أثناء رحلتك اليومية وفي الطريق عبر شوارع القاهرة، قد تمر من المقطم ومحيطه، ستشاهد جباله في بهاء وإستمتاع بطبيعتها الخلابة، ستأسرك رؤية العاصمة من الأعلى، قد ترى إكشاك ومقاهي إعتاد روادها على أخذ قسط من الراحة بها بعد يوم من العمل الشاق. كل تلك المشاهد المعتادة تخفي وراءها كواليس لا تبهج قلب مواطن يعشق تراب المحروسة، تلك المرتفعات تخفي داخلها منطقة "الشهبه" المتفرعة من الدويقة. "تعالوا إلحقونا وصلوا صوتنا التعبان" هي كلمات إستقبلتنا بها إحدى سيدات المنطقة، وأهلها في تدافع حولنا يريد كل منهم أن يروي مأساته أمام نافذة قد تصل وقد تكون طوق نجاة. بدأت عدسة "الفجر" ترصد من هنا ذلك المكان الملئ بالعشوائية ومنازله الصغيرة، من حولهم تلتف الجبال التي تعد مأوى للثعابين والعقارب والكلاب الضالة، التي تؤذي وتلتهم أطفالهم، وحسب رواية النساء والرجال بالمكان يستغيثوا بضرورة إيجاد مكان صالح للمعيشة الآمنة والمقبولة فهم لا يسعوا إلى العيشة الكريمة بتعبير مواطن منهم، وأضافت إحداهن أن ابنتها توفيت صريعة البرد. وعن قوت يومهم فهم يكتفوا ب 2 جنيه كمصروف يومي، وقال أحدهم: "هم دول اللي حليتنا يا ناكل في اليوم يا لأ". ومن يمرض فيهم فعليه أن يجلس منتظرا موته أو رحمة من الله تداويه في ظل غياب المستشفيات تماما وأطباء وعلاج.