معاناة يومية يعيشها أهالي ضواحي قرى أبيس الثانية بدائرة الرمل الثاني بالإسكندرية من نقص الخدمات والبنية التحتية، والتي حولتها افتقار الامكانيات إلى قرية منعزلة عن مخططات الحكومة، على الرغم من وقوعها في أكبر دوائر الإسكندرية، وتحويل أحلامهم وأهدافهم في إدخال الخدمات إلى مصطلحات يعبث بها مرشحي البرلمان في كل دوره برلمانية، دون من مجيب حقيقي. ففي بداية مدخلك إلى عزب قرية أبيس الثانية التي تضم" المسيري- الأوقاف- عبد الحميد" تجد إنشاءات سكانية غير مكتملة على جانبي الطرق ويحيط حولها شريط أخضر، لتفسر بدورك أن الأهالي قد قاموا بتبوير تلك الأراضي، وبناء عليها مساكن خاصة بهم، وتركهم الفلاحة كمصدر رزق، واختيار مركوبة"التوك توك" كأفضل دخل ومصدر عن فلاحة الأرض التي ربما لا تأتي بالنتائج المرجوة، وذلك على حد تفسيرهم، ولكن المفاجأة أن تكتشف أن الخدمات المقامة بالضواحي مقسمة ما بين محافظتي البحيرةوالإسكندرية.
والتقت"بوابة الفجر" محمد عبد النبي عبد ربه، أحد أهالي أبيس 2 الذي روى أهم المشاكل التي يعاني بها أكثرة من مائتي ألف شخص داخل قرية أبيس 2وضواحيها: " لا يوجد لدينا خدمات صرف صحي، كهرباء، أو رصف الطرق، ولكن مشكلتنا الأكبر في الكهرباء المقسمة ما بين الإسكندريةوالبحيرة، فضواحي أبيس2 من الإسكندرية، ولكننا نتبع كهرباء البحيرة، ومن الممكن انقطاع التيار لمدة ثلاثة أيام، بسبب الأعطال وليس تخفيف الأحمال، ولتواصل الأهالي مع الشركة، يقومون بالسفر إلى البحيرة، لحل تلك الأزمة، فخدمة الكهرباء في الثلاثة عزب فقط هي التي تتبع شركة كهرباء البحيرة وأن تلك الحالة فريدة على مستوى مناطق الإسكندرية، وأن الشركة ترفض ضم الأهالي إلى كهرباء الإسكندرية، إلا أن تقوم الشركة بدفع أموال إقامة الأعمدة والخدمة التي قامت بها بالكامل، وأن الخلاف بين الشركتين، جعل الوضع قائم منذ سنوات طويلة. وأكد أن الأهالي استغاثوا بالمسئولين في عهد كل محافظ جديد، إلا أنه ليس هناك من مجيب، وأن الأهالي في تلك الضواحي في حالة مرار بسبب، فساد الأطعمة داخل ثلاجتهم، ولعدم قدرتهم على تقضية مصالحهم بسبب الانقطاع المستمر للكهرباء.
إنشاءات سكنية.. دون بنية تحتية أو مرافق
وأوضح عبد ربه أن العزب المحيطة بقرية ابيس 2يعود تاريخها إلى العهد الملكي إلا أنه نحو 70% من الأهالي، قد قاموا بتبوير أراضيهم، وبيع الجواميس الخاصة بهم، وترك مهنة الفلاحة هم وأبنائهم، وقد اتجهوا نحو الإنشاءات السكنية لأسرهم، إلا أن التوسع في الإنشاءات السكنية أكبر من قدرة خدمات البنية التحتية، والمرافق، مما يؤدي إلى وجود أزمة صرف صحي وعدم سفلتة الطرق، وأنه في وقت النوات الشتوية، تغرق جميع ضواحي أبيس في شبر مياه. وأكد أن تلك التوسعات العمرانية تتم بعيداً عن اشراف المسئولين وتخطيط المحافظة، غير أن المرافق بالضواحي لم تخضع للتجديد منذ سنوات، فالعزب ليس لديها شبكات صرف صحي وأنها تقوم على تصريف الأهالي الصرف من خلال مواسير ضيقة أمام المنازل، الأمر الذي ينتج عنه روائح كريهة وسرعة انتشار الأمراض، وتجمع الحشرات والناموس، فضلاً عن عدم تواجد شبكات مياه شرب داخل المساكن، لعدم قدرة على الأهالي على الاشتراك بدفع نحو 8ألاف جنيه في الشركة المياه، وأنهم يقومون بأخذ المياه من المواسير العمومية، ودفع قيمة 800جنيه غرامة كل ثلاثة شهور. فيما أضاف الحاج سيد أبو زيد أحد أهالي قرية أبيس 2أن القرية تشهد زيادة في التعداد السكاني، وأنها تقع بعيداً عن خدمات وسط المحافظة، وانه على الرغم من تواجد مستشفى داخل قرية أبيس 2لخدمة الأهالي، إلا أنها عبارة عن مستشفى مبنية على أراضي واسعة تعمل من التاسعة إلى الثانية عشراً ظهراً، ثم تغلق بالجنازير والأقفال، وإذا تعرض أحد الأهالي لأي حادث أو وجود حالات مريضة طارئة، يجدوا المستشفى خارج الخدمة، وأنهم يضطرون الذهاب به إلى وسط المحافظة. وطالب السيد ابو زيد، أحد أهالي المنطقة بضم قرية أبيس الثانية لكهرباء الإسكندرية، وخاصة أنهم ثلاثة عزب فقط، وأن تقوم الشركة القابضة المياه ادخال مشاريع مياه بالقسط الشهري، لأن جميع الأهالي بسطاء غير قادرين على ادخال عدادت مياه، وأن تبدأ الحكومة والمحافظة الحالية بالنظر والتوجه إلى القرى المهمشة عن الخدمات، والاهتمام بمشاكلهم.
كما رصدت عدسة"الفجر" تجمعات مياه الصرف الصحي أمام المساكن، وتجمع أكبر بحيرة صرف صحي أمام مدرسة"أبيس2"الإبتدائية، والتي أكدت الأهالي أن تلك المياه متواجدة منذ بداية النوات الشتوية، وأنه لم تقم شركة الصرف الصحي بشفط المياه وتصريفها، بالإضافة إلى غلق مستشفى أبيس بالجنازير وتوقفها عن خدمة الأهالي وقت المرور عليها في تمام الساعة الثانية ونصف مساءً. وأوضح هاني المسيري محافظ الإسكندرية في رده على سؤال"الفجر" خلال مؤتمره الصحفي أمس بإدخال المشروعات الخدمية إلى القرى النائية بالمحافظة، بإنه يوجد ميزانية واهتمام بكافة المناطق، إلا أنها تنتظر دورها في التنمية، وأن المحافظة قد بدأت بالفعل في تطوير منطقة غيط العنب بمشاركة القوات المسلحة والمجتمع المدني، كضمن المناطق العشوائية والنائية، وان ملف قرى أبيس في انتظار دوره.