قال الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، إن الدعوة إلى الثورة الدينية، التى أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسى، والتى أكد أنها للدين وليست ضد الدين قد لاقت استجابة واسعة داخليًا وخارجيًا، وألقت بظلالها على مجالات متعددة فكرية وثقافية وإعلامية وتعليمية. وأضاف وزير الأوقاف، أنه وفى داخل مصر انطلقت استجابات، ومؤتمرات، وندوات، وصالونات ثقافية متعددة، تدرس مفهوم الثورة الدينية، ومفهوم التجديد الذى دعا إليه الرئيس فى أحاديث متعددة، مما يؤكد إحساسه بعمق الأزمة، وأننا فى حاجة ملحة وحقيقية إلى التجديد فى الفهم والرؤية، وليس فى الشكل والقشور. وأشار وزير الأوقاف، إلى أن الدعوة بظلالها الوارفة وآتت أكلها لدى المنتديات الفكرية والثقافية والعلمية والسياسية العالمية، مشيرا إلى سؤال تلقاه أمس الأول الخميس من مستشار وزير الخارجية والداخلية الفرنسيين فى وجود السفير خالد عمران مساعد وزير الخارجية المصرى للشئون الثقافية والدينية عن مفهوم الثورة الدينية التى دعا إليها الرئيس، وعن إمكانية تطبيقها على أرض الواقع. وأوضح "جمعة"، أنه أجاب مستشار الشئون الدينية الفرنسى، أن الدعوة التى أطلقها الرئيس أصابت موضعها ووافقت زمانها وأهلها، فتلقيناها على الفور بالقبول والترحاب، وعن قناعة تامة، لأنها وافقت ما كان بالنفس كامنًا، وأعطت إشارة البدء والحركة الدءوب لمشروع فكرى عملاق بدأت بعض تطبيقاته الحقيقية فى المؤتمر الدولى الرابع والعشرين للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، الذى انتهى فى بحوثه وتوصياته إلى توضيح بعض المصطلحات وتصحيح بعض المفاهيم الخاطئة، وذكرت لهم بعضًا منها، فكان من أكثر ما شد انتباههم وأدهشهم لواقعيته هو ما أكد عليه المؤتمر من أن استحلال ذبح البشر وحرقهم والتمثيل بهم يعد خروجًا على الإسلام بل على مقتضيات كل الأديان السماوية والقيم الإنسانية. وأشار "جمعة"، إلى أن هذه الجماعات إنما هى صنيعة أجندات سياسية تتستر بغطاء الدين زورًا وبهتانًا والدين منها براء، وأن الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف يعملان بقوة على تعرية تلك الجماعات الإرهابية، ورفع أى غطاء أدبى أو شرعى عنها وعن تصرفاتها الهمجية التى تعود بالإنسانية إلى عصور الانحطاط وما قبل التاريخ. وشدد وزير الاوقاف، على ضرورة عدم توظيف الدين سياسيًا، وأن تكون دور العبادة لعبادة الله (عز وجل) وترسيخ القيم الأخلاقية والإنسانية، وترسيخ فقه العيش المشترك بين البشر جميعًا على أساس المواطنة الكاملة والحقوق المتبادلة، واحترام آدمية الإنسان بغض النظر عن دينه أو لونه أو جنسه أو عرقه أو معتقدة. وقال الوزير أن الإسلام لم يضع قالبًا جامدًا لنظم الحكم وأن جميع الأحاديث التى سئل فيها النبى ( صلى الله عليه وسلم ) عن مفهوم الإسلام لم يذكر فى واحد منها شيئًا عن نظام الحكم، لأن الإسلام ترك ذلك مجالا رحبًا فى ضوء ما يحقق العدل، ويمنع الفساد، ويتيح حرية العبادة والمعتقد، ويعمل على تحقيق مصالح الناس، ويؤمن حاجاتهم الأساسية والضرورية، ويعمل على نهضة الأمم ورقيها وتحقيق الأمن والسلام العالمى. ونقل وزير الأوقاف عن مستشار وزير الخارجية الفرنسى لشئون الأديان أنهم يعدون مشروعًا سيتقدمون به لمجلس الأمن الدولى، لحظر استخدام مواقع التواصل فى التحريض على العنف والإرهاب، وأنهم يدعمون جهود مصر فى مواجهة الإرهاب سواء على مستوى التعامل الثنائى بين البلدين أم فى المنتديات الدولية، لافتا إلى أن الموقف الفرنسى ليس هو الموقف الدولى الوحيد الإيجابى تجاه دعوة الرئيس إلى الثورة الدينية، إنما هناك مواقف أخرى عديدة.