته لقبرص في القمة الفبرصية اليونانية المصرية، بوضع إكليلا من الزهور على قبر الرئيس السابق "مكاريوس الثالث"، وقد أكد الدكتور نبيل أحمد حلمي، أستاذ القانون والعلاقات الدولية، أن ما قام به الرئيس اليوم هو عمل سياسي دبلوماسي جيد سيزيد ويقوي العلاقات المصرية القبرصية، حيث أن مشاركتها مناسباتها وتقدير رموزهم الرئاسية الوطنية السابقة يؤدي لمزيد من التوحيد في العلاقات بين البلدين.
وأكد حلمي، أن العلاقات القبرصية المصرية هي علاقات مصالح ولها أهمية خاصة لإن الحدود المصرية والقبرصية حدود متقابلة ومشتركة في الثورات الطبيعية وهذا ينمي من التوازن والإستمرار في العلاقات بين البلدين، مشيرا إلى أن توطيد العلاقات بين مصر وقبرص واليونان يضع تركيا في مأزق بسبب خلافاتها مع كل من قبرص ومصر وتركيا.