قام ائتلاف أقباط مصر بزيارة دير الأنبا مكاريوس السكندرى بوادى الريان بالفيوم بعدما تفاقمت أزمة الدير بسبب عزم هيئة الطرق والكبارى لإنشاء طريق سريع يربط بين الفيوم والواحات يشق الدير مما جعل رهبان الدير فى استياء من هذا القرار كون الدير له حرمته الدينية والاثرية. قال الائتلاف في بيان رسمي له، إنه كان فى استقبالهم عدد من رهبان الدير الذين ترهبوا بيد الأب اليشع المقارى أحد تلاميذ الأب متى المسكين الذى أعاد الحياة الرهبانية لدير وادى الريان مؤخراً ثم تولى بعد ذلك رئاسة دير أبو مقار ببرية وادى النطرون حتى تنيح عام 2006 م وقد سبق وسكن الوادى الانبا مكاريوس السكندرى سنة 373 م حتى تنيح به وأستمرت الرهبنة بوادى الريان حتى نهاية القرن 14 ثم اعيد تعميره فى القرن 19 على يد رهبان دير الانبا صموئيل المعترف وقدم رهبان الدير للائتلاف جميع الاوراق والاثباتات التى تؤكد وجود مغائر وكهوف ومعابد ومدرجات ومقتنيات أثرية بالدير ترجع جميعها الى ما بين القرن الرابع الميلادى والقرن السابع والثانى عشر الميلادى.
قام فادى يوسف مؤسس الائتلاف بالاطلاع على الاوراق الصادرة من تفتيش أدارة الفيوم التابعة للمجلس الاعلى للاثار- حسب البيان، بالإضافة إلى جوله مع بعض الرهبان لكنائس الدير الثلاثة التى تحتوى أحداها على معرض صغير لاوانى خزفية وسلال يدوية واوراق بردى وأحبال عتيقة فى جانب وعلى الجانب الاخر بقايا عظام وجماجم لرهبان متوحدين وجدت داخل مغائرهم الاثرية وبعد ذلك أنتقلوا الى بعض المغائر الاثرية القديمة التى تصل لثلاثون مغارة والتى كان يسكنها رهبان متوحدين من القرن الرابع حتى القرن التاسع عشر ووجدوا رسومات وصلوات مكتوبه على جدران المغائر ومنشوبيات عديدة ترجع للقرون الوسطى وما قبلها.
ثم انتقلت المجموعة بعد ذلك لمدرج صخرى يرجع لفترة الرومان وبالقرب منه داخل منطقة المرزعة وجدوا معبد فرعونى به محرقة او مخبز حجرى يتناثر حوله كسر فخارية اثرية كما تحتوى منطقة الدير على أربع أبار مياة عزبة يرجع قيام الرهبان الذين سكنوا برية وادى الريان قد قاموا بأنشائها وهى مرتبطة ببدء الحياة الرهبانية فى تلك البقعة الصحراوية بالاضافة لوجود حفريات قديمة.
هذا وقد استلم الائتلاف من أحد الرهبان المرافقين أسطوانتين مدمجتين بهما العديد من الصور لاثار وجدت داخل حزمة الدير الذى قام ببناء سور فى 2012 لكى يحتضن تلك الاثريات حتى لا تكون عرضه للسرقة والتدمير من قبل الاعراب او الخارجين عن القانون بالمنطقة ولتسهيل مهام هيئة الاثار فى حصر اثريات الوادى وحمايتها وهذا ما حدث مع اللجنة التابعة للمجلس الاعلى للاثار والتى قامت باعداد تقارير تثبت أعتبار دير الانبا مكاريوس السكندرى بوادى الريان دير أثرى وتوصى بضرورة تسجيل المغائر والتلال الاثرية فى تعداد الاثار الاسلامية والقبطية وأخضاع تلك المنطقة للمادة العشرين من قانون حماية الاثار وطالبت اللجنة الحفاظ على حرمته الاثرية من التعدى.
اعلن ائتلاف أقباط مصر عن عزمه لعقد مؤتمر صحفى فى وقت لاحق يعلن من خلاله وفى وجود أحد رهبان الدير عن جميع المستندات والاثباتات الموثقة بالصور والفيديوهات التى بحوذة الائتلاف بأثرية دير الأنبا مكاريوس السكندرى بوادى الريان والذى يرجع تأسيسه للقرن الرابع الميلادى وسيتم الكشف عن أخر المستجدات فى أزمة دير وادى الريان وطرق حلولها الشرعية.
ويوصى ائتلاف أقباط مصر بناءً على زيارة ميدانية للدير ومشاهدة أثار الدير والتاكد من جميع ما ورد من اوراق وتقارير يوصى بالحفاظ على حرمه الدير الدينية والاثرية وعدم التعدى عليها من خلال أنشاء طريق سريع تندثر بأسفله العديد من الاثريات كما يطالب الائتلاف أن تتخذ الحكومة دورها وتجنب الكنيسة وراعيها والدير ورهبانه الاحراج كون الامر تختصه هيئة الاثار من طرف وهئية الطرق والكبارى من طرف أخر والجميع فى احترام لدولة القانون والمؤسسات- حسب البيان الذي حصلت الفجر على نسخة منه.