ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن تبادل المراسلات بين أسامة بن لادن ومسئول في تنظيم القاعدة كشف أن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي اي ايه) شاركت عن غير قصد في تمويل المنظمة الإرهابية التي تقوم بمحاربتها، نقلًا عن مسؤولين أمريكيين وغربيين. ففي عام 2010، وصل مبلغ يُقدر بمليون دولار قادمًا من صندوق وضعته ال"سي اي ايه" تحت تصرف الحكومة الأفغانية إلى خزائن تنظيم القاعدة، الذي كان أصابه الضعف في هذا الوقت بسبب هجمات الطائرات بدون طيار التي تشنها الاستخبارات الأمريكية. وفي ذلك الوقت، لجأت أفغانستان إلى حساب سري للحكومة الأفغانية يتم تمويله شهرياً بأموال نقدية من الاستخبارات الأمريكية، حيث كانت تواجه صعوبات في جمع الأموال لدفع الفدية إلى تنظيم القاعدة لإطلاق سراح دبلوماسي أفغاني مختطف لدى التنظيم. وكان أسامة بن لادن قد علم بمصدر هذه الأموال وتشكك في أن يكون الأمريكيون على تعاون وثيق مع الحكومة الأمريكية. وطالب بن لادن بأن يتم استبدال الأموال بعملة أخرى، خوفًا من أن تكون مراقبة أو مسممة أو مشعة. وأشارت "نيويورك تايمز" إلى أن الأمر لم يكن فخًا منصوبًا لتنظيم القاعدة، ولكنه أحد نماذج تمويل الولاياتالمتحدةالأمريكية للجماعات الإرهابية بسبب عدم وجود إشراف ومراقبة من قبل وكالة الاستخبارات المركزية. وقد تم العثور على الرسائل بين أسامة بن لادن وعطية عبد الرحمن في أجهزة الكمبيوتر ومن بين الوثائق التي تمت مصادرتها خلال الغارة الأمريكية التي قُتل إثرها زعيم تنظيم القاعدة في عام 2011 في باكستان. وكان الدبلوماسي عبد الخالق فرحي القنصل العام لأفغانستان في بيشاور ببكستان، عندما تم اختطافه في سبتمبر 2008 قبل بضع أسابيع من توليه مهام منصبه كسفير. وتم إطلاق سراح فرحي بعد عامين بعد قيام كابول بدفع فدية قدرها 5 ملايين دولار، خمسها قادم من الصندق السري الذي يموله ال"سي اي ايه". وقامت باكستان بدفع نحو نصف الفدية، والباقي تم تمويله من قبل إيران ودول الخليج.