بدأت اليوم السبت أعمال القمة العربية في دورتها العادية ال 26 والتي تعقد في شرم الشيخ في يومي 28 و 29مارس 2015، وتعد أول قمة عربية يحضرها الرئيس "عبد الفتاح السيسي" منذ تولية الحكم في يونيو 2014 ، تحت عنوان: سبعون عامًا من العمل العربي المشترك".
وتتواكب أول قمة عربية مع الذكري ال 70 لإنشاء جامعة الدول العربية، والتي يتم الاحتفال بتأسيسها في 22 مارس من كل عام.
حيث استقبل الرئيس "السيسي" صباح اليوم عدداً من ملوك وأمراء ورؤساء وفود الدول العربية المشاركة فى اجتماع القمة العربية، فيما تطرقت أعمال القمة للعديد من الأوضاع في اليمن وفي الدول العربية الأخري التي تشهد حالة عدم استقرار.
وجاء خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي، حاملاً لعدد من الرسائل الهامة، للعالم العربي والغربي، وفي رصد تلك الرسائل نجد :
الرسالة الأولي .. تشكيل قوة عربية
جاءت الرسالة الأولي في أول قمة عربية يعقدها الرئيس "السيسي" منذ تولية، حملت ترحيب الرئيس بتشكيل قوة عربية مشتركة لمواجهة التحديات التي تواجة قلب الوطن العربي من الإرهاب ، مؤكدًا في خطابة أن الصد والردع هو حق للدفاع عن أمننا.
فيما أضاف الرئيس "السيسي" ، أن لابد من أدوات للعمل العربي العسكري المشترك، مؤكدًا على على دور المؤسسات الدينية في مواجهة التطرف، وحريصون على مكافحة الفقر بأنواعه والارتقاء بالخدمات والقضاء على الأمية بحلول عام 2014.
الرسالة الثانية.. مكافحة الإرهاب
وجاءت الرسالة الثانية للرئيس "السيسي"خلال عقد أول قمة عربية ، تدعو الي مواجهة التطرف الأعمال الإرهابية التي تستغل الصراعات لاختطاف الأوطان ، بالإضافة الي هدم كيانات الدولة . فيما أكد خلال خطابة، أن ثروات الدول العربية قد أثارت المطامع الخارجية ، مشيرًا دعم إيران للمليشيات الحوثية في اليمن.
وتابع خلال كلمته بالقمة العربية التي يرأسها: لا بدّ من أدوات للعمل العربي العسكري المشترك، وأن عدم الاهتمام بمشاكل التنمية يهدد أمننا القومي.
الرسالة الثالثة الحفاظ علي وحدة اليمن
وتابع الرئيس "السيسي" رسائلة للدول العربية في أول قمة عربية ، مؤكدًا علي التصدي للإرهاب الذي ساد باليمن ، والتدخلات الخارجية التي استغلت الأوضاع الغير مستقرة قائًلا ،" أنه يجب أن يكون هناك تحرك عربي حازم تشارك فيه مصر من خلال ائتلاف يجمع بين دول مجلس التعاون الخليجى ودول عربية وأطراف دولية بهدف الحفاظ على وحدة اليمن وسلامة أراضيه ومصالح شعبه الشقيق ووحدته الوطنية وهويته العربية وحتى تتمكن الدولة من بسط سيطرتها على كامل الأراضى اليمنية واستعادة أمنها واستقرارها.
الرسالة الرابعة ..استعادة الأمن للأراضي الليبية
وجاءت رسالة الرئيس "السيسي" الرابعة ، بالنظر الي الأوضاع ليبيا الشقيقة التي لا يمكن السكوت عليها، فإنه يجب استعادة الأمن والأستقرار في ليبيا ، مشيرًا أن ليبيا ليست لها أهمية كبيرة فقط لمصر بل لكل المنطقة العربية.
وقال في خلال خطابة ، " أن الوضع فى ليبيا يزداد خطورة وتعقيداً يوماً بعد يوم فى ظل استفحال ووحشية التنظيمات الإرهابية ، مما يستلزم تقديم كافة أشكال الدعم والمساندة للحكومة الشرعية دون إبطاء لتمكينها من أداء دورها فى بسط الأمن والاستقرار فى ربوع ليبيا وبما يُفعل دورها فى مكافحة الإرهاب ويسمح لها بالدفاع عن نفسها ضد التنظيمات الإرهابية ،و ندعم فى الوقت ذاته وبكل قوة الحلول السياسية المطروحة من قبل الأممالمتحدة والرامية إلى تحقيق توافق بين أشقائنا فى ليبيا وصولاً إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية".
وجاءت الرسالة الخامسة للرئيس "السيسي" ، تؤكد علي قلقه البالع لمعاناة الشعب السوري ، موضحًا أنه يجب التعاون والتنسيق بين الدول العربية يقضي بالفعل الي إنقاذ سوريا واستقرار الأوضاع بالمنطقة.
وقال في خلال خطابة ،"أنه يجب وقف نزيف الدم بالمنطقة السورية ، ليحفظ وحدة الأراضى السورية وثراء نسيجها الوطنى بمكوناته المختلفة تحت مظلة الدولة المدنية الحاضنة لجميع السوريين ، مضيفًا إن مصر لا تزال تتعامل مع الأزمة السورية من زاويتين رئيسيتين الأولى دعم تطلعات الشعب السورى لبناء دولة مدنية ديمقراطية ، والثانية هى التصدى للتنظيمات الإرهابية التى باتت منتشرة والحيلولة دون انهيار مؤسسات الدولة السورية وانطلاقاً من مسئولية مصر التاريخية تجاه سوريا فإن مصر بادرت بدعم من أشقائها العرب إلى العمل مع القوى الوطنية السورية المُعارضة المُعتدلة وصولاً إلى طرح الحل السياسى المنشود".
الرسالة السادسة ..إحياء مفهوم الدولة الوطنية
وجه الرئيس "السيسي" في رسالته السادسة للعراق، أن نجاح العراق الشقيق فى إتمام الاستحقاقات الدستورية التى توجت بتشكيل الحكومة الجديدة ، فيجب علينا تقديم المساندة الإيجابية التي شرعت الحكومة العراقية في تبنيها ، من أجل استعادة الأمن والأستقرار. فيما رحب الرئيس خلال رسالتة ، بما تنتهجه الحكومة العراقية من سياسات مقرونة بالتطبيق لترميم علاقاتها مع دول جوارها العربى ، بما يسمح للعراق بمُمارسة دوره الهام فى محيطه العربى ، ونأمل أيضاً ، أن تتمكن حكومة العراق من الوفاء بمتطلبات الوفاق والمصالحة بين مختلف مكونات الشعب العراقى وصولاً لإحياء مفهوم الدولة الوطنية بعيداً عن أى تمايز عِرقي أو طائفي.
الرسالة السابعة .. تحديات الأمة العربية
وقال الرئيس "السيسي" في إطار رسالتة السادسة ، بإنه يجب علي الأمة العربية مواجهة التحديات البالغة الخطورة التي تؤدي الي زعزعة استقرار المنطقة بأكملها .
وقال في خطابة ،"إن أمتنا العربية تواجه تحديات جسام لا تخفى على بصير وبما يستوجب منا جميعًا دعم جامعتنا العربية وتحركاتها لتُصبح القاطرة التي توحد كلمة الدول والشعوب العربية من المُحيط إلى الخليج وتجعل لها من أسباب القوة ما يعضد من مكانة أمتنا العربية على الساحة الدولية ويُسهم في إدراك الغاياتِ التي تتطلع إليها شعوبنا العربية".
الرسالة الثامنة.. تحقيق الرخاء من أجل مستقبل الأمة العربية
اختتم الرئيس "السيسي" منذ قليل كلمتة أمام أول قمة عربية تعقد منذ تولية الحكم ، بتأكيده علي أن مستقبل الأمة العربية مرهونًا علي ما نتخذه من قرارات ،مؤكدً في رسالته،" يجب علينا خلال تلك الفترة تحقيق الرخاء وهو حق لها ، ذات الوقتِ الذى تتعاظم فيه التحديات ،مضيفًا إنها مسئوليةٌ جسيمةٌ ، حتى لا نغدو يوماً مجرد مجموعة من الدول تلتف حول تاريخٍ مجيد جمعها يوماً فى الماضى لكنها عاجزة عن التأثير فى حاضرها أو عن صناعة المستقبل فأمتُنا تستحق منا الكثير عزةً وكرامةً لهاوصوناً لقدرها ومقدراتها".